هشام جعفر:كشفت الجولة الأولى من دوري بنك البحرين الوطني «NBB» لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم تواضع مستوى بعض محترفي الأندية بناء على مشاهداتنا لخمس مباريات. لذا من المتوقع أن تشهد الأنية تحركات حثيثة للبحث عن محترفين جدد لتسجيلهم وتعويض انخفاض مردود اللاعبين الذين عوّلت عليهم الأجهزة الفنية، لكن الرهان الذي خسره غالبية المحترفين أظهر حاجة كبرى لتغييبهم عن التشكيلة في القريب العاجل واستبدالهم بمحترفين جدد، وقد يكون في القريب العاجل اي قبل انتهاء فترة التسجيل الاولى التي اقترب موعد إغلاقها. ومن المفارقات التي شاهدناها أن مستوى اللاعبين المحليين يفوق بنسب كبيرة ما يقدمه غالبية اللاعبين الأجانب في جميع الخطوط، بينما من المفترض أن يحدث العكس ويرفع المحترف مستوى الفريق، لكن الحاصل بعد انتهاء الجولة الأولى حاجة المحترفين للاعبينا المحليين. في المقابل فقد قدم بعض اللاعبين أنفسهم بشكل مرض ويتوقع استمرارهم في دوري بنك البحرين الوطني، وما يعجل برحيل البعض هو نظام الصعود والهبوط (المخيف)، إذ يقضي نظام الاتحاد البحريني لكرة القدم بهبوط تاسع وعاشر الترتيب مباشرة إلى دوري الدرجة الثانية، ويتقابل ثامن الترتيب مع ثالث أندية الدرجة الثانية في مباراتين، والفائز في مجموعهما يلعب مع أندية الدرجة الأولى في ظل منافسة أربعة أندية على الصعود لدوري الدرجة الأولى (البحرين، البسيتين، سترة والبديع).النجمة يسقط بطل السوبر اللافت في نتائج مباريات الجولة الأولى هو تفوق النجمة على بطل كأسي الملك والسوبر فريق نادي المنامة وأحد المرشحين للمنافسة على لقب دوري بنك البحرين الوطني بهدفين مقابل هدف واحد رغم تقدم المنامة. المثير في الأمر أن النجمة تفوق وهو الذي بقي في دوري الدرجة الأولى بصعوبة بالغة في الموسم الماضي، لكن بحسن قراءة مدربه الشاب علي عاشور للمباراة انتزع نقاط القاء كاملة وبتغييراته استطاع ضم النقاط المهمة جدًا؛ لأنها جاءت من أمام فريق يتوقع له الذهاب بعيدًا في المنافسة مع الأقوياء. وخلت الجولة الأولى من دوري بنك البحرين الوطني من التعادلات في الوقت الذي شهدت فيه الجولة الأولى من الموسم الماضي نتيحة التعادل، أما مباراة الصاعدين (الشباب والاتحاد) فقد كسبها الأول بهدف دون مقابل بصعوبة بالغة وهي مكسب كبير بالنسبة للماروني في سباق البقاء في الدرجة الأولى. المحرق يغيّر واقعه الموقف الذي وضع فيه نادي المحرق نفسه مع نهاية الموسم الماضي لم يعجبه، لذلك قاتل لاعبوه بقيادة مدربهم الوطني «المحنك» سلمان شريدة بقوة في أول مباراة أمام فريق الحد سعيًا منهم لتغيير الصورة التي ارتسمت في مخيّلة الجماهير المحرقاوية بشكل خاص وجماهير الكرة في البحرين عامة، ورغم ذلك فإن الخاسر فريق الحد لم يكن مستسلمًا بالرغم من مغادرة عشرة لاعبين قبل انطلاق الموسم وأدى مباراة متميزة ومرضية بالنسبة له. شبابنا أفضل من المحترفين القرار الذي اتخذه اتحاد الكرة بإشراك لاعبي تحت سن واحد وعشرين عامًا يبدو أنه خدم بعض الأندية، إذ كانت تلك العناصر هي الأبرز ومنهم على سبيل المثال لا الحصر لاعب نادي الرفاع المنتقل من نادي سترة محمد مرهون، ولعب بشكل متميز أفضل من غالبية المحترفين وصنع هدفين من أصل ثلاثة أهداف سجلها في مرمى النادي الأهلي، بالإضافة إلى بعض اللاعبين من هذا السن رغم الفترة القليلة التي اشتركوا فيها. الحرارة تغيّب الجماهير غابت الجماهير عن غالبية مباريات الدوري في الجولة الأولى ولم تحظَ بالمؤازة الجماهيرية إلا فرق المحرق والمالكية والحد، فيما البقية ساندتها أعداد قليلة جدًا في المدرجات. ويبدو أن عاملي الرطوبة والحراراة أثّرتا على أداء اللاعبين والحضور الجماهيري، ومن الطبيعي أن تختلف الصورة في الجولات المقبلة مع اعتدال الجو بالنسبة للجماهير واللاعبين. معدل تهديفي مرتفع والمالكية الأعلى ورغم الحرارة والرطوبة إلا أن المعدل التهديفي يعتبر مرتفعًا، إذ شهدت الجولة الأولى ستة عشر هدفًا بمعدل (3 أهداف أو هدفين) للمباراة الواحدة، عدا مباراة المالكية والرفاع الشرقي التي شهدت (7 أهداف) للفريقين، وهي البداية الأعلى التي يحققها البطل المالكاوي مما يؤكد لنا عن نواياه في مواصلة المنافسة خلال مشواره هذا الموسم من أجل الحفاظ على اللقب، وقد يعود ذلك لتواضع مستوى اللياقة لدى غالبية الأندية، إذ أن فترة الإعداد لجميع الفرق كانت في فترة حارة ورطبة جدًا، وهو وقت لا يساعد على بذل الجهد بالشكل المطلوب من اللاعب ولا يرضي الجهاز الفني، إلا أن طبيعة منطقتنا الحارة هي عذر اللاعب في عدم إظهار قدراته، لكن مع تحسّن الجو قريبًا ستتغير الأمور إلى الأحسن. توقيت المباراة الثانية مرفوض اشتكت بعض الأندية من تأخر انطلاق المباراة الثانية التي تنتهي بعد الساعة العاشرة والنصف، وهو وقت متأخر نوعًا ما وغير معتاد في المسابقات البحرينية، لكن اتحاد الكرة كان مجبرًا على ذلك؛ لأن اتفاقيته مع بنك البحرين الوطني قبل رعاية الدوري هو نقل أربع من أصل خمس مباريات في كل جولة عبر شاشة تلفزيون القناة الرياضية. لكن تأخر الوقت بشكل كبير دفع الاتحاد إلى تعميم خطاب يوضّح نيّته إعادة النظر في التوقيت بالتنسيق مع إدارة القناة الرياضية لتوفير عربة نقل لملعب آخر لنقل مباراتين في توقيت واحد بعد أن تعالت الأصوات الرافضة لتغيير التوقيت المعتمد، والتحركات قائمة من أجل ذلك.
مشاركة :