إعداد: عبير حسينتسببت الأزمة التي ضربت الاقتصاد الأمريكي لعدة سنوات بدأت في 1835 في فقدان إلياس هاو عمله، لكنها كانت سبباً في تفرغه لابتكار أول آلة خياطة، حصل في مثل هذا اليوم من العام 1846 على براءة اختراعها.لم ينجح هاو في نشر هذه الآلة على نطاق واسع؛ بسبب معارضة حرفي بوسطن حينها لاستخدام الآلات التي تؤدي إلى الاستغناء عن الأيدي العاملة، فاضطر، وسط حالة من اليأس والإحباط، إلى بيع حقوق تصنيع الآلة إلى رجل الأعمال البريطاني وليام توماس، مالك ومدير عدة مصانع للملابس، بمبلغ لم يتجاوز 250 جنيهاً إسترلينياً. بعد قضائه عدة أعوام في إنجلترا، قرر هاو العودة إلى موطنه بالولايات المتحدة والعمل كبحار، لكنه فوجئ بانتشار عمليات تقليد لآلته انتهكت براءة اختراعه وكان أبرزها ماكينة اسحق سنجر، فتفرغ عدة أشهر لخوض معركة قضائية نجح بعدها في 1854 في جني عوائد اختراعه التي ارتفعت من 3000 دولار إلى أكثر من 200 ألف في 1863. وفي 1867 أسس هاو شركته الخاصة لتصنيع آلات الخياطة في ولاية كونكتيكت، ويعود الفضل في كل هذا إلى الشعبية الواسعة التي حصلت عليها «ماكينة سنجر» بفضل التسويق الجيد الذي نجح فيه اسحق سنجر وفشل فيه مبتكرها.وعلى الرغم من أن براءة اختراع الآلة المعروفة بتصميمها الحالي مسجلة باسم إلياس هاو، فإنه يمكن تتبع بدايات تاريخية مختلفة لنماذج قريبة الشبه منها، بدأها الإنجليزي توماس سانت صاحب أقدم نموذج لآلة الخياطة صنعت من الخشب، ونجحت في صناعة سلسلة مفردة من الغرز على الجلد، وكانت تلقم الخيط تلقائياً لإبرة لها ثلم بدلاً من العين، ويوجد مخرز يصنع الثقوب للإبرة للمرور خلال الجلد ولم تكن هذه الآلة عملية.في العام 1830، اخترع الفرنسي بارثيلمي ثيمونييه (1793 - 1859) آلة خياطة لصناعة بزات الجنود، واستخدم فيها إبرة خطافية تخيط جيئة وذهاباً خلال القماش. وامتلكت الحكومة الفرنسية عدداً يصل إلى 80 آلة كهذه في وقت واحد. وكاد ثيمونييه يلقى حتفه عندما حطم العمال الغاضبون آلاته حين طردوا من عملهم بسبب اختراعه. ويقال، إن الأمريكي والتر هانت اخترع نوعاً من آلات الخياطة في الثلاثينات من القرن الماضي، إلا أنه لم يسجل براءة اختراعه.ويعد نموذج هاو أول آلة خياطة تباع للناس، ومن بعده قدم بنيامين ويلسون تطويراً مهماً على النموذج بإضافة «التغذية التلقائية» ذات الحركات الأربع التي تستخدم اليوم في كل آلات الخياطة.
مشاركة :