أحمد حمدي يكتب: الناس دي بتاخد فلوس كتير ليه؟ تعالى وأنا أقولك

  • 9/13/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

دائمًا ما نسمع عن أرقام تحمل 6 أصفار كاملة كلما تعلق الأمر بانتقال لاعب كرة قدم من ناد إلى آخر أو راتب لاعب كرة قدم في السنة، كذلك نسمع عن أرقام كبيرة توضع في عقود المصارعين المحترفين، ودائمًا يطرح التساؤل حول أسباب حصولهم على كل هذه الأموال التي ربما إذا ما نظرنا إليها نجد أن مرتب واحد منهم في السنة ربما يساوي مرتبات بعضنا في حياتنا كلها بل وقد يفيض، هل يستحقونها إذًا؟ ماذا فيما يقدمون يستحق كل هذه الأرقام والأصفار؟ دعنا ننظر في هذا الأمر بتمعن. أغلبنا من الذكور تحديدًا حلمنا بلعب كرة القدم ونحن صغار، بعضنا انضم بالفعل لأكاديميات كرة قدم أو لمراكز شباب أو غيرها، كم منا كانت لديه موهبة حقيقية ليكمل ممارسة اللعبة في مستويات أعلى؟ هذه هي النقطة الأولى، الموهبة، عدد الموهوبين في اللعبة قد لا يتعدى نسبة الـ10% من ممارسيها، لذا لم يستطع أغلينا ومعنا ملايين البشر حول العالم في الوصول للعب لأندية حتى في الدرجة الرابعة أو الخامسة، وكذلك الأمر في عالم مصارعة المحترفين، فهي تعتمد على عاملين أساسيين موهبة التمثيل والتحدث في الميكروفون والقوة البدنية، الثانية يمكنك اكتسابها لكن الأولى ليست بهذه السهولة، لذا شاهدنا العديد من المصارعين لا يستمر سوى أيام ويختفي، كذلك فشل الملايين في الالتحاق باتحادات المصارعة الحرة. إيفا ماري لم تكن لديها الموهبة المطلوبة للعمل في المصارعة الحرة ورحلت دون ترك أي بصمة في WWE دعنا نسأل سؤال آخر، كم مرة اشتركت في الجيم ثم لم تنتظم بعد عدة أيام، كم مرة بدأت التدريب في لعبة ثم تركتها بعد أشهر أو ربما أسابيع؟ هنا تكمن النقطة الثانية، الالتزام والمواظبة، لا يتمتع جميعنا بالالتزام والمواظبة على التمرين، لا يكفي أن تتمنى ظهور الـ Six Packs فعليك العمل للحصول عليها، وكذلك كرة القدم، لا يكفي أن تتمنى اللعب في المستويات العليا فالأمر يحتاج لمجهود رهيب والتزام كبير، وهو الأمر الذي حين فقده كبار اللاعبين فقدوا مراكزهم، ولنا في رونالدينيو عبرة. لاعب ككريستيانو رونالدو هو مثال للالتزام فيتدرب يوميًا من 3-4 ساعات ويتبع نظام غذائي صارم ليستطيع الحفاظ على جسمه وعلى مستواه وعلى قدرته في اللعب في المستوى العالي، هل يمكننا جميعًا أن نلتزم في الدايت لعدة أشهر عوضًا عن سنوات طويلة؟ معظمنا لا يستطيع ويسقط أمام إغرائات الطعام وصوص الجبن والدجاج المقلي والفطائر والبيتزا والشيكولاتة، لا يمكن للاعبي كرة القدم أكل هذه الأشياء كما يفعل معظمنا، وكذلك يسري الأمر على المصارعين، فهل تعلم ماذا يأكل جون سينا طوال اليوم، إليك نظامه الغذائي الذي يحتوي على 7 وجبات، الأولى تحتوي على الشوفان والبيض، والثانية تحتوي على بروتين بار، والثالثة هي أرز بني وخضروات وقطعتين من صدور الدجاج (ليست مقلية بالطبع)، أما الوجبة الرابعة فتحتوي على قطعة خبز من القمح الخالص وتونة، ثم يأكل في الخامسة موزة ويشرب بروتين شيك، والسادسة أرز بني وخضروات وسلطة بالدجاج أو السمك، وينهي يومه بوجبته السابعة وتحتوي على الجبن قليل الدسم، فهل يمكنك أن تعيش هكذا طوال عمرك؟ ننتقل لسؤال جديد، هل يمكنك أن تنام كل يوم في مكان مختلف وسرير مخلف وتقضي ساعات طويلة يوميًا في السفر من مدينة إلى أخرى ومن بلد إلى أخرى؟ قد يبدو الأمر حين تنظر إليه مشوقًا إلا أنه على المدى البعيد مرهقًا جدًا، كما تفقد إحساسك بالمنزل بالبيت، وتفقد ترابطك مع العائلة، لن يراك أبناءك وهم يكبرون يومًا تلو الآخر، ولن تقضي وقتًا مع زوجتك التي اختارت أن تشاركك حياتك، والدك ووالدتك تراهم بشكل عابر كل بضعة أشهر، هذه هي حياة المصارعين، وهي من أكبر التحديات التي تواجهم حين ينضمون لأعلى مستوى في WWE، كم منهم يمكنه تحمل هذه الحياة الصعبة؟ كذلك لاعبي كرة القدم، ينتقلون من مدينة إلى أخرى ومن دولة إلى أخرى للمشاركة في المباريات، لكن ربما جدولهم أقل إرهاقًا من جدول المصارعين، لكن كلاهما يشترك في مشكلة أخرى، ليس عليك أنت أن تعيشها أو تعاني منها، وهي انعدام الخصوصية، أن تصبح نجمًا فهذا يعني أن خصوصيتك ستنعدم تمامًا لن تستطيع أن تأكل في مطعم دون أن ينظر إليك الجميع يعدون عليك القضمات، ولن يمكنك التمشية في الشارع والتأمل دون أن يوقفك أحد ليتصور معك أو توقع له أوتوجراف أو حتى يتبادل معك الحديث فقط، أي حركة ستحسب عليك وكل كلمة سترصد لك، وكل هفوة تنتظرها الكاميرات لتوثقها وتنشرها على الملأ، هذه هي حياة النجوم فكم منا يمكنه أن يعيشها؟ نقطة أخيرة ننتقل لها، ما حجم الخطر الذي تتعرض له في عملك؟ معظمنا يعمل في المكاتب، فما نسبة إصابتك بقطع في الرباط الصليبي وأنت جالس على مكتبك؟ وما نسبة أن تصاب بكسر في أنفك وأنت تكتب على الكمبيوتر أو أن تصاب بارتجاج في المخ من أجل إرضاء رؤسائك في العمل وترقيتك؟ هذا ما يتعرض له لاعبي كرة القدم والمصارعة في رياضتهما، فالأولى تحتوي على تدخلات واشتباكات عنيفة، ورأينا كثيرًا إصابات مروعة في كرة القدم، ودائمًا ما يكون الخطر حاضر في الملعب أن يصاب اللاعب حتى دون تدخل بحركة خاطئة أو قفزة تبعها سقوط غير منضبط، وكذلك المصارعين يحتوي عملهم على مجهود بدني شديد، ورغم أنهم مدربين تدريب عالي، إلا أن الإصابات كثير ما تحدث في الكتف والركبة والأنف والأيدي، كذلك أصيب كثير من المصارعين بكسور في الرقبة وارتجاجات في المخ، فسر اعتزال النجم «إيدج»، على سبيل المثال، كان إصابة في رقبته أخبره الأطباء أنها إذا عاودته ستتركه مشلولًا تمامًا، كذلك ابتعد شون مايكلز عن المصارعة لـ5 سنوات كاملة بعد إصابته بكسر في ظهره، ورحل دانيال براين عن الحلبة لنفس السبب، الإصابة التي قد تتركه مشلولًا في حالة مكابرته واستمراره. باختصار، هؤلاء يحصلون على كل هذه الأموال في رأيي لأنهم يدفعون حياتهم وصحتهم وراحتهم وراحة كل من حولهم في المقابل، وحياة الإنسان لا يساويها أي أموال.

مشاركة :