بغداد: «الخليج»، وكالات:يواجه استفتاء إقليم كردستان العراق رفضاً عراقياً واسعاً، بينما رفضت الجامعة العربية بالإجماع استفتاء الانفصال، في حين أيدت «إسرائيل» الانفصال متحدية الإجماع العربي. وصوّت مجلس محافظة صلاح الدين، أمس الأربعاء، على رفض إجراء استفتاء كردستان داخل حدود المحافظة. وقال المجلس في بيان، إن «مجلس محافظة صلاح الدين عقد جلسته الاعتيادية لمناقشة عدد من القوانين والإجراءات التي تخص المحافظة». وأضاف المجلس وفقاً للبيان، أنه «صوّت بالإجماع على رفض إجراء استفتاء كردستان داخل الحدود الإدارية للمحافظة»، مشيرا إلى أنه «يؤكد حق الكرد بتقرير المصير وفق الأطر الدستورية». وأكد المجلس أنه «يرفض أن تشمل مناطق شرق المحافظة بالاستفتاء»، مشددا على «حرص حكومة صلاح الدين على وحدة وسيادة العراق».وجدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، رفضه لاستفتاء إقليم كردستان. وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، أن «العبادي عقد في زيارته مدينة الناصرية، أمس، اجتماعا مع محافظ وأعضاء مجلس محافظة ذي قار بحضور عدد من النواب».وأكد رئيس الوزراء أن «من دواعي سرورنا أن نكون هنا في ذي قار الحضارة والثقافة والتضحية والشجاعة»، مبينا أن «أبناء هذه المحافظة كانوا سباقين في الدفاع عن العراق وترابه عندما تعرض عدد من مناطقه لاحتلال عصابات «داعش» الإرهابية، وقدموا الضحايا والجرحى لتحرير بلدهم، ولولا هذه التضحيات لما تحقق النصر».وتابع العبادي «إننا في المرحلة الأخيرة من تحرير أراضينا وسنستمر بتأهيل وتدريب قواتنا لأن الإرهاب يحاول وسيبقى يحاول وعلينا الحذر منه». وجدد العبادي «تأكيده على وحدة البلد وعدم دستورية استفتاء إقليم كردستان»، مبينا «أننا نعيش في وطن واحد ولا يمكن أن يتخذ إجراء من طرف واحد».وقال أول من أمس، إن استفتاء كردستان لا يمكن أن يجرى من طرف واحد لأن العراقيين يتعايشون في بلد واحد وتربطهم روابط تاريخية. وقال حيدر العبادي خلال جلسة الحكومة «إن مجلس الوزراء يجدد حرصه في الحفاظ على وحدة العراق والالتزام بالدستور والحوار لحل جميع المشاكل العالقة». وأضاف «نؤكد عدم دستورية قرار المضي بالاستفتاء وكذلك مخالفة إجراءات الاستفتاء مع القوانين النافذة في العراق إضافة إلى مخالفته القوانين المحلية النافذة في الإقليم نفسه».وقال للأكراد «نحن حريصون على تحقيق كل آمالكم وتطلعاتكم وتوفير الحياة الآمنة لكم جميعا، وقد حقق مواطنونا الكرد في العراق خلال فترة التعايش بعد عام 2003 ما لم يحققوه خلال قرون ماضية وهذا حقهم لأنهم مواطنون من الدرجة الأولى كباقي العراقيين».وحذر المجلس الأعلى الإسلامي، من خطورة دفع الأوضاع للصدام بين أبناء الشعب الواحد، مطالباً الشعب العراقي بإعلان موقفه الرافض لتقسيم العراق بالوسائل السلمية، داعياً رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى التحرك ضمن مسؤولياته الدستورية لمنع أية مقدمات تؤدي إلى التقسيم.وقالت الهيئة القيادية للمجلس في بيان، إنها «عقدت اجتماعاً مهماً حول التطورات الأخيرة الخطيرة في كردستان العراق، وتابعت باهتمام وقلق التطورات الخطيرة الأخيرة في ملف الاستفتاء على الانفصال لإقليم كردستان العراق، وخاصةً التحركات العسكرية الأخيرة باتجاه محافظة كركوك التي أقدم عليها رئيس الإقليم والتصعيد الإعلامي المرافق لها». وتابعت، «نكرر رفضنا القاطع لمشروع الاستفتاء على الانفصال وتعارضه مع الدستور الذي أسهم الكرد وبحماسة في كتابته وإقراره».وأعلن محمد البياتي، القيادي التركماني في ميليشيا «بدر» العراقية المسلحة، عن انتشار قوات «البيشمركة» الكردية في مناطق كركوك وداقوق وطوز خورماتو. وقال البياتي، في بيان: «هذه القوات لم تأت لغرض الاستفتاء، وإنما لقمع العرب والتركمان وفرض الاستفتاء بقوة السلاح والدبابات والمدرعات». ودعا البياتي الحكومة العراقية إلى «تحمل مسؤوليتها أمام المواطنين أو أن يقدموا استقالتهم».في الأثناء، أصدر المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية قرارا يرفض فيه إجراء الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان عن العراق. وقال أحمد جمال، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية، في تصريح صحفي: استجابة لطلب وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في اجتماع المجلس الوزاري للجامعة العربية، أصدر المجلس الوزاري قرارا عربيا، وبالإجماع، يرفض الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان، لعدم قانونيته، وتعارضه مع الدستور العراقي الذي يجب احترامه والتمسك به، ودعم وحدة العراق لما تمثله من عامل رئيسي لأمن واستقرار المنطقة، وأن تهديد هذه الوحدة يمثل خطرا على أمن المنطقة وقدرة دولها وشعوبها على مواجهة الإرهاب.إلى ذلك، قال رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو إن بلاده تؤيد قيام دولة كردية. وقال نتنياهو «تؤيد «إسرائيل» جهود الشعب الكردي المشروعة لقيام دولته». وأشار نتنياهو إلى أن «إسرائيل» تعتبر حزب «العمال الكردستاني»، ومقره تركيا، تنظيما إرهابيا أي أن موقفها يتطابق في هذا الشأن مع مواقف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. لكن جنرالا «إسرائيليا» قال في مؤتمر بواشنطن الأسبوع الماضي إنه شخصيا لا يعتبر الحزب الذي يحارب تركيا منذ أكثر من ثلاثة عقود تنظيما إرهابيا.
مشاركة :