«داعش» يضرب مجدداً ويقتل 18 شرطياً في «هجوم نوعي» بسيناء

  • 9/12/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قُتل 18 من رجال الشرطة المصرية، أمس، في عملية إرهابية وُصفت بأنها «نوعية»، استخدمت فيها عبوات ناسفة شديدة الانفجار ضد قافلة أمنية في مدينة العريش، بشمال سيناء، وأصيب في الهجوم 5 آخرون، بينهم ضابط برتبة عميد. وأدانت المملكة العربية السعودية الاعتداء الإرهابي، ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية إدانة بلاده واستنكارها الشديدين للهجوم على قوة تأمين الطريق الأمنية بمدينة العريش. وقدّم المصدر العزاء والمواساة لذوي الضحايا ولمصر حكومةً وشعباً، مجدداً التأكيد على وقوف السعودية «إلى جانب الشقيقة مصر ضد الإرهاب والتطرف». وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن التفجير عبر بيان له بثته وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم. وقال خبراء أمنيون وباحثون في شؤون الحركات المتشددة إن «الاستهداف تم الإعداد له منذ فترة على ما يبدو؛ الأمر الذي يستوجب إعادة النظر في حركة قوات الأمن أثناء سيرها أو تمركزها»، لافتين إلى أن جزءاً من «المشكلة في سيناء يكمن في أن الإرهابيين يتخفون ويعيشون وسط الأهالي». وأدان مجلس الوزراء المصري الحادث الإرهابي، وأكد شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء عزم الدولة على التصدي بكل قوة وحزم «لتلك الأعمال الإجرامية الجبانة التي تستهدف التأثير على أمن الوطن والنيل من عزيمة المواطنين، وملاحقة العناصر الإرهابية الآثمة التي تقوم بتنفيذ هذه الجرائم». وأضاف بيان للمجلس أن تكرار هذه الأعمال الإرهابية «بات يستدعي صياغة موقف دولي موحد تجاه رعاة الإرهاب في العالم»، مشدداً على أن «هذه المحاولات العابثة من جانب قوى الظلام والتطرف لن تزيد مصر وشعبها الأبي إلا إصراراً على هزيمة الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار». كما أدان الأزهر ودار الإفتاء ومجلس النواب الهجوم الذي جاء بعد فترة من الهدوء الحذر في شبه جزيرة سيناء. وكثّف متشددون هجماتهم على قوات الجيش والشرطة في شمال سيناء وقتلوا مئات من أفرادهما في السنوات الأربع الماضية. ويقول الجيش إنه قتل مئات من المتشددين في حملة تشارك فيها قوات الشرطة. وعن تفاصيل هجوم سيناء، قال مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية إنه خلال مرور دورية أمنية على طريق القنطرة - العريش في منطقة بئر العبد بهدف تمشيط الطريق وتطهيرها، اشتبهت القوات في إحدى السيارات أثناء محاولة قائدها اقتحام خط سير القوة الأمنية. وتابع أنه «حال قيام الدورية بالتعامل مع السيارة انفجرت، ما أسفر عن حدوث تلفيات بعدد من سيارات الدورية الأمنية، وأعقب ذلك تبادل لإطلاق النيران مع بعض العناصر الإرهابية التي كانت مختبئة بالمنطقة الصحراوية المتاخمة للطريق». وأضافت الداخلية في بيان أن الاعتداء أسفر عن مقتل بعض أفراد الدورية وإصابة آخرين، و«على الفور تم الدفع بقوات تعزيز وفرض طوق أمني وتمشيط المنطقة محل الواقعة، ونقل المصابين للمستشفى لتلقي العلاج». وأفادت التحقيقات الأولية بأن «الإرهابيين أطلقوا النار تجاه القوات، التي ردت على مصدر النيران وقتلت 3 منهم، فيما استولى إرهابيون على سيارة نصف نقل كانت ترافق الحملة الأمنية، وأضرموا النار في الآليات الأمنية التي تعطلت نتيجة الانفجار، بينها مدرعة خاصة بالتشويش». وأفيد بأن عدد قتلى رجال الشرطة بلغ 18، في وقت أفادت فيه معلومات أخرى عن مقتل اثنين آخرين خلال إسعاف مصابين ومحاولة نقلهم للعلاج في المستشفيات. وينشط بقوة في سيناء تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014، وأطلق على نفسه «ولاية سيناء». لكن السلطات المصرية رفضت هذه التسمية فصار التنظيم يُعرف في الإعلام بـ«داعش سيناء». ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة «الإخوان»، التي صنفتها الحكومة المصرية إرهابية، عام 2013، استهدف المتشددون العسكريين ورجال الأمن والارتكازات والنقاط الأمنية، لا سيما في سيناء. وتبنى «داعش» كثيرا من تلك الاعتداءات. من جانبه، قال أحمد بان، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية بمصر، إن الضربة التي استهدفت قوات الشرطة في سيناء أمس «تم الإعداد لها (كما يبدو) منذ فترة طويلة»، مشيراً إلى أن الهجوم الإرهابي «لم يبتعد عن أسلوب تنظيم (أنصار بيت المقدس) من حيث المفخخات أو الاشتباك بالسلاح الآلي، فهو أسلوب متكرر في كل عملياتهم السابقة... وهذا يحتاج إلى مهارات استخباراتية معينة من جانب عناصر التنظيم من مجموعات المتابعة، ثم مجموعات الرصد، وبعدها الاشتباك... وكل هذا يحتاج وقتاً طويلاً من الإعداد». ودعا قوات الأمن إلى العمل على «سد الثغرات الأمنية، ومحاولة تجديد الآليات والوسائل؛ سواء لحركة القوات أثناء سيرها، أو أثناء تمركزها، لتفادي الاستهدافات». أما اللواء نصر سالم، رئيس استطلاع الاستخبارات الحربية الأسبق، فقال إن «المشكلة في سيناء تكمن في أن الإرهابيين يعيشون بين الأهالي، بما يمكنهم من ارتكاب جرائمهم والعودة إلى التخفي». ويفرض الجيش والشرطة في مصر طوقاً أمنياً شديداً على المداخل الغربية لسيناء لمنع دخول الأسلحة والمتفجرات من خلال الأنفاق الموجودة شرقاً.

مشاركة :