أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ستواصل إجراءاتها ضد الدوحة حتى تغير سياستها، وتسبب وصف قطر لإيران بـ«الدولة الشريفة»، خلال الاجتماع الوزاري العربي بالقاهرة، في ردّ سعودي مصري غاضب. وقال معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، أمس، إن الإجراءات التي اتخذت ضد قطر جاءت بسبب توجه الدوحة الداعم للتطرف، مجدداً الدعوة إليها للتراجع عن دعم الإرهاب. وأوضح معاليه، في كلمة أمام اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، أن إجراءات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ضد قطر جاءت بسبب توجه الدوحة الداعم للتطرف والإرهاب والتدخل في شؤون دول المنطقة. وعقدت دورة الجامعة العربية برئاسة محمود علي يوسف، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جيبوتي، خلفاً لنظيره عبد القادر مساهل، وزير الشؤون الخارجية الجزائري، وبمشاركة وزراء الخارجية العرب ورؤساء الوفود المشاركة، وبحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.مواصلة الإجراءات وأكد معاليه أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ستواصل إجراءاتها ضد الدوحة حتى تغير سياستها، مشيراً إلى أن دولة الإمارات ترى أن الحل ليس في التصعيد وإنما في الحوار السياسي. وقال: «هدفنا لا يقتصر على دولة قطر، ولكن نحن ضد سياستها، وسوف نواصل إجراءاتنا ضد قطر حتى تغير سياستها». ودعا قرقاش إيران إلى حل سلمي لإنهاء احتلالها الجزر الإماراتية الثلاث، عبر الحوار المباشر والتحكيم الدولي. وأكد ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله، مبدياً دعم الإمارات لإيجاد تسوية للأزمة اليمنية، وفقاً لمخرجات المبادرة الخليجية والحوار الوطني وقرار الأمم المتحدة. وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري: «نعلم جميعاً التاريخ القطري في دعم الإرهاب، وما تم توفيره لعناصر متطرفة وأموال في سوريا واليمن وليبيا وفي مصر، وأدت إلى استشهاد العديد من أبناء مصر»، فيما أكد محمود علي يوسف، في كلمته، أهمية بذل الجهد لتوحيد الكلمة ورص الصفوف في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة. ودعا إيران إلى الكف عن تدخلاتها في شؤون المنطقة وإنهاء احتلالها الجزر الإماراتية الثلاث. ولم يمر افتتاح أعمال الدورة الـ148 العادية لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية بسلام، إذ استفز وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، سلطان بن سعد المريخي، الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بتصريحاته، وبرّر علاقات بلاده بإيران، قائلاً إنها «دولة شريفة»، ما استدعى رداً سعودياً ومصرياً غاضباً. وقال المريخي: «إذا كنتم متخيّلين أنكم تضروننا في شيء، فالضرر على الخليج العربي كله». وردّ سفير السعودية لدى مصر ومندوبها لدى الجامعة أحمد قطان، قائلاً إن قطر ستندم على علاقاتها بإيران، مذكّراً بالتآمر الإيراني على دول الخليج. وقال: «يقول مندوب قطر إن إيران دولة شريفة! والله هذه أضحوكة! إيران التي تتآمر على دول الخليج.. التي لها شبكات جاسوسية في البحرين والكويت أصبحت دولة شريفة.. التي تحرق سفارة السعودية.. هذا هو المنهج القطري الذي دأبت عليه». وأضاف: «هنيئاً لكم إيران، وإن شاء الله عمّا قريب سوف تندمون على ذلك». ورفض وزير الخارجية المصري سامح شكري ما تضمنته كلمة الوزير القطري، وقال: «نحن لا نقبل بما تحدث به مندوب قطر، ونعتبر كلامه خارجاً.. لا يجب أن يثار، وأن أسلوبه غير مقبول». وقال إن ما ذكره مندوب قطر مهاترات غير مقبولة، وإن الدوحة مستمرة في دعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في دول المنطقة.استهداف السعودية وسبق هذا الجدل السعودي المصري مع مندوب دولة الإرهاب القطري، إفشال الأمن السعودي مخطّطاً إرهابياً لتنظيم داعش، لاستهداف مقرين لوزارة الدفاع بعملية انتحارية بواسطة أحزمة ناسفة، إذ نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول في رئاسة أمن الدولة، أنّ قوات الأمن اكتشفت وأحبطت مخطّطاً إرهابياً في عملية نوعية أسفرت عن القبض على الانتحاريين المكلفين بتنفيذها. وهما أحمد ياسر الكلدي وعمار علي محمد، قبل بلوغهما المقر المستهدف وتحييد خطرهما، والسيطرة عليهما من قبل رجال الأمن، حيث اتضح من التحقيقات الأولية أنهما من الجنسية اليمنية، واسماهما يختلفان عما هو مدوّن بإثباتات الهوية التي ضبطت بحوزتهما. وألقي القبض أيضاً على شخصين سعوديي الجنسية. كما تمكّنت رئاسة أمن الدولة من ضبط خلية تجسس كانت تقوم بأنشطة استخباراتية لمصلحة جهات خارجية. ووفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول، فإنّه تمّ خلال الفترة الماضية رصد أنشطة استخباراتية لمجموعة من الأشخاص يعملون لمصلحة جهات خارجية، مضيفاً أنّ المجموعة عملت ضد أمن المملكة ومصالحها ومنهجها ومقدراتها وسلمها الاجتماعي، بهدف إثارة الفتنة والمساس باللحمة الوطنية. وأكّد المصدر أنّه تمّ تحييد خطرهم والقبض عليهم بشكل متزامن، وهم سعوديون وأجانب، ويجري التحقيق معهم للوقوف على كامل الحقائق عن أنشطتهم والمرتبطين بهم.
مشاركة :