المقارنة بين إدارتي خالد بن سعد والبلطان لا تجلب البطولات للشباب

  • 8/7/2014
  • 00:00
  • 36
  • 0
  • 0
news-picture

لا تزال إدارة الشباب الجديدة برئاسة "الذهبي" الأمير خالد بن سعد تتعرض لانتقادات حادة من بعض الشبابيين، وبالرغم من أن أولئك المنتقدين لم يشاهدوا أي مباراة للفريق إلا أنهم انهالوا بانتقاداتهم على الإدارة وكأن الفريق ظهر بمستوى باهت وخسر مباريات عدة في الدوري، ولا أعلم حقيقة على ماذا استندوا، هل هي عواطف أم ماذا؟ رئيس الشباب ظهر غير مرة وأكد بأنه يتقبل الانتقادات بصدر رحب، وهذا أمر طبيعي فطالما أنه يعمل فمن الطبيعي أن يخطئ ويُنتقد ولا يوجد أحد فوق النقد، بيد أن هنالك نقدا منطقيا وآخر يعتمد على العاطفة وثالثا له أهداف أخرى قد لا يدركها المشجع الشبابي البسيط ويقع في فخها، وإدارة الشباب تعلم جيداً بأن هنالك من يسعى لإحداث البلبلة بدليل تضخيم أولئك لبعض الأخطاء والترصد لأخرى، وسبق للرئيس أن ظهر في وسائل الإعلام وصرح بهذا الخصوص. قبل أيام قررت الإدارة الشبابية توقيع مخالصة مالية مع المهاجم مهند عسيري بسبب تقرير المدرب البرتغالي موريس من جهة، وظروف اللاعب العائلية التي تحتم عليه الرحيل إلى جدة من جهة أخرى، لكن ذلك القرار قوبل بانتقادات حادة من بعض الشبابيين الذين كانوا في الموسم الماضي يُنادون بالاستغناء عن عسيري بسبب مستوياته المتواضعة وعجزه عن سد غياب نايف هزازي، إلا أن مهند عسيري وبعد قرار مخالصته مالياً أصبح بقدرة قادر نجم الفريق الأول فُضخم قرار الإدارة ولعب على وتره بعض "المتربصين" فأصبح قضية شبابية، ولو أن المنتقدين أخذوا الأمر بعقلانية سيجدون أن الإدارة لا ناقة لها ولا جمل في ذلك فهي مُجبرة على تنفيذ طلب المدرب الذي يرى بأن عسيري لا يفيد طريقة لعبه، ولا تستطيع الإدارة أن تفرضه عليه، لكن وللأمانة يُحسب على الإدارة أنها لم تسوق عقد اللاعب واكتفت بتنازله عن مستحقاته المادية، وقد يكون لضيق الوقت دور في ذلك، لكنه في كل الأحوال خطأ، لكن كقيمة فنية كان مهند عسيري في الشباب أسيراً لدكة الاحتياط فترات طويلة وكانت الإدارة السابقة قاب قوسين أو أدنى من الاستغناء عنه لولا إصابة نايف هزازي، والشيء بالشيء يُذكر لا يمكن للشبابيين أن يجحدوا براعة عسيري في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال الذي سجل فيه هدفين حاسمين، وفي كل الأحوال يظل رأي المدرب البرتغالي موريس هو الحاسم، ومن غير المنطق أن تفرض عليه الإدارة رأيها وهي التي منحته كافة الصلاحيات دون تدخل في عمله. ولم تتوقف الانتقادات غير المنطقية عند حد عسيري، بل أن هنالك من استغل المخالصات المالية التي مُنحت للمهاجم صقر عطيف والحارس ابراهيم زايد ولاعب الوسط تميم الدوسري للتهكم على الإدارة ووصفها بتوزيع اللاعبين على الأندية مجاناً، وهنا اتساءل هل يدرك أولئك المنتقدون بأن الإدارة الشبابية مطالبة بتقديم كشوفات تضم 30 لاعباً فقط 26 منهم محليون وأربعة أجانب؟ وهي مطالبة بالتأكيد بتقليص عدد اللاعبين إلى 30 لاعباً والاستغناء عن البقية سواء بالإعارة أو توقيع المخالصات المالية معهم، ففي حالة عدم وجود عرض لأي لاعب لإعارته فحينها يتم اللجوء للمخالصة المالية وهي ليست مجانية فاللاعب سيدفع مقابل أن يفك ارتباطه للبحث عن ناد آخر. قرار تقليص عدد اللاعبين إلى 30 لاعباً من خلال الاستغناء عن بعض الأسماء لا يمكن أن تتخذه الإدارة فهو من صميم عمل المدرب البرتغالي موريس ومسؤوليات الذي يرفع تقرير مفصل للإدارة بالأسماء التي يحتاجها والتي يريد الاستغناء عنها مع المبررات، ومن حق الإدارة أن تناقشه في أي اسم ترى جدوى استمراره إلا أن القرار الأخير له وهو المسؤول عنه وسيحاسب عليه مستقبلاً. في الأسماء التي استغنى عنها موريس حتى الآن لا يوجد من يستحق أن تناقش الإدارة المدرب فيه، لأن صقر عطيف منقطع عن الكرة فترة طويلة واختلف مستواه كثيراً عما كان عليه قبل الانقطاع أما تميم وزايد فلم يفلحا في إثبات وجودهما خلال المواسم الماضية. بعض الشبابيين أصبحوا في الأونة الأخيرة يختلقون القضايا بطريقة بعيدة كل البعد عن مصلحة الفريق، والأسلوب الذي يُنتهج من بعضهم في إثارة المواضيع من شأنه أن يؤثر سلبياً على النادي ومسيرته، من حقهم أن ينتقدوا مثلما يريدون لكن بحدود معينة خصوصاً وأنهم لم يشاهدوا أي ظهور لفريقهم حتى يحكموا على عمل الإدارة والمدرب ويوجهوا سهام نقدهم، ولعل ما يستحق الذكر أن بعض الشبابيين انجرفوا خلف عدد من الحسابات في "تويتر" التي تبحث عن مصالحها الشخصية دون مبالاة بالكيان الشبابي. المقارنة بين إدارة الأمير خالد بن سعد وإدارة خالد البلطان لن تجلب للشباب إلا المشاكل، البلطان خدم الشباب على مدار الأعوام الثمانية الماضية وأخذ نصيبه من المدح سواء من الشبابيين أو غيرهم ولا يزال أبو الوليد يخدم النادي من خلال ملف الاستثمار الذي يعتبر مهماً للغاية، ولن تنسى الجماهير الشبابية دعم البلطان لناديهم إذ يستحق الثناء والإشادة التي نالها بل لا يستغرب وفاء الشبابيين تجاهه بالإشادة به حتى بعد رحيله وهي إشادات في محلها. وتعتبر الإدارة الحالية مكملة لإدارة البلطان السابقة، كما أن علاقة الأمير خالد بن سعد وخالد البلطان جيدة والاثنان "سمن على عسل" إلا أن هنالك فئة تريد أن تبرز للشبابيين أن ناديهم سيتدهور بعد رحيل البلطان وأنه سيصبح لا شيء من بعده وهذا أمر غير صحيح فالشباب كيان كبير لم يتوقف يوماً على أحد، رحل الأمير خالد بن سعد في وقت سابق وهو صانع الجيل الذهبي وجاء من بعده البلطان وأكمل "مسيرة الذهب"، نجوم كُثر رحلوا وظل الشباب بطلا، فالأندية الكبيرة لا يمكن أن تقف على أشخاص، والشباب كيان كبير برجالاته ومحبيه. وأجزم بأن البلطان نفسه يرفض هذا الأمر ومبدأ أولئك الذين لا أبالغ إن قلت بأنهم ينتظرون سقوط الشباب في أول مهمة حتى "يتشمتوا" بالإدارة الجديدة ويمارسون هوايتهم، فسبق وأن مارسوها بعد أن خالصت الإدارة مهند عسيري زاعمين بأن تقليلهم من الإدارة الحالية في وقت سابق كان في محله، ولعل الملفت بأنهم يمارسون ذلك باحترافية وعلى طريقة "يقتل القتيل ويمشي في جنازته". الشباب يلعب اليوم (الخميس) مباراة مهمة مع النصر وبإمكانه أن يضيف لرصيده من خلالها بطولة جديدة، فالفريق واللاعبون يحتاجون فعلاً لوقفة محبيهم ودعمهم لهم بعيداً عن أي تصفية حسابات بين أي أطراف.

مشاركة :