الإمارات: الإجراءات المتخذة ضد قطر جاءت بعد صبر طويل

  • 9/13/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت دولة الامارات العربية المتحدة ، ان الإجراءات المشتركة مع المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين ضد قطر جاءت بعد صبر طويل ونقض لاتفاقيات وقعتها قطر وأخلت بها . جاء ذلك في كلمة معالي الدكتور محمد بن أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية  امام الدورة 148 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية التي عقدت اليوم بالجامعة العربية . واوضح ان الهدف المشترك لا يرتبط بسيادة قطر بل بالضرر الذي وقع على هذه الدول وعلى استقرار المنطقة. وقال معاليه  انه من المهم ان يتغير التوجه الذي سعي الى دعم التطرّف والارهاب والى التدخل في الشئون الداخلية لدولنا والعديد من الدول العربية الاخرى .واكد معاليه اننا  سنواصل إجراءاتنا ضد قطر بغية تغيير التوجه القطري  وحماية داخلنا من هذه السياسات العدائية وضمان حقوقنا السيادية .وقال معاليه اننا نرى ان الحل ليس في التصعيد بل في الإطار السياسي من خلال الحوار المستجيب للمطالب الثلاثة عشر، داعيا الى الحكمة والإدراك بان الشفافية تجاه السجل السابق وضرورة تقييمه هو الطريق الوحيد للخروج من أزمة قطر . واشار معاليه الى ان المنطقة لا تزال تعاني من التدخلات الاقليمية المستمرة في الشئون الداخلية للدول العربية ومن ابرزها تدخلات ايران وحلفائها الجائرة في المنطقة من خلال استمرارهم في دعم الجماعات المتشددة وتدريب وتسليح الإرهابيين والميليشيات وفرض التطرّف والطائفية في عدد من الدول العربية لإدخالها في فوضى وصراعات داخلية ونشر ثقافة الكراهية والعداء في عدد من الدول العربية لإدخالها في فوضى وصراعات داخلية تستنزف من مقدراتها البشرية والمادية. وجدد الدعوة لإيران الى الرد الإيجابي على الدعوات السلمية للامارات العربية المتحدة للتوصل الى حل سلمي لإنهاء احتلالها للجزر الاماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وذلك عبر الحوار والمفاوضات المباشرة او من خلال اللجوء الى التحكيم الدولي بما يتوافق مع ميثاق الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي .  واكد معاليه أهمية هذه الدورة الوزارية في ظل تمدد ظاهرة الاٍرهاب في العالم العربي والتي ترجع بالأساس الى عدم فاعلية إدارة الأزمات في حل الصراعات بالمنطقة .وقال ان النزاعات المتأججة والحروب الدامية التي تمر بها المنطقة تستمد قوتها من أطراف لا ترغب بالسلام ، وضعت نصب أعينها اهدافا ضيقة وكرّست طاقاتها ومواردها في دعم التطرّف والارهاب والطائفية بما يقوض بناء الدولة الوطنية ويعيق التنمية المستدامة للشعوب ويشكل تهديدا ليس للامن الوطني فقط بل للامن الاقليمي والدولي .وطالب في الإطار ذاته بضرورة وضع سياسات واجراءات واليات قانونية وتشريعية ضمن الإطار العربي قابلة للتنفيذ ومكافحة هذه الجرائم. وحول تطورات القضية الفلسطينية، اكد ان الممارسات الخطيرة والمخالفة للشرعية الدولية التي اتخذتها اسرائيل في محاولة منها لتغيير الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس عبر المساس بهويتها وبالمقدسات الاسلامية والمسيحية هو امر مرفوض يلتزم العمل على ضمان عدم تكراره. وقال ان استمرارية احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية يشكل عامل أساسي لعدم الاستقرار الاقليمي .واكد على ضرورة التوصل لتسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية مبنية على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وحول الأزمة اليمنية، اكد قرقاش أن دولة الامارات ترى أهمية الالتزام الكامل بدعم الشرعية الدستورية والحفاظ على وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض التدخل في شؤونه الداخلية ، مشددا على اهمية الحل السياسي في اليمن والذي يجب ان يعتمد على أسس ومرجعيات واضحة تتمثل في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني والقرارات الدولية بما فيه قرار مجلس الامن رقم 2216. كما اكد دعم الامارات لجهود المبعوث الاممي في سعيه لإيجاد تسوية سياسية للازمة اليمنية بين اطياف الشعب اليمني الشقيق. وحول الأزمة السورية اكد قرقاش ضرورة احتواء الأزمة السورية والسعي للتخلص من الجماعات الارهابية والمتطرفة وبالأخص تنظيم داعش الذي بدأ بنقل  عناصره من الحدود السورية اللبنانية الى الحدود العراقية. واكد دعم دولة الامارات لجهود الامم المتحدة في عقد مفاوضات مع أطراف الأزمة السورية، مطالبا جميع الأطراف بالالتزام بالقوانين الدولية ووقف جميع اعمال العنف ضد المدنيين وحمايتهم وتوفير ممرات لايصال المساعدات الانسانية للشعب السوري الشقيق. ودعا الى مساعدة دول الجوار السوري لاستيعاب اللاجئين والعمل على الوصول الى النازحين في داخل سوريا بما في ذلك عبر الحدود للتخفيف من معاناتهم . كما اكد دعم دولة الامارات لجهود العراق في حربها على تنظيم داعش وانتزاع وتطهير مناطقها من سيطرة التنظيم الارهابي مشيدا بتضحيات ابناء الشعب العراقي مسنودة بقوات التحالف الدولي. وحول التطورات في ليبيا اكد دعم الامارات لكافة الجهود الدولية والاقليمية الساعية لتحقيق التوافق الوطني بما يساهم في تحقيق وحدة واستقرار ليبيا من منطلق الايمان بان الحوار الليبي الليبي والاتفاق السياسي الليبي هو السبيل الوحيد للسير بالعملية السياسية قدما. ورحب بجهود غسان سلامة كمبعوث اممي جديد الى ليبيا متمنيا ان يضيف زخما جديدا لعملية الحوار السياسي . واعرب عن القلق ازاء تدهور الوضع الاقتصادي في ليبيا مؤكدا اهمية مواصلة تقديم المساعدات الانسانية لليبيين في جميع المناطق. وجدد التأكيد على ضرورة ان تتجه الدول العربية والمجتمع الدولي نحو التحرك العاجل والفاعل لمعالجة جذور ومسببات الازمات في المنطقة والتصدي للاطراف الراعية لتلك المخططات والمحتضنة لها ، مع ضمان ان يكون الاطار العربي هو المرجعية بعيدا عن اية تدخلات خارجية لان العرب انفسهم هم الاجدر على حل قضاياهم. وثمن قرقاش الجهود التي تقوم بها السعودية في تنظيم الحج والتي تكللت بالنجاح هذا العام، وتدعمه ارادة سياسية صلبة وعزيمة ادارية واستثمار ضخم لتسهيل الحج واستقبال ضيوف الرحمن. واكد مجددا وقوف دولة الامارات مع مصر حكومة وشعبا في التصدي للارهاب الغاشم ، وقال نحن واثقون ان مصر قادرة بارادتها وتاريخها على القضاء على تحدي الارهاب واجتثاثه .واكد دعم الامارات لاشقائها العرب لارساء اسس التنمية والامن والاستقرار والسلام في المنطقة العربية انطلاقا من مبادئ راسخة تؤكد مسؤوليتها في محيطها العربي بما يحقق طموحات الشعوب العربية في البناء والتنمية والاستقرار .

مشاركة :