أخلي سبيل المخرج زياد دويري بعد أن صادرت السلطات اللبنانية جواز سفره الفرنسي واللبناني فور وصوله إلى مطار بيروت الأحد 10 أيلول/سبتمبر، وأحالته إلى القضاء العسكري. رغم أن الأسباب الرسمية تبقى غير معروفة حتى الآن، إلا أن مقربين من المخرج يرجحون أن الأمر عائد لوجود شكوى ضده على خلفية تصوير فيلمه السابق "الصدمة" (2012) في إسرائيل. ذكرت صحيفة "لوريان لو جور" أن القاضي صقر صقر انتهى من التحقيق مع المخرج اللبناني-الفرنسي زياد دويري في "موضوع الدخول إلى إسرائيل". وتم إطلاقه دون توجيه تهم إليه بعد أن أمضى حوالي 3 ساعات في التحقيق. وأكد المحامي نجيب ليان أن دويري استرد جوازي سفره. وكانت السلطات اللبنانية قد أوقفت في مطار بيروت الدولي مساء الأحد 10 أيلول/سبتمبر زياد دويري، وأحالته إلى القضاء العسكري فور عودته من باريس لحضور العرض الأول لفيلمه الجديد "قضية رقم 23"، مساء الثلاثاء في العاصمة اللبنانية. وأوضح المخرج في وقت سابق أن الأمن العام حجز جواز سفره الفرنسي واللبناني. وأنه أوقف في مطار بيروت حوالي ساعتين ونصف الساعة. وأضاف المخرج: "أنا مجروح جدا. أتيت إلى لبنان ومعي جائزة من مهرجان البندقية. والأمن العام اللبناني سمح بعرض فيلمي. لا أعرف من وراء ما حصل. ثمة أذى في هذه المسألة وسنعرف في المحكمة من وراء هذه الدعوى". وأوضح مصدر قضائي مواكب للتحقيق لوكالة فرانس برس أن دويري "تُرك بسند إقامة، ومن المرجح أن يحيل مفوض الحكومة الملف إلى المحكمة العسكرية لاستكمال المحاكمة بجنحة دخول بلاد العدو من دون إذن مسبق". لكن المحامي ليان أكد أن دويري كان قد "وجه رسالة إلى السلطات اللبنانية أبلغها فيها أنه يريد أن يصور على أرض الواقع دفاعا عن القضية الفلسطينية" مشيرا إلى أنه "لم يتلق أي رد من وزارة الدفاع" اللبنانية. واعتبر البعض، أن توقيف دويري يعود إلى تصويره لمشاهد من فيلمه "الصدمة" (2012) في إسرائيل، وتعامله مع طاقم عمل إسرائيلي. ويذكر أن حملة أقيمت في السابق ضد دويري أدت إلى منع عرض "الصدمة" في الصالات التجارية اللبنانية، إلا أنه كان قد دخل إلى لبنان مرارا في السابق ولم يتعرض للتوقيف. من جهته، نفى المخرج بأن يكون قد تعامل مع إسرائيل أو روج لها. وردا على سؤال أمام المحكمة، قال: "أنا لم أطبع (مع إسرائيل) (..) أنا ناضلت من أجل القضية الفلسطينية". ورفع المخرج أمام الكاميرات جوازي سفره اللبناني والفرنسي اللذين أعيدا إليه. "كان الأجدر استقبال دويري بالسجاد الأحمر وليس بالأصفاد" أثار توقيف الدويري جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، فانقسمت الآراء بين مدافع عن هذا السينمائي باسم "حرية التعبير"، ومنتقد لذهابه إلى تل أبيب وتعامله مع طاقم إسرائيلي أثناء تصوير فيلم "الصدمة". من جهته، اعتبر وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري في تغريدة له على موقع "تويتر"، أن دويري مخرج لبناني يجب احترامه وتكريمه. تغريدة وزير الثقافة اللبناني حول توقيف زياد دويري زياد دويري مخرج لبناني كبير ومكرم في العالم،احترامه وتكريمه واجب.#لبنان Ghattas Khoury (@Ghattask) September 10, 2017 وندد رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض بالحادثة، وذكر في تغريدة له أنه "كان الأجدر بالمعنيين استقبال المخرج زياد دويري العائد بجائزة أفضل ممثل عن فيلمه ‘القضية 23‘ من مهرجان البندقية بالسجاد الأحمر والتكريم، وليس بالأصفاد والاحتجاز". تغريدة النائب ميشال معوض حول توقيف زياد دويري ... وليس بالأصفاد والاحتجاز. لن نقبل بعودة هذه الممارسات! #زياد_دويريpic.twitter.com/RnUHlwOv9T Michel Moawad (@michelmoawad) September 10, 2017 "جريمة أخلاقية وسياسية ووطنية" لكن موقف الإعلامية اللبنانية رابعة زيات يأتي مغايرا لما سبق. فكتبت في تغريدة أن "الإبداع لا يبرر خيانة الوطن والإرتماء بحضن إسرائيل". تغريدة الإعلامية رابعة زيات حول توقيف زياد دويري بالإذن من المنظّرين للحريّات الإبداع لا يبرّر خيانة الوطن والإرتماء بحضن اسرائيل #زياد_دويري Rabia Zayyat (@rabiazayyat) September 10, 2017 واتهم الصحفي في جريدة الأخبار اللبنانية بيار أبي صعب، بأن دويري "ارتكب جريمة أخلاقية وسياسية ووطنية بلا حساب من قبل الدولة والقانون" حين أقام في إسرائيل لأشهر بين عامي 2010 و2011، حيث صور فيلمه "الصدمة" مع ممثلين إسرائيليين ومنتج منفذ إسرائيلي. ويتساءل أبي صعب "ماذا ترانا نقول لزياد دويري الذي أقام أشهرا في إسرائيل، وصرف فلوسه فيها، ثم لم يقطع الصلة بها. هل المطلوب منا الآن أن نمحو كل ذلك بكبسة زر؟". ويعتبر أبي صعب أن السماح لدويري بعرض فيلمه الجديد من دون اعتذار أو محاسبة، "اعتراف لبناني رسمي بشرعية التعامل مع إسرائيل". وأكد أنه "لا يمكن لنا أن نقبل بمحو آثار الجريمة، وتبييض سجل زياد دويري، كي يعود بطلا إلى بلاده كأن شيئا لم يكن!". فيلم دويري الأخير "قضية رقم 23" كان قد حصل على إذن بالعرض التجاري، من "جهاز الرقابة على المصنفات الفنية"، التابع للمديرية العامة للأمن العام. وشارك دويري مؤخرا في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي 2017، وحاز فيه الممثل الفلسطيني كامل الباشا بجائزة أفضل ممثل عن دوره في "القضية 23". دانا البوز نشرت في : 11/09/2017
مشاركة :