طالب سلطان المطيري، الباحث والمدرب في سلامة المرضى والمهتم بالتوعية الصحية، بأهمية العمل على حماية الطلاب من الإصابة بالأمراض المعدية في المدارس، وذلك مع بداية العام الدراسي الجديد، مؤكدًا أن التنظيف لا يقتل الميكروبات، ولكن يزيلها فقط من الأسطح. وقال "المطيري" في تصريح إلى "سبق": إن هناك العديد من الأمراض المعدية التي تسببها الفيروسات أو البكتيريا، مثل الإنفلونزا والنزلات المعوية والأمراض الجلدية، التي تنتقل في أوساط الطلاب في المدارس من خلال طُرق مختلفة، مثل انتقالها في الهواء أو بالرذاذ المتطاير من المريض أثناء السعال أو العطاس أو أثناء ملامسة الأسطح الملوثة بالميكروبات. وأضاف "المطيري" بأن الميكروبات تنتشر بطريقة أسرع في فصول المدارس المزدحمة بالطلاب، التي لا يوجد بها وسائل للتهوية، وأيضًا في الفصول التي تفتقر إلى إجراءات التنظيف الدورية، وغياب السلوك الصحي لدى الطلاب. كما أن خطر انتشار الأمراض يزيد في حال عدم توافر سائل الصابون في المغاسل، الذي يُعتبر عنصرًا مهمًّا في غسل اليدين. وأوضح "المطيري" أن الأمراض المعدية تؤثر في العملية التعليمية؛ إذ أكدت دراسة أن مجموع غياب الطلاب في جميع المدارس في الولايات المتحدة الأمريكية وصل إلى 164 مليون يوم في العام الواحد؛ وذلك بسبب إصابة الطلاب بالأمراض المعدية. وأردف: كَراسي وطاولات الطلاب ملوثة بالميكروبات؛ إذ كشفت إحدى الدراسات أن الميكروبات تعيش فترة من الزمن على الأسطح، مثل طاولات وكراسي الطلاب ولوحة مفاتيح الكمبيوتر والمقابض اليدوية للأبواب؛ وتنتقل إلى الطلاب من خلال ملامستهم هذه الاسطح. مشددًا على تطعيم الطلاب ضد الأمراض المعدية، مثل تطعيم الإنفلونزا السنوي، وذلك من خلال تعاون وزارة التعليم مع وزارة الصحة لتطعيم الطلاب في المدارس. وبيَّن "المطيري" أنه يجب تعزيز السلوك الصحي لدى الطلاب، والالتزام بالنظافة الشخصية، وتشجيعهم على غسل اليدين قبل الأكل، وبعد خروجهم من دورات المياه، مع توفير الصابون السائل في أماكن المغاسل؛ إذ أشارت دراسة إلى أن التزام الطلاب بغسل اليدين قلل من غيابهم بسبب الأمراض المُعدية. كما ينبغي تثبيت عبوات السوائل المعقمة في جدران مداخل الفصول وممرات المدرسة، وتشجيع الطلاب على استخدامها. ولفت "المطيري" إلى أهمية التنظيف والتطهير لطاولات وكراسي الطلاب، والأماكن والوسائل التعليمية التي يستخدمونها، وذلك بصفة دورية؛ إذ إن التنظيف لا يقتل الميكروبات ولكن يزيلها من الأسطح، ويُستخدم فيه الماء والصابون، بينما التطهير يقتل الميكروبات، ويُستخدم فيه مواد كيميائية. مشددًا على أنه يجب أن لا يتجاوز عدد الطلاب في الفصل الواحد العدد المسموح به، مع وجود مسافات كافية بين الطلاب في الفصل، وتوفير وسائل التهوية.
مشاركة :