الحوثيون يسرّعون إجراءات محاصرة علي عبدالله صالح سياسيا وعسكريا بقلم: صالح البيضاني

  • 9/11/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الحوثيون يسرّعون إجراءات محاصرة علي عبدالله صالح سياسيا وعسكريا“أنصار الله” الحوثيون أصبحوا في ما يشبه السباق ضد الساعة لانتزاع السلطة من يد شريكهم في الانقلاب الرئيس السابق علي عبدالله صالح وعزله ومحاصرته، مقرّبين تحالفهم معه من نهايته المحتومة الموقّعة أصلا باعتباره تحالفا مصلحيا ظرفيا منافيا للمنطق.العرب صالح البيضاني [نُشر في 2017/09/11، العدد: 10748، ص(3)]استعدادات لإعادة اجتياح صنعاء صنعاء - في رد وصف بالخجول على قرارات التعيين في عدد من مؤسسات القضاء والمالية التي أصدرها الحوثيون مؤخرا، انتقد مصدر مسؤول في كتلة المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس السابق علي عبدالله صالح تلك القرارات التي قال المصدر إنّها صدرت دون توافق، وأنّ المجلس السياسي لم يقرّها ولم تعرض عليه، معتبرا أنّ التعيينات الحوثية أحادية الجانب وتخالف اتفاق الشراكة بين المؤتمر وحلفائه، وهي بالتالي غير ملزمة. وجاء موقف حزب المؤتمر عقب تسارع وتيرة قرارات التعيين التي أصدرها رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي صالح الصماد، والتي مثّلت استمرارا لسياسة الإقصاء الممنهجة بحق كوادر حزب صالح وتضمنت تعيين موالين للجماعة الحوثية في مجلس القضاء الأعلى وهيئة رفع المظالم ووزارة المالية والهيئة العامة للتأمينات والمعاشات والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة. وترافقت القرارات مع حالة توتر متصاعدة بين طرفي الانقلاب إثر قيام الحوثيين بنشر النقاط المسلحة في محيط منزل الرئيس السابق ومنازل قيادات حزبه في إجراءات عدّها مراقبون ضمن سياق الخطوات الحوثية المتسارعة لإحكام السيطرة على العاصمة صنعاء والتخلص من صالح وحزبه. وفي تصريح خاص لـ”العرب” وصف عادل الشجاع عضو اللجنة العامة في حزب المؤتمر، المجلس السياسي بأنه أداة بيد اللجنة الثورية منذ تأسيسه. وقال الشجاع إن “ما يصدر عن المجلس السياسي هو تمرير لقرارات اللجنة الثورية التي مازالت تحكم قبضتها على القرار الوطني وهي التي أغلقت اليمن على العالم وأطالت أمد الحرب والحصار”. ولفت الشجاع إلى أن القرارات التي صدرت مؤخرا تحت توقيع صالح الصماد هي قرارات محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية، مضيفا “كل الأسماء التي تم تعيينها تنتمي لمن يسمون بالهاشميين وهذا دليل واضح على استحواذ ما يسمى باللجنة الثورية على القرار”.عادل الشجاع: إذا لم ينسحب المؤتمر من هذه الشراكة مع الحوثيين فسيكون مصيره التفكك واعتبر القيادي المؤتمري البارز “أنّه في ظل هذه التجاوزات الحوثية لم يعد مقنعا للرأي العام ولا لقواعد المؤتمر استمرار الحزب في شراكة تجيز العمل خارج الدستور والقانون وشروط الوظيفة العامة، كما أن هذه التعيينات التي تمت لا تخالف اتفاق الشراكة فحسب، بل تخالف الدستور والقانون وشروط الوظيفة العامة، وأنه إذا لم ينسحب المؤتمر من هذه