ارتفعت درجة الحرارة في معاقل الأندية مع اقتراب انطلاق دوري نجوم QNB لكرة القدم لموسم 2017-2018 الذي ستعطى إشارة بدايته مساء الجمعة المقبل، استعدادا لتأمين بداية الموسم في أفضل الظروف، وبمشاركة 12 ناديا بعد تقليص عدد الأندية. ومع اقتراب ضربة البداية، باتت الأندية على دراية ببرنامج مبارياتها بعد أن تلقت جدول مباريات القسم الأول ولم يبق الا انتظار ساعة الصفر التي تعلن بداية الدوري وانطلاق أولى المباريات التي ستجمع بين الغرافة والأهلي. وتصاعدت في الفترة الأخيرة وتيرة الاستعدادات بدرجة كبيرة بعد انتظام الفرق في معسكراتها الخارجية التي تخللتها مجموعة من المباريات الودية والتدريبية والتجريبية مع فرق من مستويات متفاوتة، حيث استكملت استعداداتها لخوض المواجهات وسط اجواء من التفاؤل بالنسبة للفرق التي تنافس على اللقب وأجواء من الحذر بالنسبة للفرق التي تنافس على الهروب من شبح الهبوط المخيف. الشرارة الأولى للموسم الصعب والطويل أطلقها فريقا الدحيل حامل لقب الدوري والسد حامل لقب كأس سمو الأمير المفدى والتي انتهت نتيجتها لصالح هذا الأخير برباعية في نهائي كأس السوبر وكشفت أن المنافسة ستكون صعبة حتى على حامل اللقب الدحيل. أما الجولة الأولى فستسجل ظهور المرخية الوافد الجديد للدوري في مواجهة صعبة امام السد بطل السوبر، وعودة فريق قطر الذي يلاقي بدوره حامل اللقب الدحيل في مواجهة صعبة ايضا للفريقين سيعمل فيها هذا الأخير على محو الصورة التي ظهر بها في مباراة السوبر وإعلان انطلاقة جديدة يذهب بها بعيدا على درب المنافسة على اللقب الذي ما زال في حوزته. وستشهد الجولة الأولى مواجهات متوازنة بين فرق من نفس المستوى، حيث يلتقي أيضا العربي مع السيلية في مواجهة كلاسيكية عادة ما تسبقها تصريحات نارية تشعل الصراع على النقاط، وام صلال مع الخريطيات وهي مواجهة موازين القوى المتقاربة والتي ستدور في كنف الهدوء، وتختتم المواجهات بلقاء غامض الملامح عندما يتحول الريان الى الخور لمواجهة الفريق المحلي على أرضه وأمام جمهوره. وعندما ننظر إلى قيمة الصفقات التي عقدتها الأندية منذ نهاية الموسم الماضي، فإننا نجدها تستهدف شكل المنافسة على اللقب والمراكز الشرفية ومراكز قاع الترتيب، حيث ان تركيبة كثير من الفرق ستشهد تغييرات جذرية بسبب التعاقدات الخارجية والانتقالات الداخلية، وهذه التغييرات ستنعكس على النتائج وبالتالي على ترتيب الفرق مما يعني أن خارطة ترتيب الفرق في الموسم الماضي ستتغير بالنسبة لكثير من الفرق على جميع المستويات. وفي ضوء الاستعدادات التي قامت بها الفرق والتي ارتفعت وتيرتها بعد إجازة عيد الأضحى خاصة، فإن المنافسة على لقب الدوري والمراكز الأربعة الأولى ستكون على اشدها وسيطرأ عليها تغيير جذري في ضوء غياب فريق الجيش الذي كانت له بصمة كبيرة في المواسم الماضية على شكل المنافسة، حيث كان أساسيا ضمن فرق المربع. ومن المرتقب ان تنحصر المنافسة تقليديا بين الفرق التي أنهت الموسم الماضي في المقدمة وهي: الدحيل والسد والريان والغرافة، ومن المرتقب ان يدخل العربي وام صلال والأهلي وقطر في دائرة المنافسة على تلك المراكز الشرفية، ولا غرابة ايضا اذا ما وجدنا احد هذه الفرق يصارع من أجل البقاء في نهاية الموسم. وستدور المنافسة بالدوري هذا الموسم على 3 مستويات مختلفة، وهي المنافسة على اللقب، ودخول المربع الذهبي ، والمنافسة على الهروب من المراكز الأخيرة لأنها تضع أصحابها في دائرة خطر الهبوط لدوري الدرجة الثانية، ومع تقليص عدد فرق الدوري من 