أبو الغيط في بغداد وأربيل بحثاً عن حل وسط ينهي أزمة الاستفتاء

  • 9/10/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

في حين وصل الأمين العام للجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عصر أمس إلى مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، قادماً من بغداد، لمطالبة القيادة الكردية بتأجيل استفتاء الاستقلال المقرر في 25 سبتمبر (أيلول) الحالي موعداً له، شدد مستشار إعلامي في مكتب رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، على أن زيارة أبو الغيط لن تؤثر على موقف القيادة في كردستان والشعب الكردي من إجراء استفتاء الاستقلال، مؤكداً أن الإقليم يطالب بضمانات دولية لتأجيله.وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس أن العبادي استقبل أبو الغيط والوفد المرافق له، مبيناً أن أبو الغيط جدد حرص الجامعة العربية على وحدة العراق والتركيز على استكمال تحرير أراضيه واعتماد مبدأ الحوار والالتزام بالدستور العراقي لحل أية إشكالات. وفي أربيل اجتمع أبو الغيط مع بارزاني وبحث موضوع الاستفتاء. وفيما لم يتسرب من الاجتماع شيء، قال المستشار الإعلامي في مكتب رئيس إقليم كردستان، كفاح محمود، لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة أبو الغيط «محاولة منه للضغط باتجاه تكثيف الحوار والمفاوضات بين بغداد وأربيل لحل الإشكاليات، لذلك زار بغداد، ونعتقد أن المسألة الأكثر أهمية التي بحثها في بغداد تمثلت في تشجيع الحكومة الاتحادية على المزيد من الحوار مع إقليم كردستان، وحل المشكلات».وأوضح محمود أن المحاور ذاتها التي ناقشها أبو الغيط في بغداد كان سيناقشها في أربيل أيضاً مع بارزاني، مبيناً أن لدى القيادة في كردستان أجوبة لكل تساؤلات ونصائح أبو الغيط. وعما إذا كانت الزيارة قد تؤثر على موقف كردستان من الاستفتاء، شدد محمود: «لا... إطلاقاً، لأن الرئيس بارزاني وهو يتحدث باسم شعب كردستان والقيادة السياسية في الإقليم يؤكد دائماً على (أننا نريد بديلاً لتأجيل الاستفتاء، فحينما يطلبون منا أن نؤجل الاستفتاء إلى موعد آخر نحن أيضاً نطالب ببديل)، والبديل، كما أوضحه الرئيس، أن تكون هناك ضمانات دولية مكتوبة وموقعة من قبل بغداد والولايات المتحدة الأميركية وربما أطراف أخرى لها مصلحة في تأجيل الاستفتاء، ويشترط هذا البديل أن تُحترم نتائج الاستفتاء»، لافتاً إلى أنه «على خلفية هذه الضمانات يمكن تأجيل الاستفتاء لفترة معينة، وعدا ذلك لن يؤجل الاستفتاء ولو لدقيقة واحدة».من جهته، قال محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن الزيارة تأتي ضمن الجهد الدبلوماسي الذي يضطلع به أبو الغيط من أجل الحفاظ على وحدة أراضي دولة عضو في الجامعة. وأضاف عفيفي أن أبو الغيط كان سيطرح خلال لقائه بارزاني رؤيته التي ترتكز على أهمية استئناف حوار سياسي ناضج وبناء بين بغداد وأربيل في كل الأمور مع استعداد الجامعة للعب دور في هذا الشأن، مع ضرورة التحلي بذهنية «الحلول الوسط» والمقاربة الهادئة، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي يحتاج فيها الوطن العراقي إلى جميع مكوناته، معتبراً أن تنظيم الاستفتاء المزمع لن يزيد الوضع إلا تعقيداً. وأضاف أن الأمين العام أكد في الرسالة التي وجهها منذ نحو شهر للزعيم الكردي اعتزاز الجامعة ببقاء الأكراد كمكون أصيل في المجتمع العربي، خصوصاً أن المشهد الإقليمي زاخر بالتشتت والتفتيت. ولفت إلى أن الأمين العام يهدف إلى الحفاظ على قنوات الحوار بين بغداد وأربيل باعتبار أن الحوار وتعزيز الثقة بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم يمثلان المخرج المرتجى من المأزق الحالي.وفى تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أوضح السفير حبيب الصدر، مندوب العراق لدى الجامعة العربية، أن «البدائل التي يرغب بها الطرف الكردي موجودة عبر الحوار، وأن بغداد فتحت أبوابها أمام الإخوة الكرد لكي يراجعوا أنفسهم، خصوصاً أن بغداد تدرك أن هذه الخطوة الانفرادية لا تحظى بالشرعية والقانونية فحسب، وإنما يتحفظ عليها المحيط العربي والدولي، إضافة إلى وجود أصوات داخل المكون الكردي رافضة للاستفتاء، ومنها كتلة التغيير وبعض الأحزاب الدينية، وأكدت أن الوقت غير مناسب في المرحلة الراهنة لإجراء الاستفتاء». وقال الصدر: «كل تجارب الاستفتاء في العالم جرت بالموافقة والتراضي، أما أن يجري الاستفتاء دون العودة إلى شركاء الوطن فهذا أمر غير موجود حتى في نص الدستور الذي صوتوا عليه في عام 2005». وأضاف أن رئيس الوزراء حيدر العبادي قد أكد أن هذا الإجراء غير قانوني وغير شرعي ولا يُعتدّ به ولا بنتائجه، لأن ما بُنِي على خطأ، فإن النتائج تكون كذلك.وعما إذا كانت هناك رؤية لبناء شراكة جديدة يتم التوافق عليها عبر الحوار كبديل عن الانفصال، أكد الصدر أن الشراكة «موجودة فعلاً وقد حصل المكون الكردي على امتيازات وحقوق كبيرة منذ عام 2003 ويتمتعون بحكم شبه كونفدرالي، ولديهم رئيس ورئيس حكومة وبرلمان، ويصدرون النفط خارج إرادة بغداد التي لا تعرف الثمن أو حتى الوجهة التي يتم البيع إليها». واستطرد قائلاً: «لذا نهيب بهم للعودة إلى طاولة الحوار لتسوية أية خلافات أو مشكلات عالقة». وكرر حديثه حول وجود الشراكة مع المكون الكردي لافتاً إلى «وجوده في كل مفاصل الدولة بدءاً من رئيس الجمهورية والوزارات والسفارات وحتى البرلمان حيث هناك أكثر من 60 نائباً كردياً».

مشاركة :