الشراكة فسيكون مصيره مصير الحزب الاشتراكي الذي تخلت قواعده عن قياداته وتحلل بعد ذلك”. ويرجع مراقبون سياسيون حالة الصمت التي تلوذ بها معظم قيادات حزب المؤتمر إلى حجم القوة التي استخدمتها الميليشيات الحوثية في صنعاء خلال الفترة الأخيرة، موجهة من خلالها رسائل لا تقبل التأويل بشأن استهداف أي طرف يعمل على عرقلة المشروع الحوثي المرتبط بإيران، بمن في ذلك الرئيس السابق الذي تؤكد المصادر أن نجله صلاح لا يزال يتلقى العلاج في أحد مستشفيات صنعاء، عقب تعرض موكبه لإطلاق رصاص من قبل مسلحين حوثيين نهاية أغسطس الماضي. ويشير المحلل السياسي اليمني منصور صالح إلى أن الحوثيين يسعون بشكل واضح للانفراد بالسلطة وتقليم أظافر الرئيس السابق، معلنين رسميا انتهاء دوره. وتقول مصادر يمنية من داخل العاصمة صنعاء، إنّ الحوثيين بصدد تطبيق نصائح إيرانية بشأن طريقة التعامل مع زعيم المؤتمر وأتباعه، تقوم أساسا على التظاهر بمهادنته على مستوى الخطاب السياسي والإعلامي، وذلك بالتوازي مع عملية سحب تدريجي وهادئ لمقاليد السلطة من يده وهو ما يجري تطبيقه بالفعل. ومنذ 24 أغسطس الماضي يعيش تحالف الحوثي-صالح أزمة هي الأعمق منذ تشكيل المجلس السياسي الأعلى مناصفة بين الطرفين، وحكومة موازية مشتركة لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم. وعلى الرغم من أن اتفاقية الشراكة الموقعة بين الجانبين تنص على أن رئاسة المجلس السياسي تكون دورية كل أربعة أشهر لكل طرف، إلاّ أن الحوثيين ظلّوا يجبرون حزب صالح على التمديد للقيادي في الجماعة صالح الصماد. ويطالب حزب المؤتمر بالشراكة بين الطرفين، وعدم استحواذ جماعة الحوثي على كافة المناصب. وحملت التعيينات الحوثية الجديدة بذور انفجار في علاقة طرفي التمرّد في اليمن بعد أن كانا قد نجحا جزئيا في التهدئة وتجاوز انفجار بدا وشيكا، عندما اعترض أنصار اللّه على تنظيم حزب صالح تظاهرة كبرى في صنعاء إحياء لذكرى تأسيس حزب المؤتمر، ووصل الأمر حدّ حدوث احتكاك مسلّح بين الطرفين. وكثيرا ما يصف المتابعون للشأن اليمني التحالف بين الحوثيين وصالح بالظرفي والهش والمخالف للمنطق، مشيرين إلى الطبيعة التصادمية التي ميّزت تاريخ العلاقة بين الطرفين. ويرى هؤلاء أنّ تفكّك التحالف والصدام بين طرفيه مسألة وقت بدليل لجوء كل منهما المتزايد لاستعراض القوة في وجه الطرف الآخر. ويستعدّ أنصار الله للردّ على التظاهرة الكبيرة التي كان قد نظّمها حزب المؤتمر في الرابع والعشرين من أغسطس الماضي ومثلّت مفاجأة أربكت الحوثيين بعدد المشاركين فيها. ودعا القيادي في أنصار الله محمد علي الحوثي إلى الاحتفال بالذكرى الثالثة للسيطرة على صنعاء بالاحتشاد في ميدان السبعين قرب منزل علي عبدالله صالح صباح الحادي والعشرين من سبتمبر الجاري. وأضاف القيادي الحوثي، في تغريدة على تويتر أن “الفعالية ستكون لتجهيز أكبر القوافل لدعم الجبهات”، بينما عبّر العديد من سكان المدينة عن مخاوفهم من أن تكون تلك التظاهرة آخر حلقة في بسط الحوثيين سيطرتهم الكاملة بشكل أحادي على صنعاء باستخدام الحشود البشرية.

مشاركة :