كشف مستثمرون ورجال أعمال ومديرو شركات أن التوجّه إلى الاستثمار العقاري في السوق القطري بات الآن الأكثر جذباً بين كبار اللاعبين الإقليميين المؤثرين في القطاع، نظراً لما يمتلكه من قدرات للنمو المستقبلي. وأشاروا في تصريحات لـ «العرب»، إلى أن التوجّه إلى الاستثمار العقاري في الدول الأوروبية لم يعد يجذب الكثيرين خلال هذه السنوات، بسبب العائد من الأرباح الذي يضيفه إلى المستثمرين بالمقارنة بما هو موجود في قطر، في ظل استعداد البلد لاستضافة المونديال.وأوضحوا أن توجّه قطر لتنفيذ خطط استراتيجية طويلة المدى، ساهم بشكل كبير في نمو المشاريع العقارية فيها. وهو ما جعل المستثمرين يفكرون جدياً في التركيز بكل قوة للاستثمار فيها لأسباب كثيرة، يأتي في مقدمتها العائد الربحي الذي يُضاف بعد سنوات قليلة إلى هذه الاستثمارات، والذي أصبح كبيراً للغاية. كما شددوا على أن هذا التوسع الكبير في المشاريع العقارية في قطر سيساهم بشكل كبير في انخفاض أسعار الإيجارات تدريجياً وبمرور الوقت. وقالوا: «التوجه نحو الاستثمار العقاري في الدول الأوروبية تشبّع بشكل كبير منذ عدة سنوات، والمتاح حالياً لا يتناسب مع المتاح في قطر على سبيل المثال، على اعتبار أنها نموذج جيد للاستثمارات الجيدة في المنطقة. ولذلك نجد الكثير من الشركات العقارية الأوروبية تدخل السوق العقاري الخليجي». القطاع الأسرع نمواً ومن جانبه، أكد أنيت كومار بهامبهائي -تنفيذي مبيعات أول في شركة أندوس للعقارات- أن الدراسات الأخيرة التي جرت على السوق العقاري الخليجي، أثبتت أن قطر الأسرع نمواً في العالم بسبب هذا الكم الكبير للغاية من المشاريع التي تحرص على تنفيذها باستمرار خلال السنوات المقبلة. وأشار إلى أنه رغم الأزمة الاقتصادية التي شهدتها المنطقة بسبب أسعار النفط، فإن نسبة المبيعات لم تنخفض بالشكل الذي يتناسب مع هذه الأزمة، وهو ما يشير إلى أن الجميع يسير في طريقه دون أي تخوف، خاصة في ظل الثقة الموجودة لدى الجميع بأن السنوات المقبلة سيكون السوق العقاري القطري بمثابة الفرصة الثمينة لأي مستثمر. كما أوضح أن المعارض العقارية الكبرى التي تُقام من وقت إلى آخر في الدوحة، تكشف حقيقة هذا الإقبال الكبير على الاستثمار العقاري في قطر، حيث تتواجد الشركات الأجنبية بكل قوة، وهو ما يدل على أن الاستثمار العقاري في الدول الأوروبية أصبح لا يحتل مرتبة أولى عند المستثمر الخليجي في ظل تشبّع السوق طوال السنوات الماضية. كما أعرب عن ثقته التامة في أن العديد من الدول في المنطقة التي تعاني من ارتفاع الإيجارات السكنية، سيحدث بها تحوّل كبير خلال السنوات الخمس المقبلة، حيث ستنخفض الإيجارات بشكل كبير بسبب هذا الكم الكبير من المشاريع التي ستُقام خلال هذه الفترة، وهو ما ينطبق على قطر بشكل كبير؛ لكونها تقوم بتنفيذ العديد من المشاريع العقارية. نهضة إنشائية شاملة أما أنور آدم مدير شركة Elite الدولية للعقارات -والتي لها فروع في لندن وباريس وقطر- فقد أكد أن السوق العقاري في المنطقة بشكل عام أصبح أكثر جذباً للمستثمرين، وفي قطر بشكل خاص، وقال: «المستثمر المتخصص في العقارات بأشكالها كافة ينظر إلى الأمور بشكل مختلف، ويتجه بشكل كبير إلى المناطق المقبلة على نهضة إنشائية، وهو ما ينطبق على قطر، على عكس الكثير من الدول الأوروبية التي يقتصر فيها السوق العقاري على عملية البيع والشراء لما هو موجود بالفعل، وليس لما سيكون في المستقبل». وأوضح أن هناك الكثير من المستثمرين الخليجيين كانوا يرغبون في الاستثمار العقاري في لندن أو في بعض العواصم الأوروبية، ولكن حالياً أصبح تركيزهم على توجيه الاستثمارات الكبرى في قطر والدول العربية، مع وجود استثمارات بسيطة للسكن مثلاً في الدول الأوروبية. وأوضح أن تركيا دخلت أيضاً على الخط، وأصبحت قريبة للغاية من المنطقة، وتقدّم الكثير من الامتيازات لزيادة الاستثمارات القطرية لديها. وقال: «الشراكات القوية والمتعددة التي تجري خلال هذه الفترة بين الشركات العقارية الكبرى للاستثمار في قطر، تؤكد بأن التوجه الأكبر لم يعد إلى الدول الأوروبية مثلما