على الشعب القطري الشقيق أن يستشعروا المسؤولية تجاه وطنهم وأرضهم التي هي مُلك لأجدادهم وآبائهم، وعليهم توكيد مكانتهم الاجتماعية والحضارية بين الشعوب، فالانقياد لتميم لا يقود إلى مصلحة الوطن؛ بل للجُندي المجهول الذي يستغلكم كرصاص لبنادقه الثائرة.. يقول «روبرت غرين» تنزع الأسماكُ الجشعةُ الجانب الإنسانيّ من المال، فهي باردة وبلا رحمة ولا ترى سوى كشف الميزانية الذي لا حياة فيه ولا ترى الآخرين إلا كبيادق أو كعقبات في طريق ملاحقتها للثروة. وهي تدوس عواطف البشر وتُنفّر الحُلفاء الهامّين، ولا أحد يحب الاشتغال مع الأسماك الجشعة لذلك؛ مع مرور السنين ينتهي بها الأمر إلى العُزلة التي كثيرا ما تُثبت أنها نهايتها. وعلى أية حال - أحيانا.. يكون الإنسان حيوانا أو الحيوان إنسانا، تتبدل الأدوار بين الكائنات، تلك إحدى السُنن. ولِمَ لا..؟ فكل شيء في هذا الكون الفسيح مُمكن أن يحُدث وليس هناك ما يُسمى بالمُستحيل! فمثلاً وصف حال هذا الحيوان الكائن أعلاه، ينطبق تماما مع حالة « الحكومة القطرية» قبل وبعد العُزلة، فهي ترى أن دول المقاطعة وعلى رأس هرمها « الحكومة السعودية « بأنها كبيدق وعقبة حالت دون مؤامرتها الخارجية لكسب المزيد من الثروة أيا كانت ثروة معنوية أو مادية، ونقصد بالمعنوية – أي مكانة سياسية توازي الدول العُظمى! ولا تأبه لأحد من حُلفائها ولا لمصير من حولها من البشرية دون ضمير أو حس للمسؤولية، فهي تُنقض العهود، وتحتال، وتُحيك مؤامرات في سبيل تحقيق ما ترنو إليه، ومع مرور السنين انتهى حالها بالفعل إلى « العزلة « التي لم تتحملها وسُرعان ما انهارت كل سُبل دِفاعاتها وكيانها بعد 90 يوماً من العُزلة فقط! أُسس باطلة بَنت عليها الحكومة القطرية أوج طموحاتها لإثارة الفتن والشغب والدمار بين الشعب ذاته بكافة أرجاء الدول الإسلامية، في الوقت الذي تناست به قدراتها على الصمود أمام العُزلة. لقد أُسدل السِتار على قُبطان الحكومة القطرية واتضح للعالم أن الحاكم تميم بن حمد لا يمُلك سوى لقب الرئاسة اِسميا، أما فعلياً فجُندي مجهول يُقلّب تميم كالدُمية، الأمر أكبر من أن يكون هذا الجُندي « والد تميم « بل هناك من هو أجدر وأقوى. وابسط دليل هو ما حصل مؤخرا من قبول للشروط ثم تراجع ونفي، ثم اتصال بولي العهد السعودي محمد بن سلمان ثم تلاه نفي واستنكار شهدتها وسائل التواصل الاجتماعي، وبالحقيقة الحاكم تميم لا يملك أداة حاليا سوى وسائل التواصل الاجتماعي لبث النِعرات والدفاع عن موقفه، فكل الوسائل لم تُجد نفعاً، هذا بالنسبة للرئيس لتميم، أما الجُندي المجهول الذي يقف خلفه يمتلك أكثر من ورقة، ويعتقد من خلالها انه سيرسو على بر الأمان، مُنطلِق بمُكابرة غير مُدرك عن تبعات التوتر الدولي الحالي بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية، هو يقف حائراً بين التراجع أو الاصطفاف حول كوريا الشمالية تحديداً، الأمر ليس بالسهل، فهناك مفاعل نووي وتصعيد عسكري قادم، تُريد حسم الأزمة القطرية لصالحها حتى تجعل من الشعب القطري والحكومة القطرية ذاتها « كبش فِداء « لسلسلة من الصراعات السياسية ورُبما عسكرية على طراز عالمي، ليست بالبعيدة ولا بالقريبة! إن ما يحتاجه الان الشعب القطري هو « سيّد « يُدير أمورهم السياسية ويقودهم للسلام، نعم سيّد وليس رئيساً فحسب! هناك فرق بين السيّد الذي قراراته سائدة وثابته ورئيس لا يمتلك الحق في اتخاذ القرار ولا الثبات على مبدأ واحد! لذلك؛ على الشعب القطري الشقيق أن يستشعروا المسؤولية تجاه وطنهم وأرضهم التي هي مُلك لأجدادهم وآبائهم، وعليهم توكيد مكانتهم الاجتماعية والحضارية بين الشعوب، فالانقياد لتميم لا يقود إلى مصلحة الوطن؛ بل للجُندي المجهول الذي يستغلكم كرصاص لبنادقه الثائرة، أو كصواريخ عابرة للقارات حتى تهوي بكم للتهلكة. وعلى مر التاريخ، العجز والضُعف والجُبن، ثلاث صِفات إن توفرت لدى الشعب فعلى الأرض والعرض والنفس، السلام! وسبق لنا التوضيح في مقالة أخرى كانت تحمل عنوان: قطر ونظرية التوازن الاستراتيجية. « أن ما تقوم بهِ قطر اليوم هو تطبيق لنظرية التوازن الاستراتيجية التي تدور حول خدمة مصالح قومية للدولة ذاتها، ويمكن تطبيقها تجاه أكثر من قطب له ثقل سياسي واقتصادي، وبحكم الموقع الجغرافي فأمام قطر قطبين، الأول منهما يُمثل المملكة العربية السعودية والثاني يُمثل الجمهورية الإيرانية، وبينما قطر كانت تسعى لتحقيق هذا التوازن، بدت تحيد للقطب الثاني الذي يخدم مصالحها القومية من الدرجة الأولى..» ويبدو مؤكداً أن تطبيق النظرية كان صعباً جداً، فلا يُلام الحاكم القطري ولا بِطانته من آزره فهم صِغار ساسة لم ينضجوا بما يكفي بعد! لذلك؛ اليوم وليس الغد.. يجب على الشعب القطري الشقيق أن يُقرر مصيره، فكُل الخيارات قد شُلّت أمام تميم ويجب ألاّ ينسى الشعب القطري فضائل وبركات العُزلة التي فُرضت على حكومتها، فعلى سبيل المثال: جلاء داعش عن مجمل أراضي العِراق وتكبيل حركة العديد من أحزاب الشر في الأمة العربية والإسلامية في آن واحد!
مشاركة :