يدرك الأخوان ساويرس (نجيب وسميح) أهمية الدور الثقافى لرجل الأعمال وهى الفضيلة الغائبة عن أغلب رجال المال فى بلادنا، ولهذا وبمجرد بداية الإعلان عن مهرجان (الجونة) أعلنت انحيازى للفكرة. ضوء الفن الساطع هو السلاح الذى يقهر حتما ظلام الإرهاب. لا يكفى الدعم المادى إذا لم يواكب ذلك إرادة وإدارة تحيل القوة الاقتصادية إلى رؤية إبداعية، وهكذا اتسعت دائرة المهرجان الوليد لتتوجه للعالم، وتنتقى العناصر الفاعلة بعيدا عن جواز السفر، وهكذا دافعت عن اختيار الخبير السينمائى العراقى انتشال التميمى لقيادة الفريق الفنى فهو من الذين يعرفون، جيدا، سر شفرة النجاح. المهرجان له بعده السياحى، حتى اسم (الجونة) منتجع داخل مدينة الغردقة. جرى العرف أن تُسمى المهرجانات بأسماء المدن (كان) و(فينسيا) و(برلين) وغيرها ولكن (الجونة) به القسط الأوفر من الاستثمارات السياحية لآل ساويرس وهكذا جاء اختيار الاسم ليس عشوائيا، إذا أراد المهرجان الاستمرار فيجب أن يحقق عائده الاقتصادى من خلال الترويج السياحى للجونة. استطاع ساويرس أن يحرز أكثر من ضربة بداية قوية مثل عرض فيلم (الشيخ جاكسون) لعمرو سلامة فى الافتتاح، فهو يعلن هوية المهرجان بفيلم مصرى حكايته تمسنا جميعا، كما أنه مقدم بلغة سينمائية عصرية وحميمة. سيتحول الافتتاح إلى عُرس سينمائى، النجوم الذين كانوا يهربون من المشاركة فى مهرجان (القاهرة) سوف يهرعون إلى (الجونة) تلبية لدعوة نجيب ساويرس، الذى لم يكتف بهذا القدر بل أضاف اسم أهم نجم عربى فى الساحة وهو عادل إمام ليمنح بريقا إضافيا للمهرجان، وسيتم تكريمه فى الافتتاح عن إنجازه السينمائى، وهو بكل المقاييس يستحق. بقاؤه على القمة محققا أعلى الأرقام، أربعة عقود من الزمان، حالة استثنائية عالمية يجب أن ترصدها موسوعة (جينيس) للأرقام القياسية. عادل فى العام الماضى حصل على تكريم من مهرجان (قرطاج) ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، منحه له الرئيس التونسى السبسى، كما حصل أيضا على (التانيت) الذهبى لقرطاج بمناسبة مرور 50 عاما على بداية أقدم مهرجان عربى، سبق ذلك بعامين أن كرمه مهرجان (مراكش) وهو ما تكرر فى (دبى) و(الدوحة) و(أبوظبي) و(الشارقة) وغيرها، كل التكريمات قبلها عادل ما عدا مهرجان (القاهرة)، اعتذر أكثر من مرة وآخرها الجائزة التقديرية التى تحمل اسم سيدة الشاشة فاتن حمامة وهى أيضا عن الإنجاز الفنى. المفروض أن عادل كان سيحصل عليها فى العام الأول لإطلاقها 2015 وواصل اعتذاره حتى هذا العام. عادل له حسبة معقدة فى الاختيار، مثلا قبل 18 عاما عندما كان حسين فهمى رئيسا لمهرجان (القاهرة) اتفق معه على التكريم، ووافق، ثم تراجع فى اللحظات الأخيرة، بحجة أنه سيسافر فى نفس اليوم إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتصوير فيلمه «هاللو أمريكا»، ورشح ابنه رامى لتسلم الجائزة، ولم يقل عادل السبب الحقيقى لاعتذاره أنه لم يشأ أن يكرم مع آخرين من نجوم الكوميديا الذين كانوا وقتها على قيد الحياة مثل أستاذه فؤاد المهندس أو العملاقين الراحلين نجيب الريحانى وإسماعيل يس، ولهذا قرر حسين فهمى إلغاء تكريمه. هل لم يعد عادل يعنيه اسم فاتن؟ العلاقات بينهما كانت جيدة بل فى أحد البرامج عندما هاجمتها مريم فخر الدين بسبب لقب سيدة الشاشة قائلة «إننا لسنا خدما حتى تصبح هى السيدة» دافع عادل على الهواء عن فاتن، ورغم ذلك اعتذر ثلاث مرات عن جائزة تحمل اسمها!!
مشاركة :