كان حتى سنوات قليلة سابقة. بل على العكس تماماً، أصبح المستثمر الأوروبي يأتي إلى قطر من أجل الاستثمار هنا». وتابع مؤكداً على أن المشاريع التنموية والاستراتيجيات الجديدة التي بدأت دولة قطر في تنفيذها لسنوات طويلة، شجّعت الجميع على الدخول بقوة داخل هذا السوق، خاصة وأن هذه الرؤى الجديدة تعتمد بشكل كبير على نهضة إنشائية كبيرة في البلاد، حيث يُعتبر الاستعداد لاستقبال المونديال هو الحدث الأكبر في المنطقة خلال السنوات المقبلة. التوجه إلى قطر ويقول أحمد عيد -مطور مبيعات في فندق جراند ريزورت في ليتوانيا، إحدى دول الاتحاد الأوروبي- إن هناك توجهاً كبيراً من الشركات العقارية في الدول الأوروبية إلى الدول العربية، وخاصة قطر، بسبب كل هذه المشاريع الكبرى التي تُقام في قطر بسبب المونديال. وأضاف أن الشركات الأوروبية الكبرى المتخصصة في هذا المجال أصبحت أكثر سعياً إلى حضور المعارض العقارية المتخصصة، وخاصة التي تُقام في قطر؛ لتأكدهم التام من أن هذه المعارض هي الطريق السهل للدخول في ضخّ استثمارات مشتركة مع المستثمرين الخليجيين في المنطقة. وقال أيضاً: «نحن في ليتوانيا حريصون على المشاركة في مثل هذه المعارض، حيث إن جميع الدارسات تؤكد بأن قطر تُعتبر الأسرع نمواً في العالم بقطاع العقارات، ولذلك نحن نقدّم المشاريع الخاصة بنا، وفي الوقت نفسه نحرص على التواجد في السوق القطري عن طريق الشراكات المختلفة، خاصة وأن المستثمر العقاري لا يبحث عن البلد بقدر بحثه عن الفائدة التي ستعود عليه بعد فترة». كما أشار إلى أن منطقة الاتحاد الأوروبي كانت محور اهتمام الكثير من المستثمرين العقاريين لفترة طويلة، ولكن الوضع الآن أصبح مختلفاً. ولكن هذا ليس معناه عدم التوجه إلى أوروبا، بل أصبح القياس دقيقاً للغاية، وفي الغالب تكون المنطقة العربية عموماً -وقطر على وجه الخصوص- الأكثر قبولاً. وتابع مشيراً إلى أن مشاريع الفلل والعمارات السكنية الكبرى التي تُقام في قطر، تتميز بالأسعار التي هي أقل بكل تأكيد مما هو موجود في الدول الأوروبية؛ ولذلك يكون التركيز على الاستثمار في أوروبا بشكل أكبر على الاستثمار الشخصي للسكن من جانب رجال الأعمال والأثرياء في الدول العربية. الدارسات كلها تتجه نحو قطر وأخيراً، يقول وسام أبوحلا، مدير المبيعات الدولية والتسويق في شركة Cluttons العقارية، والمتواجدة في لندن: «لدينا مكاتب للشركة في المنطقة وقريباً في قطر، وهو ما يفسر لماذا التوجه أصبح كبيراً من الشركات العقارية الأوروبية إلى السوق القطري». وأضاف أن السوق العقاري في قطر أصبح هو الهدف الأول بالنسبة للشركات الأوروبية الكبرى، ومؤكداً على أن الاستثمار العقاري في أوروبا خلال هذه الفترة لم يعد مثل السابق، حيث أصبح جانب كبير منه يقتصر على الاستثمارات الشخصية أو التي تتعلق بحكومات. أما الشركات الكبرى والمستثمرين من رجال الأعمال، فالدراسات كلها ساهمت في توجيههم إلى الدول العربية وقطر من منطقة الخليج. وشدد على أن السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى هذا الكم الكبير والمتسارع من المشاريع التي تُقام في دولة قطر؛ مما يجعل المستقبل لهذا القطاع مغرياً للغاية لأي مستثمر، وبالتالي يكون المستثمر القطري هو الأولى بهذه المميزات، في ظل النهضة الإنشائية التي لا تتوقف داخل قطر بسبب المونديال. كما أوضح أن الدول العربية أو الموجودة في المنطقة التي تعاني من ارتفاع الإيجارات أو ارتفاع أسعار مواد البناء، سيتغير الوضع لديها خلال الفترة المقبلة، بسبب المعروض الذي سيكون كبيراً للغاية في ظل الإنشاءات المستمرة، وهو ما ينطبق على قطر بشكل خاص. وقال أيضاً: «الدول المعمارية -مثل قطر- يكون عامل الجذب لها أكبر من الدول التي بالفعل قامت بالمعمار منذ سنوات طويلة، ولذلك ليس غريباً أن نجد الكثير من الشركات الأوروبية الكبرى المتخصصة في العقارات تدخل بقوة إلى السوق القطري، من أجل التواجد والاستمرار في هذا السوق لسنوات طويلة، وهو أمر قائم على دراسات عميقة، تؤكد أن هذا الاستثمار في هذا القطاع داخل قطر أفضل من أي مكان آخر».;
مشاركة :