يحتفي معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية غداً بمرور 15 سنة على انطلاق الدورة الأولى في سبتمبر من عام 2003، حينما تشرّف الحدث بزيارة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - الأمر الذي شكّل حافزاً أساسياً وقاعدة متينة لنجاح المعرض وتطوّره على مدى الدورات اللاحقة. وتنطلق فعاليات المعرض في مركز أبوظبي الوطني للمعارض ويستمر خمسة أيام برعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات. ويُتابع المعرض نُموّه المتواصل، حيث ستكون الدورة الجديدة الأكبر والأكثر تميّزاً بمساحة 43 ألف متر مربع، مع مشاركة ما يزيد على 650 شركة من 40 دولة، وتوقعات باستقطاب آلاف الزوار من خلال فعاليات وأنشطة مميزة. تفاصيل وأعلن ماجد علي المنصوري رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض المدير التنفيذي لنادي صقاري الإمارات في مؤتمر صحافي عقده أمس، تفاصيل الدورة الخامسة عشرة من المعرض وأبرز الفعاليات، مؤكدا أن الصيد والفروسية من أبرز وأهم الرياضات التراثية التي ورثنا أخلاقياتها النبيلة عن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيّب الله ثراه - الذي كان الرائد على مستوى العالم في مجال الصيد المُستدام وصون التراث وحفظ الأنواع، فحاز لقب الصقار الأول وحامي الطبيعة.. وما زال مُجتمع الصقارة يدين له - رحمه الله - بالعرفان لدوره الفريد في إرساء فلسفة جديدة حول تعزيز الصقارة والصيد في القرن الحادي والعشرين. وقال المنصوري إن المعرض استطاع أن يستقطب أنظار العالم، بمؤسساته وهيئاته وأفراده، إلى دار زايد أرض الخير، وغدا صورة حية ومباشرة تعكس نمط الحياة القديمة التي عاشها الأجداد، وعاصرها الآباء، ويفخر بها الأبناء. وأوضح أن المعرض يجمع بين النكهة التراثية وآخر ما توصلت إليه الحلول التكنولوجية في عالم الصيد والفروسية وصون التوازن البيئي العالمي، إنما يؤكد أنه حدث هام على مستوى العالم، ينطلق من أبوظبي لكل المعنيين في كل مكان. وتابع: نسعى في أبوظبي باستمرار إلى توفير منصات تتيح تسليط الضوء على تراث وبيئة الإمارات بأسلوب متميز أمام الجمهور من مختلف أنحاء العالم.. وفي هذا السياق، يشهد معرض الصيد والفروسية نجاحات مُبهرة عاماً بعد عام، خاصة وأنه المعرض الوحيد من نوعه في المنطقة. وأكد المنصوري أن الرعاية الكريمة للمعرض من قبل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان تمثل العامل الأساس في تحقيق النجاح المتواصل على كافة الصعد، وخاصة في ظل الدعم اللامحدود الذي يحظى به المعرض من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأشار إلى أن قطاع الفروسية في المعرض يشهد تطوراً كبيراً في كل عام، وذلك بفضل دعم مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للخيول العربية الأصيلة، والذي أصبح حدثاً سنوياً دولياً تترقبه كبرى مضامير الخيل في العالم. وقال المنصوري إنه من أبرز نجاحات المعرض الترويج لجهود دولة الإمارات في الصيد المُستدام والحفاظ على الصقور البرية من خلال برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور الذي نجح حتى اليوم في إطلاق ما يزيد على 1800 صقر من نوعي الحر والشاهين، بفضل مُشاركة الصقارين في البرنامج، واستخدامهم للصقور المكاثرة في الأسر، وتشجيع المزارع على إنتاج الصقور المهجنة. قصة نجاح من جانبه أكد عبدالله بطي القبيسي مدير المعرض الدولي للصيد والفروسية مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، أن المعرض يمثل قصة نجاح متواصلة منذ انطلاقته الأولى في عام 2003، راسماً ذكريات جميلة استطعنا خلالها تقديم رسالة طيبة للعالم عن قيمة التراث الإماراتي الأصيل، كما أصبح المعرض ملتقى عالمياً لعرض ألوان التراث الإنساني بشكل عصري وجذاب، حتى صار صداه يتردد في أرجاء العالم، وينتظره الجمهور عاماً بعد عام، مُترقبين الجديد فيه. وقال إن الدورة الحالية تشهد إعادة توزيع قطاعات المعرض بما يضمن تسهيل جولة الزوار وتنشيط مبيعات العارضين، بحيث تستقطب المهتمين في كل مجال كالصقارة والفروسية وأسلحة الصيد والصيد البحري ورحلات السفاري وتنقسم أجنحة المعرض إلى مناطق تتيح للزائرين أن يشهدوا التراث الثقافي بمختلف جوانبه وأن يتعرّفوا على مهارات الصيد ومُعدّاته والرياضات