فككت قوات الأمن المصرية أمس خلية إرهابية تتبع حركة حسم المتطرفة، وتمكنت من قتل 10 إرهابيين، بينما التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، القيادي الفتحاوي محمد دحلان. تزامنا مع حالة الهدوء التي تشهدها محافظة شمال سيناء، منذ نحو شهر، تمكن قطاع الأمن العام المصري مدعوما من عناصر قتالية من القوات الخاصة، التابعة لجهاز الشرطة، من توجيه ضربة استباقية لعناصر إرهابية قرب القاهرة، فجر أمس. فقد تمكنت القوات من تفكيك خلية إرهابية تتبع حركة حسم، المتهمة بأنها أحد الأجنحة العسكرية لجماعة الإخوان، كانت ترتكز في منطقة "أرض اللواء" الشعبية، التابعة لضاحية "العجوزة" في محافظة الجيزة. الضربة الأمنية الاستباقية، بحسب مصادر أمنية رفيعة تحدثت لـ"الجريدة" كانت مركبة، إذ قامت القوات بعمليات دهم لأكثر من بؤرة في ذات التوقيت، ما أدى إلى مقتل نحو 10 إرهابيين بادروا القوات بإطلاق النار". وقالت المصادر إن جهاز الأمن الوطني توصل إلى معلومات تفيد بتواجد عناصر إرهابية في إحدى الشقق السكنية بشارع "السكة البيضاء" في "أرض اللواء"، كانت تخطط لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية، بينها استهداف إحدى المنشآت القبطية، لافتة إلى أن المواجهات أسفرت عن إصابة 5 شرطيين نتيجة تبادل إطلاق النار، فضلا عن قيام إرهابي منهم بتفجير عبوة ناسفة. وقال مصدر أمني آخر، لـ"الجريدة"، "الإرهابيون تواجدوا داخل شقتين إحداهما في شارع السكة البيضاء، والثانية في شارع عبدالعال إبراهيم القريب، وبمجرد وصول القوات تبادل الطرفان إطلاق النار، وتمكنت القوات من قتل 10 منهم، وعثر بحوزتهم على أسلحة آلية وعبوات ناسفة". وبينما وصف الخبير الأمني عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب خالد عكاشة العملية بـ"الضربة الاستباقية" الناجحة، قال الخبير في الحركات الأصولية ماهر فرغلي إن "خلية العجوزة" داعشية، وأحد الدواعش الموقوفين مؤخرا هو من قاد أجهزة الأمن إلى تفكيكها. التحقيقات الأولية إلى ذلك، تمكنت "الجريدة" من الحصول على نسخة من التحقيقات الأولية للحادث، حيث أشارت إلى أن العناصر الإرهابية ضمت 3 طلاب أحدهم خريج كلية العلوم، حيث يتبعون حركة حسم المسلحة، وقد تخصصوا في عمليات الرصد والمتابعة لضباط الشرطة والجيش والشخصيات العامة وتقديمها للحركة لبدء تنفيذ الاغتيالات. كما أشارت التحقيقات إلى أن القوات عثرت داخل الشقة على عدد من الأوراق التي تؤكد مشاركتهم كأعضاء رئيسيين في عدد من العمليات التي وقعت في محافظة الجيزة ضد قوات الشرطة. وقال أحد الضباط المشاركين في عملية الاقتحام، أثناء استجوابه في النيابة، "أغلقنا الشوارع المؤدية إلى الشقتين وبمجرد التحرك أطلقت علينا العناصر وابلا من الرصاص، كما قام أحدهم بإلقاء قنبلة ناسفة أصيب على اثرها 5 شرطيين، فضلا عن قيام أحد العناصر بتفجير نفسه داخل الشقة". في السياق، أمرت نيابة أمن الدولة العليا بتكليف مصلحة الطب الشرعي بتشريح جثامين الإرهابيين، وقررت تكليف المعمل الجنائي والطب الشرعي بإجراء تحاليل الحمض النووي والبصمة الوراثية (DNA) لتحديد هوية القتلى. وفد رفيع وبعد أيام من قرار الإدارة الأميركية تخفيض مساعدات عسكرية واقتصادية لمصر على وقع مزاعم أميركية بتأخر القاهرة في إنجاز تقدم ملحوظ في ملف حقوق الإنسان، قال مصدر رفيع المستوى لـ"الجريدة"، إن القاهرة قررت إرسال وفد رفيع إلى واشنطن، خلال أيام، لبحث القرار الأميركي وسبل استئناف المساعدات للقاهرة مجددا. ونفى المصدر إدخال القاهرة تعديلات على قانون منظمات المجتمع المدني، لافتا إلى أن مصر ترفض ذلك حالياً، وأن مفاوضات الوفد المصري ستقتصر على مناقشة الجانب الأميركي في تداعيات قرارها الأخير على العلاقات بين البلدين، ومن المقرر أن يلتقي الوفد مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية. المصالحة الفلسطينية إلى ذلك، علمت "الجريدة" أن الوفد الغزاوي الذي يترأسه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي عبر الحدود المصرية أمس الأول، التقى القيادي محمد دحلان بالقاهرة، أمس، وأن اللقاء ناقش كيفية رأب الصدع بين الفلسطينيين وتحقيق المصالحة الوطنية، لاسيما ما يتعلق بالخلاف حول "المجلس الوطني"، الهيئة التمثيلية التشريعية العليا للشعب الفلسطيني. كما بحث مسؤولون مصريون مع الوفد الحمساوي قضايا مهمة، بينها المتعلق بالنواحي الأمنية وسبل تطويرها وتعزيز التفاهمات مع القاهرة التي تمت خلال زيارة وفود الحركة السابقة وآليات تخفيف الحصار عن غزة. وقال عضو المكتب السياسي للحركة رئيس كتلتها البرلمانية محمود الزهار، في تصريحات صحافية، إن "حماس" ترفض انعقاد "المجلس الوطني" بشكله الحالي، معتبرا ان المجلس لا يمثل جميع الفلسطينيين، وانه يمثل فصائل لم يبق منها شيء.
مشاركة :