شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ أدان مفتي مصر الدكتور شوقي علام بشدة، الاعتداء الذي تعرض له جنود الأمن المركزي في مدينة رفح بسيناء، وأدى إلى مقتل 25 جنديا مصريا من قوات الأمن المركزي المصري وإصابة آخرين، ودعا الدكتور علام إلى اتخاذ مختلف الإجراءات الحازمة لحماية الجنود المصريين، مطالبا الأجهزة المعنية والتنفيذية باتخاذ الإجراءات المطلوبة لمواجهة هذه التحديات الخطيرة والضرب بيد من حديد لحماية سيناء والسيادة المصرية. وجدد مفتي مصر إدانته الكاملة للعنف والإرهاب بكل أشكاله التي حرمها الإسلام تحريما قاطعا، محذرا المصريين عامة والشباب خاصة من التورط في اقتتال واحتراب لا شرعية دينية له ولا مصلحة فيها إلا لأعداء مصر في الداخل والخارج. وقال: بداية أتقدم بخالص العزاء لجميع الأسر المصرية التي فقدت ذويها في الأحداث الأخيرة ولأسر الشهداء من رجال الجيش والشرطة في سلسلة الاعتداءات التي كانت آخر حلقاتها المجزرة الإرهابية التي وقعت في رفح صباح اليوم (أمس)، وأضاف إنا نعبر عن إدانتنا الكاملة للعنف والإرهاب بكل أشكاله التي حرمها الإسلام بكافة أشكالها، فإننا نحذر المصريين عامة والشباب خاصة من التورط في قتالٍ لا شرعية له ولا مصلحة فيها إلا لأعداء الوطن في الداخل والخارج. وأضاف انطلاقا من دور الإفتاء ولبيان الحكم الشرعي فيما تستفتى فيه الدار أو فيما ترى أنه يحتاج إلى بيانٍ بغير سؤال يوجه إليها وفق منهجية الأزهر الشريف، واطلاعا من واجبها الشرعي، فقد وجدنا أنه من الضروري في هذه اللحظات الدقيقة أن نوجه كلمة للأمة نخاطب فيها ضمير المصريين جميعا. وتضمنت كلمة مفتي مصر سبعة أمور مشخصا بها الواقع ومحذرا من تداعياته، وقال: أولا: يجب على جميع المصريين الحفاظ على مؤسسات الدولة ضد أي اعتداء يقع عليها بأية وسيلة كانت لأن هذا الفعل جريمة ويعاقب عليها الشرع والقانون، ثانيا: إن حمل السلاح في التظاهرات والاعتصامات حرام شرعا وهو مظنة القتل والاعتداء على الأرواح والمؤسسات وحمله واستخدامه في المظاهرات السلمية التي تعتبر وسيلة للتعبير عن الرأي دون عنف أو ترويع ينفي عن هذه المظاهرات سلميتها، ثالثا: على أجهزة الأمن تطبيق مبدأ سيادة القانون ومنع الخروج عليه وتقديم الخارجين عليه للعدالة، رابعا: إن ما تعرضت له دور العبادة من انتهاكات وخرق وتدمير أمر يرفضه الشرع الشريف، خامسا: نؤكد على ضرورة أن يدرك المصريون جميعا مساحة المشتركات بينهم داخل المجتمع المصري، وهي بفضل الله كثيرة وهذا يقتضي أولا لفت الانتباه إلى أن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم لم يكونوا أبدا بلا خلاف وما سمعنا يوما عن عداوة بينهم ولا تنازع ولا سب ولا تفسيق ولا تبديع ولا تخوين، ومن أهم هذه المشتركات التي ينبغي التأكيد عليها مفهوم الوطن ومصالحه العليا باعتبارها من أهم المساحات المشتركة بين جميع المصريين الآن، الأمر الذي يحتم علينا جميعا بذل كل الجهود للحفاظ عليه وعلى مقدراته ومؤسساته وخيراته، وندعو الجميع إلى إدراك حقيقية مهمة هي أن السفينة لو تم خرقها ستغرق الجميع ولا نجاة لأحد ومصر هي سفينتنا جميعا، وقد أمر الدين الإسلامي بالتصدي إلى من تسول له نفسه خرق السفينة بالضوابط المعتبرة عند أهل العلم والاختصاص، سادسا: نؤكد أن استخدام الفتاوى الدينية وتسخيرها في تعميق الخلاف والشقاق بين المسلمين، وأبناء الوطن الواحد وإلصاق التهم للناس بغير وجه حق هو أمر ممقوت ومحرم شرعا، سابعا: نرجو نشر ثقافة أمانة الكلمة، لا سيما في هذه الأوقات فرب كلمة طيبة تكون سببا في حقن الدماء وتقريب الفرقاء، ورب كلمة خبيثة تكون سببا في إزهاق الأرواح وزيادة الشقاق بين أبناء الوطن الواحد، لذا فإننا نؤكد أنه يجب على الجميع أن يراقب الله تعالى في ما يقول وأن يكون التثبت هو المنهج الذي يتبعه الجميع في التعاطي مع الأحداث والوقائع وليكن شعارنا جميعا فليقل خيرا أو يصمت. واختتم كلمته فإننا نبشر جموع المصريين أن الله لن يضيع مصر وسيحفظها من كل مكروه وسوء ونطلب من الجميع أن يلحوا في الدعاء إلى الله أن يخرج مصر من أزماتها أشد عافية وأصلب عودا وأن يجمع القلوب وأن يؤلف بينها وأن يحفظ وحدتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
مشاركة :