ساو باولو ـ الفرنسية: تحلم سويسرا أن تكون مواجهتها مع العملاق الأرجنتيني في الدور الثاني لمونديال البرازيل اليوم في ساو باولو أكثر من مجرد مكافأة على تأهلها وفرصة لمقارعة نجم "البي سيليسيتي" ليونيل ميسي. على الورق، تبدو الأرجنتين حاملة لقب 1978، و1986 مرشحة خارقة لتخطي سويسرا نظرا لامتلاكها ترسانة هجومية يتقدمها ميسي هداف برشلونة الإسباني وأفضل لاعب في العالم بين 2009، و2012، لكن مجرد إلقاء نظرة على تصنيف الاتحاد الدولي الأخير يتبين أن الفريق الأحمر يقف مركزا يتيما خلف الأرجنتين الخامسة. وتعول الأرجنتين على ميسي (1،69 م و67 كيلوجراما) لمنحها ثالث ألقابها من أرض غريمتها البرازيل، فبعد رحلتين فاشلتين (هدف في 2006، وصفر في 2010) لبعوضة روزاريو ومطاردة شبح المقارنة بمواطنه مارادونا، تحرر المراوغ ولعب دور المنقذ في كل مباراة مسجلا هدف الفوز على البوسنة والهرسك (1/2)، ثم تسديدة رائعة في مباراة إيران منحت الفوز في الوقت القاتل (0/1)، قبل أن يضيف ثنائية في الفوز الأخير على نيجيريا 2/3، فدخل سباق المنافسة على صدارة الهدافين مع أربعة أهداف. ادين هازارد ويبدو أن الأرجنتين قد وجدت الموقع المناسب لميسي الذي وصفه مدرب نيجيريا ستيفن كيشي بالقادم من كوكب "المشتري"، فأصبح رجال المدرب أليخاندرو سابيلا يطبقون الخطة على مقاس العبقري، وظهر ارتياحه بمركزه الذي يشبه تحركه في برشلونة من خلال نجاح أوصله إلى الشباك في كل مرة. في المقابل، بدأت سويسرا رحلتها بتحقيق فوز بشق النفس على الإكوادور 1/2، قبل أن تصفعها فرنسا بخماسية كادت تودي بها خارج المونديال (2/5)، قبل أن يشد لاعبو الألماني الخبير أوتمار هيتسفلد أوتارهم الكروية ويبلغوا دور الـ 16 للمرة الثالثة في آخر أربع مشاركات بثلاثية على هندوراس حملت توقيع نجمهم الجديد جيردان شاكيري. وتبحث سويسرا عن الوصول إلى ربع النهائي لأول مرة منذ 1954 عندما استقبلت البطولة على أرضها وخسرت المباراة الشهيرة أمام النمسا 7/5. ويبدو ميسي مرتاحا رغم القيود المفروضة عليه على المستطيل الأخضر، يؤمن له فرناندو جاجو حماية نفسية في خط الوسط، ويستغل أنخل دي ماريا، غريمه في ريال مدريد وزميله مع المنتخب، أي ثغرة دفاعية ناتجة عن رقابة ميسي ليشكل ضغطا هائلا على مرمى الخصم. لكن ميسي سيفتقد في مباراة سويسرا صديقه المهاجم سيرخيو أجويرو الذي أعلن طبيب المنتخب دانيال مارتينيز الخميس غيابه عن المواجهة بسبب "مشكلة عضلية بسيطة". مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي تعرض للإصابة في المباراة أمام نيجيريا الأربعاء الماضي واضطر إلى ترك مكانه لإيزيكييل لافيتزي في الدقيقة 38. ونفى الوفد الأرجنتيني الأنباء التي مفادها أن أجويرو سيغيب حتى نهاية المونديال. وفي اللقاء الثاني، ستعود بلجيكا والولايات المتحدة بالذاكرة إلى حيث بدأ كل شيء، إلى النسخة الأولى التي أقيمت عام 1930 في أوروجواي، وذلك عندما تتواجهان على ملعب "أرينا فونتي نوفا" في سالفادور دي باهيا في الدور الثاني من مونديال 2014. ولم يسبق للمنتخبين أن تواجها سابقا في نهائيات كأس العالم أو في بطولة رسمية سوى في مناسبة واحدة كانت في النسخة الأولى عام 1930 عندما خرجت الولايات المتحدة فائزة بثلاثية نظيفة في طريقها للتأهل عن المجموعة الرابعة إلى الدور الإقصائي الذي كان نصف النهائي مباشرة بسبب مشاركة 13 منتخبا فقط (7 من أمريكا الجنوبية، 4 من أوروبا، و2 من أمريكا الشمالية)، حيث انتهى مشوارها على يد الأرجنتين (1/6) التي قد تكون أيضا منافستها المقبلة في ربع النهائي في حال فوزها على سويسرا في اليوم ذاته. ومن الصعب جدا أن تتمكن الولايات المتحدة بقيادة مدربها الألماني من تكرار نتيجة تلك المباراة، خصوصا أن بلجيكا كانت بين أربعة منتخبات تنهي الدور الأول بعلامة كاملة إلى جانب هولندا وكولومبيا والأرجنتين.
مشاركة :