القطيف علي العبندي «أضحك وأرعب وأبكى» هو الوصف الحقيقي لما حدث في مسرحية المخرج جميل الشايب التي تعرض حاليا في مهرجان «واحتنا فرحانة» في القطيف، لمدة 5 أيام. وتدور أحداث المسرحية عن رجل (أبو محمد) يسافر إلى دولة آسيوية مع ابنه الصغير (محمد)، ويتوفى هناك، بعد أن يوصي بإرساله مع وصية إلى أخيه (بوخلف فيصل الدوخي). يرمي بوخلف ابن أخيه في منطقة مهجورة ويستولي على أمواله ويبيع بضاعته التي كانت في «البوم» الذي أحضره (الديرة). أصبح نتيجة لذلك بوخلف من أكبر تجار البلد، وصار يسمى (شيخ السوق)، وكان يتحكم بالسوق بشكل كامل. عندما كبر (محمد) رجع إلى بلده ولكن باسم آخر (غريب جميل الشايب). أحب جميل فتاة فقيرة جدا اسمها (عمشة) يعمل والدها في بيع «الطماطم». رغب خلف الذي كان يحب أكل الطماطم (صاحب إعاقة فكرية بسيطة، ولا ينطق الحروف بشكل واضح، أحمد العبيد) الزواج من عمشة. يتم تزوجيه من عمشة (رغم عدم رضا الأب بشكل كامل)، ويحزن ذلك غريب. بعد زواجه من عمشة، ودون علم الأب، يأتي خلف إلى محل تجارة أبيه ويبعثر الأوراق بما فيها وصية عمه إلى أبيه، وأوراق أخرى تبين أن محمد ما زال موجودا وأن البوم الذي أرجعه من الدولة الآسيوية لم يغرق أصلا، وأن «بوخلف» باع البضاعة التي كانت في البوم، واستفاد من ذلك في تكوين ثروته، التي هي أصلا لأخيه المتوفى وابن أخيه. يكتشف بعد ذلك الناس أن جميع ما يملك بوخلف هو ملك لابنه محمد، وأن بوخلف استولى عليها ظلما. ينقلب الناس عليه ويصبح في وضع مزر. يعرف أهل البلد بعد ذلك أن الشاب (غريب) هو محمد ابن الأخ وأنه هو صاحب الثروة الحقيقية . يندم العم ويطلب العفو من غريب الذي يسامحه بدوره. إبداع في العمل أبدع الشايب في إضحاك الحضور، حتى لحظة زواج عمشة من خلف (المعاق) وبكاء غريب، حيث كان المشهد حزينا جدا وكأنك تشاهد لقطة من مسلسل الأقدار، وأبكى ذلك بعض الحضور. وقد أجمع الحضور على أن الشايب أبدع في توظيف الموسيقى التصويرية والإضاءة بشكل لافت، وكان مشهد نزول (الأطياف الأشباح) وسط الحضور مرعبا جدا، وعلا الصراخ من العنصر النسائي. ويرى أحمد المنصور ، من الحضور بأن اللهجة «المستخدمة في حوارات المسرحية كانت خليجية جميلة جدا، وكذلك عدم الإخلال في الأدوار من قبل الممثلين كان مميزا». و ضمت المسرحية عدة أسماء رئيسة أهمها (أحمد العيد خلف، أحمد النصر دورين: المرسال/ أبو عمشة، إبراهيم العضب -أبو صالح بياع الذهب، حسن الخلف -عيسى، نعيم البطاط -جسوم صبي القهوة، حيدر الدوخي- مرطع حارس السوق، محمد الخليفة -بو خليفة، سلطان القبالي -سرور، فيصل الدوخي بوخلف).
مشاركة :