البحرية والخارجية ورياضة الفروسية، وذلك على نحو يوجه الزائر في تجربة تثقيفية ملهمة ومؤثرة، إضافة لتطوير المجالس الشعبية في مختلف أرجاء المعرض، وجعلها أكثر ملاءمة للزوار، بهدف تعريفهم بالصناعات الإماراتية التقليدية والمأكولات الشعبية وكرم الضيافة. فضلاً عن إقامة معرض للفن والرسم الغرافيتي الحي أمام الزوار، في إطار الدور الكبير الذي يلعبه الفن في المشهد الثقافي عموماً، وفي إبراز عناصر التراث على وجه الخصوص، كما أن هناك مشاركة واسعة في ورش فنية مميزة من قبل الرسامين والفنانين من داخل دولة الإمارات ومن مختلف أنحاء العالم. وسيتم تفعيل أكبر لساحة العروض التي حازت إعجاب السياح والزوار في الدورات الأخيرة، وتشتمل هذا العام على فعاليات عروض الكلاب البوليسية، مزاد الهجن، استعراضات الخيول ودروس تثقيفية بإشراف نادي ظبيان للفروسية، إضافة لمشاركة هامة من حديقة الإمارات للحيوانات. ومن أبرز المسابقات السنوية في معرض الصيد مسابقة جمال السلوقي (كلب الصيد العربي)، ومسابقة أجمل الصقور المكاثرة في الأسر. تراخيص الأسلحة من جانبه قال العميد حميد سعيد العفريت مدير اللجنة الأمنية للمعرض رئيس اللجنة التنسيقية للأسلحة والمتفجرات بوزارة الداخلية، أنّ اللجنة الأمنية تحرص على التواجد في العديد من المناسبات والفعاليات على مختلف الصعد المحلية والإقليمية بهدف تأصيل العلاقات بين الشرطة والجمهور، وتنظيم آليات الإشراف على منح تراخيص أسلحة الصيد وفق آلية مدروسة تضمن سهولة الإجراءات وتحقيق سرعة إنجازها، بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب التوعوي لمالكي الأسلحة المرخصة. وأشار الى أن اللجنة الأمنية للمعرض حددت عددا من الاشتراطات لحصول مواطني الدولة على تصاريح شراء الأسلحة من المعرض الدولي للصيد والفروسية منها طلبات الشراء وشهادة حسن السيرة والسلوك، والتي يتم إصدارها من داخل المعرض، حيث خصصت اللجنة الأمنية مكتبين داخل المعرض، الأول خاص بكبار الشخصيات من داخل الدولة لإنهاء طلبات شراء الأسلحة الخاصة بهم، والمكتب الثاني خاص بمواطني دولة الإمارات. ولفت إلى أنه تم طرح تطبيق ذكي على موقع وزارة الداخلية لتقديم برنامج ترخيص الأسلحة للمواطنين قبل بدء المعرض بفترة سابقة لضمان سرعة إنجاز التصاريح للراغبين في شراء الاسلحة. خيول عربية بدورها أعلنت لارا صوايا المدير التنفيذي لمهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية، عن مشاركة كبرى مضامير الخيل العالمية من 88 دولة في جناح المهرجان في المعرض. وأكدت أن مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد يرتبط ارتباطاً وثيقاً كشريك رئيسي للمعرض الدولي للصيد والفروسية على مدى الأعوام السابقة، ويحرص المهرجان على المشاركة بزخم وتميّز في فعاليات المعرض المختلفة، إيماناً من القائمين عليه بأهمية الخيول العربية الأصيلة وسباقاتها كرياضة تراثية أصيلة وارتباطها الوثيق بدولة الإمارات وتاريخها وعاداتها. وأشارت إلى أن جناح مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد للخيول العربية سيقدم جوائز قيمة على مدار الخمسة أيام، بقيمة 400 ألف درهم، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات والبرامج وتستهدف كافة أفراد الأسرة. وتشارك جمعية كلنا الإمارات في فعاليات المعرض، حيث أكد خميس بن روية الخييلي، المدير التنفيذي للجمعية حرص الجمعية على المشاركة في أهم الفعاليات والمناسبات الوطنية والاجتماعية والمهرجانات الثقافية والتراثية، للمساهمة في تعزيز دورها وتحقيق أهدافها ورؤيتها الوطنية في الريادة والتميز على صعيد العمل الوطني والمجتمعي والتأكيد على مبادئ الولاء والانتماء للوطن والقيادة. مشاركة يشارك الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في الدورة القادمة من المعرض الدولي للصيد والفروسية بجناح يلقي الضوء على جهود وإنجازات أكثر من 40 عاماً لتحقيق رؤية الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في استدامة الحبارى من خلال استراتيجية متكاملة تهدف إلى تطوير البرامج والمشاريع في مجال الإكثار في الأسر والإطلاق في البرية والتعاون الدولي لحماية الموائل الطبيعية ونشر الممارسات المستدامة ورفع مستويات الوعي لدى المجتمعات المحلية والفئات المستهدفة.
مشاركة :