تَبدَأ رَسَائِلُ التَّهنئةِ والمُبَاركات؛ لاقترَابِ حلُولِ شَهرِ رَمضَان المُبَارك، فتَقتحم جوّالي مِن خِلال رَسَائِل الوَاتس أب؛ في أوَاخر شَهر شَعبان، إلَى أوّل أيَّام الشَّهر الفَضيل..! لقَد غرّدتُ في مَوقع التَّواصُل الاجتمَاعي الشَّهير تويتر، حَول هَذه الحَركة المُعتَادة والرّوتينيّة، بـنَاصية قلتُ فِيها: (سَامح الله الأحبَاب والأصحَاب، مِن أَمس وأنَا شغّال أَمسَح رَسَائِل التَّهنئة برَمضان؛ أَمسَحها لأنَّها مَشاعر إلكترونيّة تَعتمد عَلى النَّسخ واللَّصق)..! وجَاءت كـالعَادة- الرّدود المُختلفة، والتَّفَاعُلات النّشطة، مِن المُتَابِعَات والمُتَابِعين الأعزّاء، مَا بَين المُؤيِّدة والمُعارِضة بحججٍ قَويّة، وكَان مِن أبرَز المُعلِّقين المُعارضين؛ مُتابع يَحمل اسم الشّيخ، الذي كَتَب مُؤكِّداً: (أن يَنسخ شَخص مَا رِسَالة جَميلة ثُمَّ يَبحث عَن اسمك ويُرسلها لَك، فهو شعُورٌ جَميل، لا يُمكن لشَخصٍٍ جَميل مِثلك أنْ يَتجَاهله)، فيمَا أيّده مُتابع آخر يَحمل اسم أنيَاب ذِئب، مُوضِّحاً بتَغريدة أُخرَى قَال فِيها: (القِيمَة في إرسَال التّهنئة في رمضَان؛ لَيست بمَا تَحويها الرِّسَالة، بَل بأهمّيتك عِند الشَّخص، واهتمَامه بِك، وتَذكُّرك بالتّهنئة)، ومِن الرّدود المُعَارِضة أيضاً قَول المُغرِّد ديزاستر: (كذا يَا دكتور أحمد اليتيم، تَدخل بالنَّوَايَا، وشيء حلو إنّك تصحى مِن نَومك؛ وتَفتح جوَّالك، تلاقي رسَائل تُبارك لَك برَمضَان)..! إلَّا أنَّني ومِن بَعد هَذه الرّدود، لا زلتُ أقول بأنَّه لَا حَاجة لِي برسَائل إلكترونيّة مُزيّفة ومُعلَّبة، فهي عَمليّة تتبع طريقة تَحديد الكُل، ومِن ثَمَّ إرسَالها لعشرَات ومِئَات الأشخَاص، كأدَاء وَاجب فَقط لا أكثَر، وللأمَانَة، فقد استَأجرتُ غُلاماً؛ لأجل مُسَاعدتي في مَسح وحَذف مِثل هَذه الرّسَائل، ووَهبتُه خَمسين ريَالاً مُقابل كُلّ سَاعة؛ يَقوم فِيها بعَملية المَسح..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: قَبل سنوَات قُلت بأنَّه؛ لَم يَعُد الشّعر ديوَان العَرب، بَل رسَائل الجوّال، والوَاتس أب، وتَغريدات تويتر هي الآن ديوَان العَرب، وهَا هو كَلَامي يَنطبق عَلى حَال أَغلب المُهنِّئين؛ بحلُول شَهر رَمضَان، مِن خِلال الرّسَائل الإلكترونيّة، عَوضَاً عَن غَيرها..!!! المدينة
مشاركة :