أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء أن قطاع غزة لا يمكن أن يبقى "على المدى البعيد (..) معزولا عن العالم"، مؤكدا أن سكان القطاع بحاجة لأن يشعروا بوجود "امل" بالمستقبل، ودعا أوباما في خطاب ألقاه في ختام قمة أفريقية أميركية استضافتها واشنطن لثلاثة أيام إلى تثبيت التهدئة الموقتة السارية بين إسرائيل وحركة حماس، وقال: إن هدف الولايات المتحدة الآن هو ضمان استمرار وقف إطلاق النار وتمكن غزة من الشروع في عملية إعادة الإعمار. وأكد أن الولايات المتحدة تدعم المحادثات الجارية بين إسرائيل وحماس في القاهرة بهدف إحلال هدنة دائمة في غزة، لكنه أضاف: على المدى البعيد، يجب أن يكون هناك اعتراف بأن غزة لا يمكن أن تتحمل البقاء دائما في عزلة عن العالم. وشدد على أن الفلسطينيين العاديين الذين يعيشون في القطاع الفقير الخاضع لسيطرة حركة حماس والذي تفرض عليه اسرائيل حصارا "هم بحاجة للأمل، لرؤية غزة تنفتح كي لا يشعروا أنهم يعيشون داخل أسوار"، وأعرب أوباما عن قلقه لعدد المدنيين الذين قتلوا في النزاع، وأشار أوباما إلى أنه ساند بشكل ثابت على الدوام حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وجدد انتقاداته لحركة حماس معتبرا أن الحركة تصرفت بشكل "غير مسؤول إلى حد بعيد" بإطلاقها صواريخ على إسرائيل. وقال: "ليس لدي أي تعاطف تجاه حماس، ولكن لدي تعاطف كبير مع السكان العاديين الذين يعانون في غزة"، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة ضمان أمن إسرائيل، واكد أوباما على وجوب أن يشعر سكان إسرائيل بأنهم "لن يقصفوا مجددا بالصواريخ على غرار ما رأينا في الأسابيع الأخيرة". ورأى أوباما أن جهود التفاوض يجب أن يشارك فيها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وسط مخاوف أميركية من أن يكون النزاع الأخير عزز موقع حماس. وقال أوباما: إن السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس أبدت "حسا بالمسؤولية" بسعيها إلى حل الدولتين. وقال: "أعتقد أن (ابو مازن عباس) صادق في توقه إلى السلام لكن (السلطة الفلسطينية) أضعفت على ما اعتقد خلال هذه الآلية". وتابع: "إن سكان الضفة الغربية أيضا قد يكونون فقدوا الثقة أو فقدوا الأمل حول كيفية المضي قدما". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دعا الأربعاء إلى أن تلعب السلطة الفلسطينية "دورا كبيرا" في قطاع غزة، بعدما كانت إسرائيل رفضت التعامل مع حكومة تكنوقراط فلسطينية موحدة تشكلت بعد توقيع اتفاق مصالحة بين عباس وحماس.
مشاركة :