سيطرت قوات النظام السوري أمس، على جبل الثردة المطل على الأحياء التي يسيطر عليها تنظيم داعش، وبالتوازي غير المنسّق أصبحت قوات سوريا الديمقراطية على بعد كيلومترات قليلة من مدينة دير الزور، فيما قتل 34 مدنياً على الأقل في قصف جوي روسي استهدف عبارات كانت تقلهم نحو الضفة الشرقية لنهر الفرات من بلدة قرب مدينة دير الزور التي يخوض الجيش السوري في محيطها هجوماً ضد تنظيم داعش. وبعد معارك عنيفة، تمكن الجيش السوري وحلفاؤه الثلاثاء من كسر الحصار عن المدينة. وحقق السبت مزيداً من التقدم وكسر حصار «داعش» لمطار دير الزور العسكري المحاذي لها. وتواصل قوات النظام تقدمها في محيط دير الزور. وسيطرت بعد ظهر أمس، وفق المرصد على جبل ثردة المطل على المطار العسكري ومحيطه وجبل آخر يطل مباشرة على مدينة دير الزور. وباتت الأحياء الواقعة تحت سيطرة التنظيم في المدينة، وفق عبد الرحمن، «هدفاً سهلاً لمدفعية قوات النظام». كما من شأن هذه السيطرة أن تسهل تقدم الجيش على حساب «داعش» جنوب دير الزور لضمان أمن المطار. وأفادت تقارير إعلامية أن جبل ثردة يعد «خط الدفاع الرئيسي عن المطار من الجهة الجنوبية». وكان التنظيم المتطرف استولى على الجبل في سبتمبر العام 2016 مستغلاً تراجع قوات النظام بعد غارات جوية أميركية استهدفت موقعاً لها وأودت بحياة عشرات الجنود السوريين. ونقل تقرير أيضاً سيطرة الجيش السوري على «كامل الأوتوستراد الدولي الواصل بين دير الزور - دمشق مروراً بمدينتي السخنة وتدمر». وقالت إن القوات التي سيطرت على طريق دير الزور - دمشق التقت بأخرى في دير الزور عند مدخل البانوراما لتسيطر بذلك على الطريق بالكامل للمرة الأولى منذ سنوات. وبث التلفزيون الرسمي السوري لقطات لضباط سوريين كان التنظيم يحاصرهم في دير الزور منذ 2014 وهم يحيون قادتهم في تأثر. 7 كيلومترات ويتزامن تقدم الجيش السوري مع هجوم منفصل لقوات سوريا الديمقراطية (تحالف فصائل كردية وعربية) بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن في ريف دير الزور الشرقي. وحققت قوات سوريا الديمقراطية تقدما سريعا وأصبحت على بعد «سبعة كيلومترات من الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور»، وفق المرصد. وأعاد عبد الرحمن التقدم السريع ضد «داعش» لكون «ريف دير الزور الشرقي منطقة صحراوية غير مكتظة». وقال رئيس مجلس دير الزور العسكري المنضوي في قوات سوريا الديمقراطية، إن الخطوة الأولى من الحملة هي «تحرير شرق نهر الفرات»، من دون تحديد الخطوات المقبلة. وأكد عدم وجود أي تنسيق مع الجيش السوري وروسيا. كما شدد التحالف الدولي على أهمية خط فض الاشتباك بينه وبين الروس في المعارك الجارية ضد «داعش» في شرق سوريا. غارات روسية ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، مقتل 34 مدنياً، بينهم تسعة أطفال، في غارات روسية متفرقة استهدفت عبارات كانت تقلهم من بلدة البوليل قرب مدينة دير الزور باتجاه الضفاف الشرقية لنهر الفرات. وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن مقتل 21 مدنياً في القصف الروسي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن ارتفاع الحصيلة «يعود أساساً إلى العثور على جثث جديدة في النهر». واستهدفت الطائرات الروسية، وفق المرصد، «أكثر من 40 عبارة مائية كانت تنقل المدنيين الفارين من الموت والقصف المكثف» على المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون غرب الفرات.
مشاركة :