بصفاقة بالغة وصف وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد يوم أمس الأول بمقر الجامعة العربية بالقاهرة إيران بأنها بلاد «شريفة»، وهو وصف لا ينطبق اطلاقا مع ما يقوم به النظام الإيراني المصنف من قبل المجتمع الدولي على أنه منظمة إرهابية مع سائر عملياته المتمثلة في تصدير ثورته الدموية إلى كثير من أقطار وأمصار العالم. وازاء ذلك فان سفير المملكة ومندوبها الدائم لدى الجامعة شبه هذا الوصف في الاجتماع ذاته بالأضحوكة، فلا يعقل أن يقترن الشرف بدولة إرهابية تتآمر على دول الخليج ودول المنطقة وتشعل فيها الفتن والطائفية وسلسلة من الاضطرابات كما هو الحال مع اكتشاف شبكات التجسس الإيرانية في البحرين والكويت والمملكة، وهي شبكات تستهدف نشر الإرهاب والفوضى والتخريب. إن ما اتخذته الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب من اجراءات احترازية ومطالبات واضحة قدمتها للدوحة يمثل مسلكا للمحافظة على سيادتها ومواجهة السياسات الخاطئة التي يمارسها ساسة قطر منذ سنوات طويلة ودعمهم للإرهاب وتمويلهم له واستضافة مجموعة من المتورطين بالإرهاب على أراضيهم ونشرهم للكراهية والتحريض وتدخلهم السافر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. وارتماء الدوحة في أحضان النظام الإيراني وتعميق وتأصيل علاقاتها به لن تجني منها إلا الندم، فهو ارتماء سلبي يرسم ارتباطها الوثيق بالإرهاب وإرهاب الدولة، وقد أدى ذلك إلى اتخاذ كافة الاجراءات للمحافظة على مصالح الدول الأربع وبقية الدول الخليجية والعربية. لقد عانت دول مجلس التعاون الخليجي ودول المنطقة الأمرين من السياسة المزدوجة التي تمارسها الدوحة، واستمراريتها في غيها المتمثل بدعم ظاهرة الإرهاب والاطاحة بكل الجهود المبذولة لتسوية الأزمة القائمة سوف يزج بها في متاهة طويلة وادخالها في نفق مظلم لا ضوء في نهايته، ولن تسمح الدول المتضررة من الدوحة أن يستمر هذا الوضع الى ما لا نهاية. وضع حد قاطع وحازم ضد ألاعيب الدوحة ومناوراتها السياسية التي تصب كلها في قنوات دعم ظاهرة الإرهاب ودعم الإرهابيين في كل مكان بالمال والدعمين السياسي والإعلامي هو واجب لا تضطلع به الدول الأربع الداعية لمكافحة الارهاب فحسب، بل لابد أن تضطلع به كافة دول العالم المحبة للأمن والاستقرار والسيادة. وقد حان الوقت الذي يجب فيه على دول العالم أن تضع الاستراتيجية الموحدة لمكافحة ظاهرة الإرهاب أينما وجدت، والخلاص من الإرهابيين في أي مكان، فتلك الظاهرة لا تهدد دولا بعينها أو أقاليم بعينها وانما تهدد كافة دول العالم، والقاسم المشترك بين تلك الدول هو الدعوة المستمرة لاجتثاث الإرهاب من جذوره ووضع حد فاصل يحول دون استمرارية الإرهابيين في تهديدهم للأمن والسلم الدوليين.
مشاركة :