بيروت – أنديرا مطر | لم تخفف دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى فتح تحقيق لكشف ملابسات خطف العسكريين واعدامهم لاحقاً على يد تنظيم داعش الارهابي من حدة السجال السياسي الدائر في البلاد، منذ الإعلان عن استشهادهم، بل انه مرشح إلى مزيد من التصاعد وسط بروز مخاوف من تأثير هذه السجالات على أداء الحكومة. الاتهامات التي وجهها الفريق المنضوي في تحالف حزب الله إلى رئيس الحكومة السابق تمام سلام دفعت برئيس الحكومة سعد الحريري الى زيارة الاخير في منزله، وإعلان تضامنه معه. الحريري أبدى استياءه من الطريقة التي يتعامل بها البعض في ملف التحقيق باختطاف العسكريين، والتي تساهم بتوسيع الشرخ، مشيراً إلى أن «المرحلة التي تم فيها الخطف معروفة، وإذا عدنا بالتاريخ إلى تلك المرحلة ورأينا الخلاف السياسي والاحتقان الكبير يومها لأدركنا أنه كان على الرئيس سلام اتخاذ المواقف اللازمة لحماية لبنان». وأضاف: «المزايدات في ما خص التحقيق وتسييسه مرفوضة». وطمأن الحريري أهالي عرسال رافضا ان يقال ان بلدتهم مستهدفة، فـ«الجيش هنا ولا أحد يجرؤ على مد يده على عرسال»، مطالباً بالتوقف عن اتهام البلدة بإيواء الإرهاب. توقيف الحجيري استكمالا للتحقيق الذي بدأه القضاء العسكري، وبعد توقيف عبادة الحجيري بن مصطفى الحجيري «أبو طاقية»، ومداهمة منزل الأخير من دون التمكن من إلقاء القبض عليه، استدعت مخابرات الجيش أمس رئيس بلدية عرسال السابق علي الحجيري الملقب بـ«أبو عجينة»، وابقته رهن التتحقيق بعد الإدلاء بإفادته. وشرح مصدر قضائي لـ القبس ان التوقيفات سوف تقتصر على الأشخاص «التنفيذيين» من دون تحديد أي مسؤولية للسلطة السياسية في تلك المرحلة، لأن القضاء العسكري غير مخول بمحاكمة السياسيين. وما لم يصدر عن مجلس الوزراء قرار بإحالة القضية الى المجلس العدلي وتعيين محقق عدلي لن يتمكن اللبنانيون عامة وأهالي العسكريين خاصة من معرفة حقيقة من اتخذ القرار بإيقاف معركة الجيش على الجماعات الإرهابية في عرسال في أغسطس 2014. وعن إمكانية وصول هذا التحقيق الى خواتيمه المرجوة، يكشف مصدر وزاري لـ القبس ان موضوع التحقيق في خطف العسكريين دخل كغيره من المواضيع البازار السياسي، بحيث يسعى كل فريق الى استغلاله على أبواب الانتخابات النيابية المرتقبة. ويضيف المصدر ان حزب الله، بعد سنوات من حربه إلى جانب النظام السوري وتفرده بقرارات السلم والحرب، بات يشعر انه فوق الدولة ويهيمن عليها، ولن يجرؤ أحد على توجيه اي اتهام له بتعطيل مساعي انقاذ العسكريين. يضيف المصدر ان التحقيق بملف أحداث عرسال يجب أن ينطلق من الصفقة المشبوهة التي أبرمت بين حزب الله والنظام السوري من جهة وداعش من جهة أخرى، وأفضت إلى تهريب عناصر التنظيم إلى دير الزور لا سيما ان حزب الله لم يعط أيّ إجابة مقنعة حول سببب إيقاف معركة الجرود. ويشدد المصدر الوزاري على ضرورة فتح محاضر جلسات مجلس الوزراء لحكومة الرئيس تمّام سلام، بما يحسم تحديد المسؤوليات. ويختم: «الثابت الوحيد أنّ فريقاً منع الدولة من التفاوض الجدي واستعادة العسكريين أحياء، وهذا الفريق يمارس حملة نفاق ليغطي إتمام الصفقة التي أدّت إلى حماية داعش». بري: كفى تزييفا للحقائق وفي موقف لافت من الحملات التي يطلقها موالون لحزب الله والتيار الوطني الحر، والتي ترمي بمسؤولية خطف العسكريين (أغسطس 2014) على قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي ورئيس الحكومة السابق تمام سلام، دافع رئيس مجلس النواب نبيه بري في حديث خاص لإحدى القنوات عن سلام وقهوجي، قائلا: «نسي البعض ان الدولة اقامت الحواجز حينذاك بين بلدة عرسال (السنية) ومحيطها (الشيعي)، خوفا من فتنة سنية شيعية، وأضاف لست معنيا بتغطية تمام سلام وجان قهوجي سواء سياسياً أو مذهبياً، ولكن هل يعقل هذا الكم من التزييف على حسابهما؟». وعلق بري على تغريدة وزير الدولة السعودية لشؤون الخليج ثامر السبهان التي وصف فيها حزب الله بحزب الشيطان، محذراً اللبنانيين انهم إما أن يكونوا معه أو ضده، فقال ان السبهان لم يزره لا سراً ولا علناً، لذا فهو لن يدلي بأي موقف قبل جلاء الأمور بين السعودية وايران. لكنه أضاف أن أمنية السعودية هي أن تخوض قوى 14 آذار الانتخابات موحدة. وفي موضوع الانتخابات النيابية أكد بري أنه لن يقبل بالتمديد لمجلس النواب ولو لساعة واحدة، وقال محذرا «إذا طارت الانتخابات البلد بيطير».
مشاركة :