حث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، اليوم الإثنين على "تشكيل جهة تحقيق دولية مستقلة لإجراء تحقيق شامل في انتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان المرتكبة في اليمن". وحذّر، في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف من أن "المنطقة ستواجه تداعيات هائلة، وطويلة الأمد للدمار في اليمن، ومعاناة شعبه الرهيب، حسب بيان نشره موقع "إذاعة الأمم المتحدة"، واطلعت عليه الأناضول. وناشد المفوض الأممي لحقوق الإنسان أطراف الصراع "التوصل إلى حل تفاوضي دائم، والامتثال لالتزاماتها وفق القانون الدولي بما في ذلك تيسير وصول المساعدات الإنسانية". وجدد الدعوة "لتشكيل جهة تحقيق دولية مستقلة لإجراء تحقيق شامل في انتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان المرتكبة في اليمن". وأوضح أن "معاناة الشعب اليمني يُفاقمها الآن التفشي الجسيم لمرض الكوليرا، الذي يعد نتيجة مباشرة للهجمات العشوائية من أطراف الصراع على المراكز الطبية وغيرها من الأماكن التي يجب أن تتمتع بالحماية". وأضاف: "ما زلنا نتلقى عددًا هائلًا من التقارير عن حدوث احتجاز تعسفي، وغير قانوني وحالات اختفاء قسري وتعذيب وإساءة معاملة من جانبي الصراع". ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات اليمنية أو قيادة التحالف العربي أو الجانب الحوثي بشأن ما ورد في تصريحات المسؤول الأممي. والأربعاء الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية، ارتفاع حصيلة الوفيات جراء وباء الكوليرا في اليمن، إلى 2054، وتسجيل 618 ألف و209 حالات اشتباه بمرض الكوليرا، في 22 محافظة و300 مديرية في اليمن، منذ 27 أبريل الماضي. وتعمل منظمات دولية ومحلية على تقديم المساعدة لليمنيين الذين يعيشون أوضاعا إنسانية متدهورة جراء الحرب التي تدور في البلاد منذ أكثر من عامين ونصف العام، بالتزامن مع تفشي الوباء. وتقول الأمم المتحدة إن قرابة 15 مليون شخص لا يحصلون على الرعاية الصحية الكافية، بسبب توقف المراكز الصحية جراء الحرب. ويشهد اليمن، منذ خريف 2014، حرباً بين القوات الموالية للحكومة من جهة، ومسلحي جماعة أنصار الله الحوثي، والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، فضلًا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير.;
مشاركة :