خصت صحيفة فيننشيال تايمز البريطانية الحرب السعودية على اليمن وتسببها في كارثة إنسانية، بافتتاحية، قالت فيها إن الحرب الأهلية هناك، التي تحولت إلى جحيم جديد بعد قرار نظام آل سعود توجيه قوته الجوية لتدمير الحوثيين، تدمر بشكل سريع ما تبقى من أفقر دول العالم العربي. وأضافت الصحيفة، أن حروب العراق وسوريا غطت على حرب اليمن، مشيرة إلى أن هذه الدولة العتيقة تم تجاهلها بشكل كبير من دول العالم مع أن شعبها يواجه كارثة، محذرة من أن الوقت ينفد. وكانت فيننشيال تايمز قد كتبت تقريراً مروعاً عن حرب اليمن، وترجمته «العرب» في وقت سابق، يصف أهوال الأزمة الإنسانية، إذ تقول الأمم المتحدة إن ثلثي الشعب اليمني يواجه نقصاً في الغذاء والماء النظيف، فيما يقف ربع الشعب على حافة المجاعة، وسط تفشي وباء الكوليرا، وقتل الحرب لأكثر من 10 آلاف يمني. وترى الصحيفة أن السعودية تحت حكم محمد بن سلمان ولي العهد الذي أطلق حرب اليمن بزعم مواجهة إيران ومنعها من توسيع محوريها الشيعي، لكنه بالغ في الدعم الإيراني المقدم للحوثيين، قائلة إن إيران سعيدة بالطبع لتضخيم السعودية نفوذها السياسي، وإن لم يكن بهذه القوة. وأضافت أن نظام آل سعود وحلفاءه من الولايات المتحدة ونظام آل زايد في الإمارات فشلوا في تنصيب نظام تابع لهم برئاسة عبدربه منصور هادي، فلم ينجحوا حتى الآن من استعادة العاصمة صنعاء، لدرجة أنهم قصفوا المشافي والمدارس والجنائز والمساجد والأسواق، فضلاً عن خلق بيئة ملائمة لتنظيم القاعدة في الجنوب. واعتبرت الصحيفة البريطانية أن تهور محمد بن سلمان لعب دوراً في مشكلة اليمن، حيث يعتبر سجل بن سلمان في اليمن كارثياً، مقارنة بنظام آل سعود التاريخي. وتسرد الصحيفة كيف استخدم السعوديون مبدأ فرق تسد بين القبائل والأطراف اليمنية التي تتسم بطابعها القبلي والانفصالي، مضيفة أن السعودية لم تفعل شيئاً لمساعدة اليمنيين في بناء أمتهم، مفضلة بناء مساجد تخدم وجهة نظرهم المتشددة عوضاً عن تشييد بنية تحتية معاصرة تخدم دولة فقيرة معظم بيوتها لا تتصل بماء جار. ودعت الصحيفة دول العالم إلى ضرورة إحداث وقف إطلاق نار، لأن ما يحتاجه اليمن الآن هو إنهاء معاناته.;
مشاركة :