14 الى 12 فريقا فإن شدة المنافسة تزداد حدة وتضع جميع الفرق بلاعبيها ومدربيها وجماهيرها ومجالس إداراتها تحت الضغوط لأن هذا الموسم سيكون مختلفا عن المواسم التي سبقته بسبب أهمية التحديات التي تواجه المدربين، حيث إن نصف فرق الأندية او اكثر سيشملها اللعب من أجل تفادي الهبوط، حيث إن بعض الفرق التي كانت في مأمن من خطر الهبوط قد تجد نفسها في دائرة الخطر وقد تفتقر للخبرة في ادارة ازمة ذلك الموقف الصعب الذي ستتواجد فيه. وستوجه الأنظار بالتأكيد للمدربين الجدد القادمين للدوري لاختبار مدى قدرتهم على قيادة الفرق لتحقيق الانتصارات وحصد النقط خاصة في الجولات الأولى من المسابقة، علما بأن القسم الأول لن يشهد فترات توقف عديدة كما كان الحال في المواسم الأخيرة وبالتالي فإنه لن يكون أمام المدربين متسع من الوقت لتعديل أمور كثيرة بسبب تسارع وتيرة المباريات في الأشهر الثلاثة القادمة إذا ما استثنينا فترة توقف أسبوعين عقب نهاية الجولة الثالثة .. لذلك سيلجأ بعض المدربين لانتهاج سياسة الواقعية في قيادة فرقهم عبر استخدام وسائل دفاعية تجنبهم الوقوع في فخ الهزائم ونزيف النقاط إذا ما تعذر عليهم حصد النقاط باللعب الهجومي المفتوح. وفي ضوء أهمية البداية في كل المنافسات وخاصة عندما يتعلق الأمر بوجود فترة توقف عقب نهاية الجولة الثالثة، فإنه من المهم الاشارة إلى أن المدربين يحرصون على أن تكون فرقهم في أفضل حالاتها لخوض مبارياتها الافتتاحية بالدوري حتى تكسب النقاط الكاملة لما لذلك من أثر إيجابي على اللاعبين والفرق عندما تكون البداية ناجحة. كما يحرص المدربون في الأسبوعين الأخيرين اللذين يسبقان انطلاق مباريات الدوري على الوقوف على قدرات اللاعبين المحليين والمحترفين الأجانب لصياغة التشكيلة في ضوء تقييم معسكر الاعداد الخارجي والاستفادة من الجوانب الايجابية التي تراءت للأجهزة الفنية بالمعسكرات. وإذا تأملنا في قائمة مدربي فرق الدوري لهذا الموسم فإننا نجد فيها وللمرة الأولى مدربين اثنين جديدين فقط على رأس الأجهزة الفنية وهما الارجنتيني غابريال كالديرون مدرب فريق قطر وكاباروس مدرب الأهلي، أما بقية المدربين فليسوا بجديدين على الدوري حيث نجد بانيدا مدرب الخور العائد للدوري بعد أن سبق له قبل بضع سنوات تدريب فريق أم صلال، وفرنانديز الذي انتقل من الخور الى الغرافة، والتونسي قيس اليعقوبي الذي انتقل من الوكرة إلى العربي ويوسف آدم انتقل من الأهلي إلى المرخية. وفي المقابل فإن بقية المدربين استمروا في قيادة الأجهزة الفنية للفرق وهم محمود جابر في فريق ام صلال وأحمد العجلاني في الخريطيات وجمال بلماضي في الدحيل وجيزفالدو فيريرا في السد وسامي الطرابلسي في السيلية ومايكل لاودروب في الريان، وهذا يعني بكل وضوح أن الأندية اختارت الاستقرار في الأجهزة الفنية. وعلى صعيد آخر شهدت مباراة السوبر التي دشنت أمس، السبت ، افتتاح الموسم الكروي مشاركة ثلاثة من كبار نجوم الدوري وهم نام تاي أفضل لاعب في الموسم الماضي، ويوسف العربي افضل هداف في الموسم الماضي، وبغداد بونجاح ثاني افضل هداف وبعد تألقه في مواجهة الامس وإحرازه ثلاثة اهداف اكد أن " الهاتريك" ليس إلا بداية مما يعني أنه ما زال لديه الكثير ليقدمه في ظل الصراع على النجومية مع العربي ونام وحمرون وتاباتا، وهم الذين تألقوا في الموسم الماضي الا ان التعاقدات الجديدة التي ابرمتها الأندية ستكشف بالتأكيد عن نجوم آخرين يبحثون عن التألق والظهور في الأضواء وترك بصمتهم تحت مجهر المتابعين للدوري.;
مشاركة :