حزمة عقوبات "مخففة" على كوريا الشمالية أمام مجلس الأمن

  • 9/12/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حزمة عقوبات مخففة على كوريا الشمالية أمام مجلس الأمنصوّت مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر الاثنين على فرض عقوبات جديدة قاسية على كوريا الشمالية تشمل حظرا نفطيا “تدريجيا”، وذلك بمبادرة من واشنطن التي اضطرت إلى تعديل مشروع القرار الذي قدّمته مساء الأحد.العرب  [نُشر في 2017/09/12، العدد: 10749، ص(5)]المشروع الأميركي يصطدم بتصلب الصين وروسيا نيويورك - على الرغم من جولة المفاوضات الشاقة التي خاضتها واشنطن طوال أيام لتعديل مشروع القرار المقترح ضد كوريا الشمالية لم تعلن كل من الصين وروسيا اللتين تتمتعان بحق النقض “الفيتو” موقفهما النهائي حول الصيغة المعدّلة إلى حدود انعقاد جلسة مجلس الأمن مساء الاثنين. وقال دبلوماسي إن الصيغة الأولى للمشروع الأميركي التي نشرت الأربعاء الماضي كانت تتضمن “الحد الأقصى” حول “كل النقاط”، وتهدف إلى الردّ على التجربة النووية السادسة التي قامت بها كوريا الشمالية في الثالث من سبتمبر الجاري. وكانت الصيغة الأولى تنصّ على حظر شامل وفوري على النفط والمنتجات النفطية والغاز وإعادة العمال الكوريين الشماليين في الخارج، والذي يبلغ عددهم بحسب تقديرات الأمم المتحدة 50 ألفا إلى بلادهم، وتجميد أصول الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وحظر استيراد النسيج من هذا البلد وفرض عمليات تفتيش عند الضرورة للسفن في عرض البحر عند الاشتباه بأنها تنقل شحنات محظورة بموجب قرارات الأمم المتحدة. وبعد أربعة أيام من المفاوضات الشاقة مع الصين وروسيا خصوصا اللتين تتقاسمان حدودا مع كوريا الشمالية، اضطرت الولايات المتحدة إلى تخفيف العقوبات المقترحة بحيث بات الحظر النفطي “تدريجيا” ومرتبطا بتطور الموقف الكوري الشمالي بحسب دبلوماسيين. وتم شطب النقطة المتعلقة بتجميد أصول الزعيم الكوري الشمالي بعد رفض بكين وموكسو، بينما وافقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا)، على الإجراء المتعلق بحظر استيراد النسيج. وأعلنت كلّ من لندن وباريس في الأيام الماضية دعمهما لمساعي واشنطن الرامية إلى منع تمويل وتوظيف عمال كوريين شماليين ما كان سيؤدي إلى ترحيل هؤلاء إلى بلادهم. لكن روسيا التي يعمل فيها نحو 35 ألف كوري شمالي عارضت هذا الإجراء خلال المفاوضات، بحسب أحد المصادر. وتم في قرار العقوبات الأخير الصادر في الخامس من أغسطس تحديد سقف لعدد هؤلاء العمال في العالم. وعلّقت وزيرة خارجية كوريا الجنوبية كانغ كيونغ وا “لقد كنّا واضحين خلال المفاوضات مع الأميركيين بضرورة أن تشمل العقوبات النفط”. وأعربت الوزيرة عن الأمل في أن يكون للنص النهائي “عواقب ملحوظة لجهة تعزيز الضغوط الاقتصادية على كوريا الشمالية”.القرار الأممي بصيغته الجديدة يشمل فرض حظر تدريجي للنفط ومشتقاته ويرتبط بتطور موقف بيونغ يانغ من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ أمام صحافيين أن بكين “وافقت على تبنّي مجلس الأمن الدولي إجراءات جديدة” ردا على التجربة النووية الأخيرة. ورفض المتحدث التعليق على الموقف الرسمي للصين إزاء النص المعدّل، إلا أنه أعرب عن الأمل باتخاذ قرار “على أساس التشاور والإجماع التام”. وقبل ساعات قليلة على التصويت، عبّرت كوريا الشمالية بوضوح عن معارضتها لما سيشكل حزمة ثامنة من العقوبات الدولية عليها التي تزداد تشددا كل مرة بهدف حملها على العودة إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي والصاروخي الذي يشكل تهديدا للاستقرار في العالم. وحذّرت كوريا الشمالية الاثنين من أنها ستلحق بالولايات المتحدة “أكبر الألم والمعاناة” في حال أصرّت واشنطن على فرض عقوبات أقسى في مجلس الأمن الدولي. ونشرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية بيانا لوزارة الخارجية حذّرت فيه واشنطن من أنها إذا “سارت بالقرار غير الشرعي وغير العادل حول العقوبات المشددة فان جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ستعمل بالتأكيد على أن تدفع الولايات المتحدة ثمن ذلك”. وأضاف البيان أن “الإجراءات المقبلة التي ستتخذها جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ستلحق بالولايات المتحدة أكبر الألم والمعاناة الذي لم تختبره سابقا طوال تاريخها”. على صعيد أخر أكد المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاثنين أنها ستتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطار مباحثات رفيعة المستوى بهدف زيادة الضغوط على كوريا الشمالية لوقف برنامجها النووي. وأضاف المتحدث شتيفن زايبرت أن ألمانيا ما زالت مستعدة لدعم المناقشات حول سبل إيجاد حل سلمي للأزمة باعتبارها إحدى الدول القليلة التي تقيم روابط دبلوماسية مع بيونغ يانغ. وقال زايبرت “لهذا عرضنا أن نساعد في البحث عن طرق جديدة لوقف تصعيد الموقف” وذلك قبل ساعات من تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار صاغت الولايات المتحدة مسوّدته ويفرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ. وتابع “الحل المعقول الوحيد سلمي ودبلوماسي. لكن يجب زيادة الضغوط على كوريا الشمالية من أجل التوصل إلى مثل هذا الحل”. وأشار زايبرت إلى أنه لا يوجد طلب ملموس للحصول على مساعدة ألمانيا في بدء مناقشات حول الأزمة الكورية الشمالية. وناقشت ميركل بالفعل المسألة مع زعماء آخرين من بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ومن المزمع أن تتحدث هاتفيا مع بوتين أيضا. وقالت ميركل إنها مستعدة للمشاركة في مبادرة دبلوماسية لإنهاء برنامج كوريا الشمالية النووي، وأشارت إلى أن المحادثات النووية الإيرانية يمكن أن تكون مثالا.

مشاركة :