أفشلت اليقظة الأمنية، محاولة جديدة للتنظيم الإرهابي «داعش» الذي يحاول يائساً عبر عمليات «نوعية» داخل المملكة، إعادة الأضواء إليه، إذ اخفق في تطبيق استراتيجية «الذئاب المنفردة» التي استهدفت أفراداً من المدنين ورجال الأمن أخيراً، فيما يحاول التنظيم تحقيق «انتصارات وهمية» بتطبيق استراتيجية التنظيم الإرهابي الأم «القاعدة» بمحاولة تنفيذ عمليات كبرى تستهدف أجهزة أمنية داخل المملكة، إلا أن رئاسة أمن الدولة أحبطت المخطط الإرهابي قبل تنفيذه. التنظيم الذي خرج من رحم أكثر التنظيمات تطرفاً وهو «القاعدة» فقد أخيراً الضجة الإعلامية التي حاول الحصول عليها منذ إعلان خلافته المزعومة في 29 حزيران (يونيو) 2014، إذ حرص على خوض حروب إعلامية لمحاولة إثبات حضوره ونشر «انتصارات التنظيم الوهمية»، إضافة إلى التحريض والحشد والدعوة إلى تنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة، إلا أن اليقظة الأمنية والوعي الأمني أفشلا مخططات التنظيم الوحشي، ما جعله يلجأ إلى استراتيجية تنظيم القاعدة في محاولة يائسة لاستهداف جهات أمنية كبرى. وأوضح الباحث المختص في الشؤون الأمنية أحمد الموكلي لـ«الحياة» أن الجماعات الإرهابية مارست خلال الفترة الماضية، خصوصاً «داعش» و«القاعدة» في المملكة وبعض الدول، عمليات سريعة خاطفة باتت تعرف بعمليات «الذئاب المنفردة»، لكن هذه العمليات لم تجدِ نفعاً لأسباب عدة، منها الخبرة الكافية للجهات الأمنية ذات العلاقة، التي باتت تعرف كيف تتصرف مع مثل هذه العمليات، وكذلك سهولة إحباطها لأنها عمليات فردية، وغالباً من يقوم بها لا يملك الخبرة الكافية، على عكس ما كان موجوداً لدى الجيلين الأول والثاني من هذه التنظيمات التي تدربت في مناطق الصراع كأفغانستان والعراق على مثل هذه العمليات أو العمليات النوعية. وأشار إلى أن نتائج هذه العمليات أصبحت لا تحقق حتى أدنى ما تتوقعه هذه الجماعات التي تتمثل في الضجة الإعلامية والتغذية الراجعة عنها، وتخويف الشعوب التي أصحبت تعي مثل هذه الممارسات. وأضاف: «لم يغب تنظيم (داعش) خلال الفترة الماضية، بل كانت هناك محاولات للقيام بعمليات في المملكة وقد أحبطت قوات الأمن ما يزيد على 10 عمليات خلال 2017، لكن التنظيم الإرهابي بدأ يعود للاستراتيجية التي انتهجها تنظيم القاعدة، وهي العمليات النوعية بمعنى أنه يقوم بعملية نوعية عبر فترات زمنية متباعدة كأحداث أيلول (سبتمبر) أو العمليات التي حدثت في المملكة ما بين 2003 و2006». ولفت إلى أن استهداف وزارة الدفاع بعملية انتحارية منظمة كان الدافع من ورائه محاولة تنفيذ «عملية نوعية» تحقق من خلالها خسائر بشرية في صفوف الجنود وتحدث ضجة إعلامية للتنظيم توحي بأنه ما زال موجوداً وقادراً على القيام بعمليات من هذا النوع محفزة لأفراد التنظيم من جهة، ومن جهة أخرى لاستقطاب المزيد من الأتباع. وحول اختيار وزارة الدفاع قال الموكلي: «لا شك أن وزارة الدفاع تعتبر هدفاً نوعياً كبيراً لهذه الجماعات، كما هو الحال وزارة الداخلية التي حاول تنظيم القاعدة قبل ذلك استهدافها، إضافة إلى أن من يحمل لواء الحرب على الإرهاب على المستوى الدولي هو وزيرها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، الذي استطاع وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، إضافة إلى القمم التي عقدت في الرياض بحضور الرئيس الأميركي، وانتهت إلى مجموعة من القرارات وتوصيات لمكافحة الإرهاب وتمويله». وبيّن أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات في هذا الشأن كإنشاء مركز اعتدال، وهذه الجماعة تظن بأن استهدافها لوزارة الدفاع هو استهداف لشخص ولي العهد، بحيث تشكل محفزاً معنوياً لهذه الجماعات وأمام أنصارهم وداعميهم، وكذلك تعدها رسالة إلى الجهات الأمنية والعسكرية في المملكة بأنها قادرة على تنفيذ عمليات من هذا النوع.
مشاركة :