على الرغم من أن مهنة إعداد "شاي الجمر" التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة؛ ماركة سعودية بحتة، بدأها شباب عاطلون أرادوا كسر حاجز البطالة وأوقات الفراغ، إلا أن تلك المهنة اختطفت، من قِبل وافدات من جنسيات عربية، يبدو أنهن وجدن من بيع الشاي مصدر دخل مناسبًا يوفر عليهن الكثير من العناء والمشقة في طلب الرزق. وفي جولة ميدانية قامت بها "سبق" لعدد من الطرقات الرئيسة وفي أرجاء عدة من أحياء مكة المكرمة، رصدت من خلالها تحوّل العديد من المواقع التي كان يتخذها الشباب مكانًا لبيع الشاي، إلى سيطرة مُحكمة من قِبل سيدات من جنسيات عربية، يمارسن المهنة نفسها، وسط تساؤلات عن أسباب غياب واختفاء الشباب تمامًا، أصحاب فكرة هذا المشروع البسيط، حيث لم يقتصرن على بيع الشاي فحسب بل امتد إلى بيع أنواع المشروبات والمأكولات، وبأسعار متفاوتة، دون أدنى مسؤولية. وتبدأ ساعات العمل بالنسبة لهن من بعد صلاة العصر وحتى ساعات متأخرة من الليل، بشكل يومي، يُعتقد أن متوسط دخل البسطة الواحدة خلال هذه المدة التي لا تتجاوز عشر ساعات، قرابة الـ 500 ريال، وتزيد نسبيًا بحسب قول إحداهن، أوقات العطل الأسبوعية. وعزا مواطنون انتشار بائعات الشاي لأول مرة في مكة المكرمة، إلى غياب الرقابة والمتابعة من الجهة المختصة، مؤكدين أن المواقع التي يتمركزن فيها تشهد ازدحامًا شديدًا في السيارات، خصوصًا عند مدخل حراج المعيصم، وكذلك على جنبات الطريق الرابط بين منى والشرائع، أو بما يعرف بموقع إشارة صقر قريش، مطالبين بوضع حد لتلك الظواهر السلبية والتي يقف خلفها وافدون، يوهمون المارة أنهم سعوديون، ليس لديهم أي اهتمام بصحة المواطن، سوى كسب المال بأي طريقة كانت. من جهة أخرى وفي سياق متصل أبدى مدير عام صحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة، منصور بن سعيد بالبيد، تجاوبه على كل ما طرحته "سبق" من تساؤلات واستفسارات متعلقة بانتشار ظاهرة البائعات اللاتي شوهن منظر العاصمة المقدسة، حيث أكد أن أمانة العاصمة المقدسة تحارب تلك الظواهر السلبية في سبيل القضاء عليها، بفرق ميدانية تقوم بجولات على مدار الساعة. وأشار "بالبيد" إلى أنه سيتم الاستعانة بفرق نسائية من البلديات لمداهمة البائعات ومصادرة ما بحوزتهن، في القريب العاجل، وذلك للحد من انتشار تلك الظواهر، لافتقارها لشروط السلامة، مشيرًا إلى أن ما يُقدم من مأكولات ومشروبات تعد غير صالحة للاستهلاك الآدمي إطلاقًا. وأكد مدير الإعلام والنشر بأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني بدوره، أن الأمانة حريصة كل الحرص على تحقيق أعلى مستوى من الاصحاح البيئي وإزالة كل ما يمكن أن يشكل خطرًا على الصحة العامة والقضاء على كل الظواهر العشوائية والمخالفات ومنع ظاهرة الباعة الجائلين. وأضاف "زيتوني" في تصريحه لـ "سبق" بأن الأمانة تقوم بجهود كبيرة من خلال الإدارة العامة لصحة البيئة والبلديات الفرعية، وبعض الجهات الأمنية والدوريات، والإدارات المختصة لمكافحة ظاهرة البيع المتجول المخالفة والتي تشكل مصدرًا للتلوث البيئي. وأبان أن الأمانة تقوم بتشكيل العديد من الفرق الميدانية بالبلديات الفرعية، التي تقوم بالجولات المستمرة على المواقع التي يوجد فيها هؤلاء الباعة المخالفون ومصادرة معروضاتهم بشكل مستمر وإتلافها على الفور، ومنعهم باستمرار، مشيرًا إلى أن معظم هؤلاء الباعة من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل ومجهولي الهوية، ولذلك فإن الموضوع يحتاج إلى تضافر الجهود ومساندة الجهات الأمنية المختصة.
مشاركة :