من النادر أن نجد قائداً لإحدى أكبر الجهات الشرطية في العالم، وفي الوقت نفسه نجده رياضياً يعشق الإيجابية، ويحث الجميع على ممارسة الرياضة كونها جزءاً أساسياً من سعادة و إيجابية الإنسان والمجتمع، هذه الصفات كلها تجمعت في اللواء عبد الله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي وعضو مجلس دبي الرياضي، الذي أتاح لـ «البيان الرياضي» فرصة إجراء أول حوار معه هو الأول منذ توليه منصب القائد العام لشرطة دبي، في حديث رياضي خالص، عن استحداث شرطة دبي لإدارة الأمن والسلامة ضمن الهيكل التنظيمي للأندية، والمبادرات الرياضية المقبلة لشرطة دبي، بالإضافة إلى توقعاته للموسم الكروي الجديد. في البداية نرحب بك سعادة اللواء في هذا الحوار، وأحب أن أبدأ اللقاء بالسؤال عن إدارة الأمن و السلامة والتي تم استحداثها في الأندية؟ في البداية أود أن أشكر تواجدكم معنا في هذا اللقاء، فكرة إدارة الأمن والسلامة تم طرحها من فترة بسيطة وبالتحديد العام الماضي، من خلال تواجدي في مجلس دبي الرياضي، والقيادة العامة لشرطة دبي، وفي الوقت ذاته استحدثنا ما يسمى بضابط الارتباط، وتم تحديده من قبل القيادة العامة لشرطة دبي، وخصص في كل ناد بإمارة دبي ضابط معني بجميع الأمور الأمنية والمرورية، والمساعدة في الأمور التنظيمية، ولا يقتصر دوره في المباريات التي تقام في إمارة دبي، بل أيضاً خارج نطاق الإمارة، وكذلك المشاركات الإقليمية والآسيوية والدولية، ونرى أن لضابط الارتباط دوراً كبيراً لقربهم من النادي المسؤول عنه، من ناحية ترتيب الأمور الجماهيرية، خاصة خلال توجهم إلى العاصمة أبوظبي، أو العين، أو الشارقة، أو المناطق الأخرى، ولاقى هذا الأمر صدى كبيراً وإيجابياً، سواء من مجالس الإدارات، والجماهير، والمؤسسات الإعلامية التي أشادت بالفكرة، ولدينا أيضاً بعض الضباط الذين سافروا مع الفرق الوطنية إلى الخارج، ومنها المملكة العربية السعودية الشقيقة، وجمهورية الصين الشعبية، وكان بالفعل لهم دور إيجابي، وكما تعلم ضابط الارتباط هو عسكري ويتبع القيادة العامة لشرطة دبي، ومعظم الأنظمة والهياكل الموجودة في الدول الأوروبية على سبيل المثال، والأندية الرياضية على مستوى العالم، لديهم ضابط ارتباط، يتبع إدارة النادي، وليس تابع لمؤسسة أمنية، فجاءت الفكرة بالتنسيق مع مجلس دبي الرياضي، باستحداث إدارة الأمن والسلامة. حيث سيكون دورها أكبر من دور ضابط الارتباط، من ناحية التنسيق، وعملية انتقال الجماهير، وتحديد المقاعد، والمحافظة على الأمن والسلامة، وكذلك تدخل ضمن منظومة الأمن و السلامة، للمنشآت الرياضية، والفعاليات الأخرى التي تقام في الأندية، و بهذه الطريقة سوف نعزز الاشتراطات الدولية سواء الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم. فإذا تحدثنا عن نهائي كأس رئيس الدولة على سبيل المثال، وكانت المباراة مقامة في مدينة العين، و طرفها أحد أندية دبي، سيقوم الضابط بالتنسيق مع إدارة ملعب هزاع بن زايد، ومع مدير شرطة العين، بحيث يتم مرافقة الجماهير من دبي إلى الاستاد، و أماكن الجلوس والخروج، وتوجيههم بالأشياء المسموحة والممنوعة في الملاعب، وكذلك توزيع دوريات الضبط المروري، بين مدينتي دبي والعين للحفاظ على سلامة الجماهير، خاصة وهم خارجون من الاستاد عقب المباراة في وقت متأخر، ورأينا أن التجربة أدت مهام مهمة وجيدة. وهناك أيضاً مبادرة للتشجيع المثالي، لو تحدثنا عنها أكثر؟ نحن لدينا العديد من المبادرات، ونحن نشيد بدور الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، بقيادة المهندس مروان بن غليطة رئيس الاتحاد، وأعضاء مجلس الإدارة، وكذلك المدراء التنفيذيين لأندية دبي، وأعضاء المجالس والشركات، ورؤساء روابط الأندية في دبي، وعلى مستوى الدولة بشكل عام، وجماهيرنا جماهير مسالمة، تحب كرة القدم، وشيء طبيعي أن نرى الجماهير تتحمس لأنديتها وفرقها، بغض النظر عن الفوز أو الخسارة، ونحن في القيادة العامة لشرطة دبي موجودون معهم ليس كوننا رقيباً أمنياً، بل رقيب رياضي ونحاول أن نقدم كل النصائح والإرشادات، التي ترتقي بمواقع الفعاليات الرياضية في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، ودبي بشكل خاص، ونحن دائماً نسعى لتوفير كافة المستلزمات المطلوبة منا، من النواحي التنظيمية و المرورية، والأمنية، ونحب أن نكون شركاء في المنظومة بشكل كامل، ونحن في النهاية نخدم توجهاً واحداً، وهي حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بأن نسعى في خدمة المتعاملين، وأن نجعل أماكن الفعاليات أماكن مريحة، لكل مرتاديها سواء في الحضور والمشاهدة والمغادرة. هل تعتبر شغب الملاعب من أبرز التحديات التي يواجها ضابط الارتباط؟ أنا من الأساس ضد كلمة شغب الملاعب، والسبب يعود إلى أن جماهيرنا متذوقة لكرة القدم، وأنت ترى ردود الأفعال في مواقع التواصل الاجتماعي، دعنا نسميه تعصباً رياضياً عوضاً عن كلمة شغب، وهو من حق أي إنسان أن يغضب وهو يؤازر فريقه خاصة في حالة الخسارة، ولكن أعتقد أننا لا نعاني من شغب الملاعب، بل على العكس جماهيرنا متعاونة مع شرطة دبي، والجهات المعنية بالمباريات. المجالس الرياضية بصفتك عضواً في مجلس دبي الرياضي، ما هي الخطط المستقبلية للمجلس؟ في البداية أود أن أشكر حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس مجلس دبي الرياضي، في استحداث مثل هذه المجالس التي تعتبر مهمة وضرورية، من ناحية تنظيم الفعاليات، والإدارة وسن القوانين والتشريعات للفعاليات الرياضية سواء الحكومية أو شبه الحكومية أو الخاصة، ودور المجلس ضروري في تنسيق هذه العملية ومتابعة الإجراءات والقوانين والالتزام بالنظم واللوائح الموجودة في كافة المؤسسات المحلية. وأيضاً العمل على جذب الفعاليات الدولية من الخارج إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وخاصة دبي، وكذلك وجود المجلس ضروري لكي يعكس نوعية تنظيم هذه المسابقات والفعاليات الرياضية بمستوى يليق بدولة الإمارات العربية المتحدة، وكما شاهدنا في السنوات الماضية، الدولة قامت بتنظيم عدد من الفعاليات الرياضية الدولية، وهذا يعكس نجاح المجالس الرياضية كمجلس دبي الرياضي والذي ساهم بشكل كبير في هذا المجال، ولا ننسى الفعاليات المعنية بتشجيع الرياضة وممارستها بشكل يومي، وهذا يثري الدولة، ويطور من الحركة الرياضية، ويخلق نوعاً من الإيجابية، والإخوة في مجلس دبي الرياضي، من أعضاء وموظفين، دائماً يسعون إلى استقطاب الفعاليات التي تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة، وجهود القائمين على الفعاليات من ناحية التنظيم والإدارة، حتى المشاركين فيها. تغير نوعي ما هي توقعاتكم لدوري الخليج العربي هذا الموسم؟ هناك تغيرات كبيرة حصلت في الدوري، خاصة اندماج أندية الأهلي والشباب ودبي، تحت مسمى نادي «شباب الأهلي - دبي»، و اندماج ناديي الشارقة والشعب، وأنا أعتقد أن اندماج مثل هذه الكيانات الرياضية القوية، سوف تعطي إضافة مميزة للدوري، في المستوى الفني، ونأمل أن نرى الإقبال الجماهيري في الملاعب، لأن الرياضة ليست لها قيمة بدون الجماهير، واللاعب عندما يرى أن الملعب ليس ممتلئاً فلن يعطيك المردود الجيد على الملعب، وأتمنى أن يكون الموسم الجديد أفضل من المواسم الماضية، وأتمنى أيضاً للاتحاد الإماراتي لكرة القدم ولجنة المحترفين، كل التوفيق هذا الموسم. من هو في رأيك الشخصي أفضل لاعب في دوري الخليج العربي؟ نمتلك عدداً من الخامات المميزة، ومعظم عناصر المنتخب الإماراتي مميزون، من ناحية ثبات المستوى خلال 3 سنوات الماضية، وكما تعلم لدينا اللاعب المحلي يبرز في موسم ويختفي الموسم الذي يليه، وهناك لاعبون من أمثال إسماعيل مطر وعلي مبخوت وماجد حسن، أثبتوا استمراريتهم خلال المواسم الماضية بنفس الأداء والعطاء. الرياضة الشرطية هل هناك خطط مستقبلية لإنشاء فريق أو ناد ينافس في الأحداث الرياضية في الدولة؟ نحن في القيادة العامة لشرطة دبي، داعمون بشكل كبير للرياضة، ولدينا مشاركات قوية من قبل الفرق التابعة لشرطة دبي، ونحن نشارك في 25 رياضة متنوعة، من الترايثلون، الجري، الرماية، كرة قدم الصالات، الخيول، والكثير منها، ونحن نشجع كافة العاملين لدينا على المشاركة سواء في إمارة دبي أو دولة الإمارات بشكل عام، وندعمهم من ناحية الخبرات الفنية والملاعب، والتجهيزات. التوازن الإيجابي بصفتك القائد العام لشرطة دبي ورياضياً في الوقت ذاته، كيف توفق وقتك بين هذين العملين؟ أنا بالنسبة لي الرياضة ضرورة، وأمارسها يومياً، وبرنامجي الصباحي يبدأ بالرياضة، وبعدها أذهب إلى مقر عملي، سواء كنت في الدولة أو خارج الدولة، وأحافظ عليها، والرياضة مهمة لكل إنسان، الذي يمارس الرياضة يحظى بالطاقة والروح الإيجابية ، ونحن نشجع في القيادة العامة لشرطة دبي كافة العاملين على ممارسة الرياضة، وكذلك المبادرات التي نقوم بإطلاقها تصب في هذا المجال، ولا ننسى أن فارس العرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يمارس الرياضة بشكل مستمر، حيث نراه يمارس رياضة الفروسية والدراجة الهوائية، فإذا كان رأس الهرم رياضي فيجب علينا أن نقتدي به. تشجيع أكد القائد العام لشرطة دبي أن وجود ميزان لقياس الأوزان في مبنى القيادة، هو نوع من التوعية، والتوجيه للموظفين الذين لا يمارسون الرياضة، ومعظم أعمالهم في المكاتب، وتذكير لهم وتشجيع على التغيير. زيدان غيّر وجه ريال مدريد أكد اللواء عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، بأن نادي ريال مدريد الإسباني هو المفضل لديه على مستوى الأندية الأوروبية. وأضاف القائد العام لشرطة دبي، أن نجم المنتخب الفرنسي وريال مدريد سابقاً، ومدرب النادي الملكي زين الدين زيدان قام بنقلة نوعية للفريق، الذي كان قبل سنوات يعتمد على الصفقات الضخمة، وآخرها الويلزي غاريث بيل، حيث اعتمد زيدان على المواهب الشابة، من أمثال ماركو أسينسيو، كما نجح المدرب الفرنسي في تقديم خلطة كروية جديدة للفريق، لا تعتمد على خطة واحدة، حتى في امتلاك الكرة، أصبح الفريق يسيطر على الملعب، خاصة في مبارياته مع نادي برشلونة، ما جعل جماهير النادي الملكي تضع ثقتها في المدرب الفرنسي. رونالدو هو الأفضل اعتبر اللواء عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، أن النجم البرتغالي ونادي ريال مدريد الإسباني، كريستيانو رونالدو هو الأفضل في العالم، قائلاً «هناك اثنان البرتغالي ونجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو، والأرجنتيني ونجم نادي برشلونة ليونيل ميسي، ولكني أميل إلى رونالدو، لعدد من الأسباب أهمها أن النجم البرتغالي لعب في 3 دوريات مختلفة، الدوري البرتغالي، الإنجليزي والإسباني، ولديه تجربة قوية في أصعب دوريين في العالم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا لو ميسي انتقل إلى الدوري الإنجليزي هل سيكون بنفس المستوى في الدوري الإسباني؟ رونالدو حقق دوري أبطال أوروبا، وهداف الدوري الإنجليزي والإسباني لذلك أميل له».
مشاركة :