ربما على مَن يفرطون في مشاهدة التلفزيون أن يضغطوا على زر الإيقاف بعد هذا الخبر: ترتبط مشاهدة التلفزيون بتراكم دهون البطن حتى في حالة مَن يتمرنون بانتظام ويحافظون على وزن صحي. تشير دراسة أعدتها كلية الصحة في جامعة مينيسوتا أن دهون البطن تزداد بنحو 3 سنتمترات مكعبة مع كل ساعة ونصف ساعة نمضيها أمام شاشة التلفزيون. تُعتبر دهون البطن مصدر قلق لأنها تشكل أحد عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة بالداء السكري ومرض القلب. تحقق الباحثون من مستوياتها في حالة أكثر من 3 آلاف رجل وامرأة في منتصف العمر. كذلك سألوهم عن مقدار الوقت الذي يمضونه في القيام بستة أنواع سلوك خاملة مختلفة: مطالعة الكتب، استخدام الكمبيوتر، التحدث عبر الهاتف أو كتابة الرسائل النصية، الجلوس في السيارة، إجراء بعض المعاملات الورقية، ومشاهدة التلفزيون، ذلك بغية اكتشاف ما إذا كان لأي منها تأثير في مستوى دهون البطن. تذكر كارا وايتايكر، الباحثة المشرفة على الدراسة: «تبين لنا أن مشاهدة التلفزيون تشكّل النشاط الخامل الوحيد الذي يرتبط بتراكم دهون البطن بين هذه النشاطات الستة». أما أكبر مفاجأة فكانت: عندما حلل الباحثون أنواع السلوك الخاملة كافة معاً، ما عاد الرابط مع دهون البطن قوياً بقدر ما كان عليه عند تأمل مشاهدة التلفزيون وحدها، وفق وايتايكر. تضيف: «يبدو أن الوقت الذي نخصصه لمشاهدة التلفزيون يعزّز الرابط مع دهون البطن». نُشرت النتائج في العدد الأخير من مجلة Medicine&Science in Sports&Exercise. وتشمل التفسيرات المحتملة لنتائج الدراسة واقع أن التلفزيون تحمّل جزءاً أكبر من اللوم. لما كان الناس يتذكرون البرامج التي يشاهدونها، فإنهم ينجحون في تذكّر مقدار الوقت الذي أمضوه أمام شاشة التلفزيون، مقارنة بالنشاطات الأخرى، حسبما توضح واتايكر. تؤدي الإعلانات أيضاً دوراً محتملاً. تشير وايتايكر: «عندما تشاهد تلك الإعلانات التي تروّج لشتى المأكولات، تصبح أكثر ميلاً إلى تناول المزيد من الطعام لاحقاً، ما ينعكس سلباً على مستوى الدهون في بطنك». لذلك تنصح الباحثة بالحدّ من الوقت الذي نمضيه أمام شاشة التلفزيون. ولا تكتف بالجلوس أثناء مشاهدة البرامج التلفزيونية، بل استخدم مثلاً دراجة هوائية ثابتة أو على الأقل انهض وسر قليلاً خلال الإعلانات. تخبر وايتايكر: «تسير أمي في مكانها أثناء مشاهدة التلفزيون».
مشاركة :