الكتب المدرسية الجديدة في الجزائر في الموسم الدراسي الجديد خالية من البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم). واثارت الخطوة غير المتوقعة موجة من الجدل والاستياء والانتقادات بين صفوف الجزائريين والنخب المثقفة ووصفها البعض بالفضيحة. وفي مقابل حذف البسملة من الكتب المدرسية تقرر تدريس 3 ساعات إضافية للغة الفرنسية. وتعاني المنظومة التعليمية في الجزائر من وهن كبير وتقهقر في مستوى التلاميذ الى جانب انتشار ظواهر تسريب المواد والغش والاخطاء اثناء الامتحانات المصيرية. وانتفض رواد مواقع التواصل الاجتماعي على قرار حذف البسملة واعتبروه محاولة مقصودة لإفراغ كل البرامج الدراسية من المحتوى الديني وإبعاد الأطفال عن هويتهم الدينية ودعوا الأولياء والأساتذة ورجال التعليم إلى ضرورة إضافة البسملة وكتابتها على مؤلفات أبنائهم قبل البدء بالتدريس. ونددت جمعية العلماء المسلمين بالقرار الذي اتخذته وزارة التربية والتعليم. ووصفت الخطوة بالاعتداء على عقول الأطفال وهوية الشعب والمساس بشخصية الجزائريين وعقيدتهم. وقالت الجمعية في بيان لها إن "خطابات رئيس الجمهورية، وكل المؤلفات الدراسية منذ أربعة قرون على اختلاف تخصصاتها تبدأ بالبسملة"، متهمة السلطات بـ"محاولة تنشئة الأطفال على قيم لائكية غير دينية، وهو ما يعمل على إفساد ما تبنيه لديهم الأسرة من قيم وأخلاق"، وتساءلت الجمعية كذلك، عن "الهدف من حذف البسملة الآن، وعن الأجندة التي سيخدمها مثل هذا الإجراء". وبحسب جمعية العلماء فإن"كل مواثيق البلاد، وفي مقدمتها الدستور، وحتى خطابات رئيس الجمهورية تبدأ بهذه العبارة" وكانت وزيرة التربية نورية بنغبريت، أكدت خبر إلغاء وزارتها للبسملة من الكتب المدرسية التي أطلقوها في شهر يونيو/حزيران والخاصة بالسنة الدراسية الحالية التي افتتحت الأربعاء. وافادت بنغبريت أن "البسملة موجودة في كتب التربية الإسلامية لأنها إجبارية، أما حذفها من باقي الكتب يتحمل مسؤوليته من قام بتصميم الكتب المطبوعة والاشراف عليها". وعبر الناشط شهاب عرعار عن مخاوفه من أن يعقب هذا القرار حذف مادة التربية الإسلامية، مضيفاً أن "السكوت على ما وصفها بالتجاوزات ستؤدي إلى تجريد الكتب المدرسية من الصبغة الدينية وبالتالي طمس الهوية الإسلامية". ومنذ تعيينها على رأس وزارة التعليم العام 2014، ظلت وزيرة التربية الجزائرية هدفا لانتقادات عدة أحزاب ومنظمات، بدعوى تبنيها لمخطط إصلاحي يهدف إلى فصل المدرسة عن هويتها العربية والإسلامية. وتثير الوزيرة جدلا واسعا في الجزائر بسبب سياساتها التعليمية التي تميل إلى الغرب وفرنسا بشكل خاص. وقد تعرضت لانتقادات كثيرة واتهامات بمحاولة طمس اللغة العربية والثقافة الإسلامية في البلاد. واثارت إصلاحات في قطاع التعليم بالجزائر تنوي الوزارة تطبيقها حالة من الرفض والتخوف في البلاد، بسبب الاستعانة بخبراء من جنسية فرنسية، وتقليص حجم تدريس اللغة العربية مقابل الفرنسية إلى جانب بقاء مضمون الإصلاحات سريا حسب نقابات مستقلة وخبراء. ورغم الضجة الكبيرة المثارة حاليا في الجزائر حول هذه الإصلاحات إلا أن وزيرة التربية نورية بن غبريط، لا تزال مصرة على الاستمرار فيها، وقالت في لقاء في البرلمان، الأسبوع الماضي "لا تقلقوا فلن أرجع بكم إلى ما بعد الاستقلال"، حيث كانت تعني هيمنة الفرنسية على المناهج التربوية بعد استقلال البلاد عن فرنسا عام 1962. وضجت مواقع التواصل بانتقادات للخطوة الحكومية لا سيما مع تتالي فضائح هزت قطاع التعليم مثل وجود اخطاء فادحة في اسئلة الامتحانات وتسريب مواد اساسية في مناظرة الباكلوريا لسنة 2016. وغرد السلماني "لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم، حتى باسم الله الرحمان الرحيم تزعج هذه الوزيرة ذات الأصول اليهودية -الأندلسية… و لكن يظهر أن الإيمان لم يدخل إلى قلبها و عقلها قط". واضاف "نعم، كل شيء وارد في عهد الرئيس الذي بلغ من الكِبرِ كثيرا والمريض حركياً و عقلياً". وغرد اخر "في الجزائر كل شيء ممكن صار في عهدة بوتفليقة الذي ذهب بالبلاد نحو الانحدار لكن السؤال المطروح لماذا يصمت الجميع ولا يطالب برحيل هذه الوزيرة، وزيرة تربية لا تتقن حتى التكلم بالعربية وتحارب اي شي له علاقة بالإسلام في التعليم". وتسائل خليفة مصطفى "ماهي الفائدة من حذف البسملة ؟ وما الضرر في وجودها يا وزيرة التربية والتعليم". وقال احدهم "هناك ماهو افضع من حدف البسملة... هو تكليف اساتدة غير مؤهلين بيداغوجيا بتدريس التلميذ". وقالت مريم "منظومة تربوية فاشلة". وعلق خليل "هاذا راجع الى نضام سياسي فاشل".
مشاركة :