اعتبر وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يستغل الخلاف مع ألمانيا لصرف انتباه مواطني تركيا عن مشاكل البلاد الداخلية. وقال غابرييل، في مقابلة مع صحيفة "Nordwest Zeitung"، نشر نصها اليوم الأربعاء، "إن الرئيس أردوغان يستغل ألمانيا، معتبرا إياها عدوا خارجيا، لإخفاء المشاكل الداخلية في بلاده"، داعيا إلى " عدم المشاركة في هذه اللعبة". وأضاف غابرييل أن السلطات الألمانية تعاملت، على مدى وقت طويل، بـ"ردود فعل خفيفة" على التهجمات من قبل أنقرة، مضيفا أنه كان يتعين على برلين التصرف بصورة أكثر قسوة "سيما أن هناك مواطنين ألمان لا يزالون قيد الاعتقال في تركيا، وأن سلطات أنقرة أعلنت أكثر من 680 شركة داعمة للإرهاب". واعتبر وزير الخارجية الألماني أن "الضغوط الاقتصادية على أنقرة باتت فعالة". يذكر أن العلاقات بين تركيا وألمانيا تشهد توترا كبيرا منذ العام الماضي، وتدهورت بصورة حادة على خلفية سلسلة من الخلافات الدبلوماسية المتتالية لدرجة حتى وصف الخبراء التصعيد الحالي بين البلدين بـ"الأسوأ وغير المسبوق" خلال العقود الـ3 الأخيرة. وتسارعت هذه العملية على خلفية محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة، التي شهدتها تركيا ليلة 15 إلى 16 يوليو/تموز من العام 2016، حيث أعربت ألمانيا مرارا عن قلقها من حملة الاعتقالات والتطهير، المنفذة من قبل أنقرة ضد من تصفهم بالانقلابيين وأنصار تنظيم الداعية التركي المعارض فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة، والذي تتهمه السلطات التركية بالوقوف وراء هذا الحراك. وبدورها، وجهت أنقرة اتهامات للسلطات الألمانية، بما في ذلك المستشارة أنغيلا ميركل شخصيا، "بدعم الإرهابيين" بسبب رفضها تسليم بعض العسكريين الأتراك الذين طلبوا حق اللجوء السياسي في ألمانيا بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، وكذلك بسبب عدم تسليم برلين لأنقرة ناشطي "حزب العمال الكردستاني" المصنف إرهابيا من قبل السلطات التركية. وتفاقم الوضع أيضا على خلفية اعتقال السلطات التركية، في فبراير/شباط الماضي، الإعلامي الألماني من صحيفة "Die Wielt"، دينيز يوجيل، الذي أعلنته أنقرة "إرهابيا وجاسوسا"، فيما تم بعد ذلك اعتقال المترجمة الألمانية، ميشاليه تولو، وناشط حقوق الإنسان، بيتر شتويدتنير، الأمر الذي دفع حكومة ألمانيا لإصدار تحذير لمواطنيها من زيارة تركيا. وازداد الوضع تعقيدا بعد أن ألغت سلطات عدد من المدن الألمانية تجمعات وفعاليات سياسية للجالية التركية المحلية كان من المخطط أن تجري بمشاركة بعض الوزراء الأتراك في إطار الحملة قبل الاستفتاء التركي حول توسيع صلاحيات رئيس البلاد في أبريل/نيسان الماضي، وعلى إثر ذلك وجهت أنقرة اتهامات متكررة للحكومة الألمانية بتطبيق أساليب نازية ودعم الإرهاب، ما أثار غضب السياسيين في برلين. وتعرضت العلاقات الثنائية لضربة جديدة بعد اتخاذ ألمانيا قرارا بسحب قواتها المنشورة في قاعدة إنجرليك التركية إلى قاعدة الأزرق في الأردن، ردا على منع أنقرة النواب الألمان من زيارة هذه المجموعة العسكرية الألمانية. وفي آخر تطورات هذه الأزمة، أعلنت السلطات الألمانية، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، عن تجميد توريدات الأسلحة من ألمانيا إلى تركيا. وانعكست جميع هذه الحوادث بصورة سلبية للغاية على سير المفاوضات حول انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. ومن الجدير بالذكر أن ألمانيا توجد فيها أكبر جالية تركية في العالم تضم نحو 1.4 مليون نسمة. المصدر: وكالات + RT رفعت سليمان
مشاركة :