أكد وزير الشئون الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل أهمية الدورة الأولى للاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني في دعم وتعزيز التعاون بين الجانبين في قطاعات الثقافة والتعليم وتنمية الموارد البشرية، والاستفادة من الخبرات اليابانية في الميادين الاقتصادية والتكنولوجية. وقال مساهل في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير خارجية اليابان تارو كونو والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الذي عُقِدَ بمقر الأمانة العام للجامعة العربية اليوم، إن الوزراء المشاركين في الدورة الأولى للاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني أكدوا ضرورة تحقيق سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط، داعيين المجتمع الدولي إلى العمل مع الأطراف المعنية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة. وبشأن الوضع في كل من سوريا وليبيا والعراق واليمن، أوضح أن الوزراء أشاروا إلى أهمية احترام وحدة وسيادة هذه الدول وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في شئونها الداخلية، وتكثيف الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة في هذه البلدان، لافتًا الانتباه إلى أنه تم الاتفاق على ضرورة وأهمية مكافحة آفة الإرهاب واجتثاثها من جذورها وتجفيف منابع تمويلها. وأضاف مساهل أنه تم التأكيد على الالتزام بنزع السلاح، وعدم انتشار الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل الأخرى، وتنفيذ القرار المتعلق بإقامة المنطقة الخالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وأفاد الوزير الجزائري بأن وزراء خارجية الدول العربية واليابان أعربوا عن قلقهم البالغ إزاء التطورات الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية، التي يمكن أن تؤثر على السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وتقديرهم في الوقت ذاته لالتزام اليابان بدعم الدول العربية في جهودها الاقتصادية من خلال حزمة مساعدات خلال الفترة من 2016 وحتى 2018 ولمبادراتها الهادفة إلى تعزيز الشراكة بين اليابان والدول العربية. من جانبه، أوضح وزير الخارجية الياباني تارو كونو أن الشرق الأوسط شريك مهم لليابان، مستعرضًا المبادئ التي توجه السياسية الخارجية اليابانية في المنطقة، ومن أبرزها الدعم الإنساني والاستثمارات والتفاعل السياسي القوي، وتأكيد عملية السلام والتعاون في مجال تفعيل الموارد البشرية. وحول متى تعترف اليابان بالدولة الفلسطينية؟، قال "كونو": " إننا نتحدث مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا الشأن، واليابان ستدلي بدلوها في سياسة ترامب إزاء القضية الفلسطينية عندما تتبلور"، لافتًا الانتباه إلى البرامج التي تقوم بها اليابان لصالح الشعب الفلسطيني، ودعم الاقتصاد الفلسطيني من أجل التقدم إلى الأمام. وردًا على سؤال حول سبل مواجهة الإرهاب، أكد وزير خارجية اليابان ضرورة معالجة المشكلات التي تحبط الشباب مثل البطالة وكذلك معالجة مشكلة التعليم. واختتم الوزير الياباني حديثه بقوله: "نحن نفضل التركيز على التعاون مع دول الشرق الأوسط في مجال الاستثمار في رأسمال المال البشري". بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: "لا يوجد سبب أو سببين أو ثلاثة للإرهاب بل يوجد الكثير من الأسباب التي دفعت بعض أبناء المنطقة للإرهاب"، مشيرًا إلى أن الفقر ليس سببا للإرهاب بل الإحساس بالظلم هو الدافع الرئيسي لهؤلاء الشباب لارتكاب هذه الحماقات غير المسبوقة في التاريخ العربي. وأوضح أبو الغيط أن التوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية، سيوقِف كثير من الاضطراب في المنطقة. ووصف الأمين العام للجامعة العربية الاجتماع بأنه تطور كيفي في العلاقة بين اليابان والدول العربية، معربًا عن أمله في ترجمة كل هذا الجهد الذي تم بذله من الجانبين، وتطبيق الأفكار والمبادرات التي تم تناولها خلال أعمال الدورة الأولى للاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني.
مشاركة :