استهدف الإعصار «إرما» المناطق المكتظة بالسكان وسط فلوريدا الأميركية اليوم (الاثنين)، بعدما أحل الدمار في أرجاء الولاية برياحه وأمواجه العاتية التي حرمت الملايين من الكهرباء واقتلعت أسقف المنازل وغمرت شوارع المدن بالمياه، في حين أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس حال الطوارئ الطبيعية، للاستفادة من أموال إضافية فيدرالية. ووصل الإعصار، المصنف أحد أقوى الأعاصير المسجلة في المحيط الأطلسي، إلى ساحل فلوريدا أمس واكتسح بلداته في طريقه إلى عمق الولاية. ويشق طريقه حالياً باتجاه شمال الغرب في وسط الولاية على مقربة من مناطق المترو في تامبا وأورلاندو. وتراجعت قوة الإعصار إلى الدرجة الأولى اليوم وهدأت سرعة الرياح إلى 135 كيلومتراً في الساعة بحلول الثانية صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (06:00 بتوقيت غرينيتش)، وفق ما أفاد مركز الأعاصير. وما زالت الكثير من المناطق على ساحل الولاية الشرقي والغربي عرضة للأمواج العاتية، إذ تتسبب الأعاصير برفع منسوب المياه في المحيطات إلى درجات خطرة فوق المستوى الطبيعي. وأسفر الإعصار عن مقتل 28 شخصاً على الأقل خلال اتجاهه غرباً عبر البحر الكاريبي في طريقه إلى فلوريدا. وفقد الإعصار قوته وهو يتحرك نحو الساحل الشمالي الغربي لشبه جزيرة فلوريدا اليوم، ومن المتوقع أن يتحول إلى عاصمة مدارية خلال اليوم، ومنخفض إستوائي بحلول بعد ظهر غد. وعلق مطار «ميامي» الدولي رحلاته حتى اليوم على الأقل. وقالت إدارته في تغريدة، إنها «ستبحث استئناف الرحلات غداً بعد تقييم الأضرار». وأعلن ترامب أمس، حال الطوارئ الطبيعية في فلوريدا، في إجراء يتيح لها بالاستفادة من مساعدات فيدرالية إضافية. وقالت الرئاسة الاميركية في بيان إن التمويل الفيدرالي الذي ستستفيد منه الولاية يتضمن «منح لتوفير سكن موقت واصلاح المنازل، وقروض بفوائد متدنية لتغطية خسائر العقارات غير المؤمنة، وبرامج اخرى لمساعدة الافراد ومالكي المؤسسات على النهوض من تداعيات الكارثة». وقال ترامب أمس لدى عودته إلى البيت الأبيض بعد قضاء عطلة في كامب ديفيد، إن الإعصار «إرما» «وحش كبير» سيكلف الكثير من المال، لكنه أوضح أن الحكومة الاتحادية تركز على إنقاذ الأرواح. وأضاف: «الأخبار السيئة هي أنه وحش كبير بعض الشيء»، وأثنى ترامب على تعامل الوكالات الاتحادية مع العاصفة، وقال «سوف نذهب إلى فلوريدا قريبا جدا». وفي كوبا، أدى مرور الإعصار مع الرياح التي بلغت سرعتها أكثر من 150 كيلومتر في الساعة إلى مقتل عشرة اشخاص في مقاطعات عدة في الجزيرة. وكتب الدفاع المدني في بيان اليوم «بعد مرور الاعصار الخطر إرما على الأراضي الوطنية، نعلن في الوقت الراهن عن عشر وفيات في مقاطعات هافانا وماتانزاس وكاماغوي وسييغو دي افيلا». وتعرضت هافانا المطلة على مضيق فلوريدا ليلا لرياح قوية بلغت أحيانا 150 كيلومتراً في الساعة وفيضانات بحرية لا سابق لها، بحسب السلطات التي اوضحت ان آثار «إرما» ستتواصل في العاصمة. وقالت رئيسة «مجلس الدفاع الوطني» في هافانا ميرسيديس لوبيز اسيا للقناة الوطنية انه في جادة ماليسون الشهيرة على حافة بحر هافانا: «تقدم البحر كما لم يسبق ان حصل ذلك». وفي بعض الاحياء خصوصا في فيدادو، قرب وسط العاصمة تقدمت مياه البحر باتجاه اليابسة. واقتلعت الرياح العديد من الاشجار وتعرضت شبكة الكهرباء لاضرار وبقي التيار الكهربائي مقطوعا أمس في احياء عدة. وشهد توزيع ماء الشرب والاتصالات الهاتفية اضطرابات.