اتفق وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح مع نظيره الإماراتي سهيل المزروعي، على درس ممكن لتمديد اتفاق يخفض إنتاج النفط العالمي بعد آذار (مارس)، استناداً إلى العوامل الأساس في السوق. وأشارت وزارة الطاقة السعودية في بيان إلى أن الفالح والمزروعي بحثا في آستانة سوق النفط، و»أبديا ارتياحهما تجاه تحسن العوامل الأساسية في السوق». ولفت إلى أن «المزروعي صرح خلال الاجتماع بأن شركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك) خفضت مخصصات الخام بنسبة عشرة في المئة خلال أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر)». وأضاف أن «الشركة ستبلغ الزبائن والسوق، على أساس شهري، بالتغييرات الفعلية لجدول الشحن سعياً لإظهار الشفافية وتعزيز الصدقية في شأن التزام الإمارات الإنتاج المستهدف». وارتفعت أسعار النفط بعدما ناقش وزير النفط السعودي احتمال تمديد الاتفاق العالمي على خفض إمدادات النفط بعد آذار 2018 مع نظيريه الفنزويلي والكازاخستاني أول من أمس. وساعدت أنباء المحادثات، على تبديد أثر الضغوط النزولية على أسعار النفط وسط مخاوف من احتمال تضرر الطلب على الطاقة بشدة جراء الإعصار «إرما» وتبعاته. وارتفع الخام الأميركي في العقود الآجلة تسليم تشرين الأول 41 سنتاً، أو ما يعادل 0.9 في المئة، إلى 47.89 دولار للبرميل بعدما هبط 3.3 في المئة يوم الجمعة. وارتفع خام القياس العالمي مزيج «برنت» في عقود تشرين الثاني (نوفمبر) 30 سنتاً، أو 0.6 في المئة، إلى 54.08 دولار للبرميل بعدما انخفض عند التسوية السابقة 1.3 في المئة. وتأتي هذه الاتفاقات بعد حالة من التقلب شهدها الانتاج الليبي إثر إغلاقات متكررة لحقول نفط وغاز. وفي هذا السياق، أكدت «المؤسسة الوطنية للنفط» في ليبيا، أن إغلاق أحد صمامات خط أنابيب لنقل الغاز على يد مجهولين الأسبوع الماضي، قلص إنتاج حقل «الوفاء»، ما أضر بالإمدادات اللازمة لتوليد الطاقة محلياً وللتصدير. ولفت بيان المؤسسة إلى أن الإغلاق استمر نحو 30 ساعة بين الخميس والسبت، ونتج عنه خسائر بلغت نحو 310 ملايين قدم مكعبة من الغاز، ونحو 12 ألف برميل من المكثفات، ونحو 2.17 مليون دولار من إيرادات التصدير. في سياق منفصل، قال الرئيس التنفيذي لشركة «روسنفت» الروسية إيغور سيتشين في مقابلة مع محطة «روسيا 24» التلفزيونية أذيعت أمس، إن الشركة تتوقع أن تتراوح الأسعار العالمية للنفط بين 40 و43 دولاراً في المتوسط في عام 2018 وإنها تتأهب للتعامل مع مثل هذا المستوى. ولم يوضح سبباً لتباين توقعاته مع تلك الخاصة بوزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك الذي توقع سعراً بين 45 و55 دولاراً للبرميل. في سياق متصل، أكد مسؤول في وزارة التجارة اليابانية، أن شركة «أرامكو السعودية» العملاقة ستضيف 1.9 مليون برميل من الخام لمخزوناتها التي تحتفظ بها في اليابان يوم الأربعاء. وتأتي الخطوة في وقت ترفع اليابان اعتباراً من الشهر الحالي طاقة تخزين الخام التي تعيرها لـ «أرامكو السعودية» مجاناً بنسبة 30 في المئة إلى 8.2 مليون برميل بموجب اتفاق مسبق بين البلدين. وتساعد طاقة التخزين الإضافية التي أعلنت اليابان عنها في تموز (يوليو) السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، في سعيها للاحتفاظ بزبائن في شمال آسيا وسط تخمة عالمية وأسعار منخفضة نسبياً. وأكد المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، أن حجم النفط الذي تحتفظ به السعودية في اليابان يبلغ حالياً 6.3 مليون برميل. ولم يتسن الاتصال بالشركة السعودية للتعقيب. إلى ذلك، أكدت مصادر مطلعة أن السعودية ستمد خمسة زبائن على الأقل في شمال آسيا بكامل مخصصات النفط الخام المتعاقد عليها في تشرين الأول، في حين تم إبلاغ شركة تكرير سادسة في المنطقة بخفض إمدادات الخام العربي الخفيف جداً الشهر المقبل. ويتناقض ذلك مع الخفض الحاد في مخصصات أيلول، ويؤكد رغبة السعودية في الحفاظ على حصتها في السوق الآسيوية. وأشار متعامل مختص بإمدادات نفط الشرق الأوسط إلى أن من المرجح أن تستغل السعودية انخفاض معدلات تشغيل المصافي ووفرة مخزونات الخام في الولايات المتحدة لخفض المخصصات للولايات المتحدة بدلاً من آسيا. وأضاف أن »المخصصات السعودية عملية حسابية. يمكنهم خفض المخصصات للولايات المتحدة وإمداد آسيا». ولفت مصدر من شركة التكرير السادسة في آسيا، إلى أن إمدادات تشرين الأول من الخام العربي الخفيف جداً انخفضت عشرة في المئة، ومن المرجح أن يكون السبب في ذلك إجراء أعمال صيانة في أيلول في حقل «بقيق» السعودي الذي ينتج هذا الخام. في سياق منفصل، بدأ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس، زيارة رسمية إلى الجزائر تستمر 24 ساعة، ويتضمن جدول أعماله مناقشة موضوع النفط الذي يشكل ملفاً حساساً للبلدين المنتجين، لكن ليس من المؤكد أن يعقد لقاء مع نظيره عبدالعزيز بوتفليقة.
مشاركة :