< أصرت وفاء القنيبط إلا أن تكون فنانة سعودية يشار إليها بالبنان، كي تصبح دارسة لفن الرسم في إحدى الجامعات السعودية، فاتجهت إلى الولايات المتحدة ودرست أصول الفن، واختارت اختصاصاً صعباً غير الرسم، لا يتناسب وكونها امرأة، وهو النحت على الحجر والمعادن. وحصلت على ماجستير نحت ومجسمات في الولايات المتحدة، مؤكدة أن هذا التخصص يضمن لها عندما تعود إلى أرض الوطن ألا تكون فنانة تقليدية، وشاركت في عدد وافر من المعارض في كل من جمهورية مصر ودبي في الإمارات وسوق عكاظ والولايات المتحدة. وتشارك الفنانة وفاء القنيبط حالياً في مهرجان «صيف الشرقية» بثلاثة أقسام، الأول وهو قسم المحمديات، والثاني يضم 99 حجراً لأسماء الله الحسنى، والثالث معرض «قرون الغزلان» الذي تستخدم فيه النحاس والألومنيوم. وتقول القنيبط: «أحببت الفن منذ الصغر، وتعلقت به بتلقائية على أمل أن أكون فنانة سعودية في يوم من الأيام»، وتابعت: «سافرت مع أبنائي للدراسة في أميركا، وهناك قررت أن أمارس الفن، ولكن بعد التخصص فيه أكاديمياً، وساقني التفكير إلى تخصص صعب وهو النحت على الحجر وتعلمت فنون صب المعادن مثل الألومنيوم والنحاس والقصدير وغيرها، وهو تخصص صعب ونادراً أن تتخصص فيه فنانة سعودية». وتضيف: «في أميركا رأيت أن أعمل على تطويع الفن لخدمة الدين الإسلامي، وتزامن هذا مع انتشار الإرهاب والتشدد لبعض العناصر الإرهابية التي تتخذ الدين الإسلامي ستاراً لأعمالها، فأردت أن أترجم سماحة الإسلام في صورة منحوتات مجسمة يستشعر معناها كل من يراها، فنحت أسماء الله الحسنى في 99 قطعة من النحاس والحجر والزجاج باستخدام الليزر، وأقمت معارض في ثلاث ولايات أميركية، أشهرها معرض بعنوان: (المرأة تحت الغطاء)، شرحت فيه الإمكانات والقدرات الكامنة للمرأة المسلمة، التي تتمسك بغطاء الرأس لصون نفسها وحفظ كرامتها»، مؤكدة أن هذه المعارض وجدت إقبالا كبيراً وصدى طيباً من الأميركان، الذين أكدوا لها أنهم يستشعرون روحانية غريبة تسرى في نفوسهم، وهم يتابعون الأعمال ذات الطابع الإسلامي، كما أنهم أعجبوا بصوت القرآن الكريم الذي تردد صداه في المعرض أثناء أداء عملها في النحت. وأقرت القنيبط بصعوبة النحت على الأحجار والمعادن، وقالت: «ليس الأمر بالسهل كما يعتقد البعض، فهذا الفن يحتاج إلى الصبر الطويل وإلى الخبرة والتخصص، فضلاً عن الفكرة الجيدة، حتى يسفر هذا كله عن منحوتات ذات قيمة فنية عالية، ومن هنا كانت متعتي وأنا أمارس العمل ليل نهار، ولكم أن تتخيلوا أن نحت قطعة حجر واحدة تستغرق مني خمسة أسابيع من العمل المتواصل». وتابعت: «أحرص على توثيق كل عمل أقوم به، عبر تصويره وشرح كيفية أدائه والصعوبات التي وجدتها، ليكون جاهزاً للمشاركة به في المعارض التي أستعد لها داخل المملكة، ولعل منها مهرجان صيف الشرقية الذي أرى أنه من أهم المعارض الوطنية التي شاركت فيها». وسارت هتون العليان، ابنة الفنانة وفاء القنيبط على درب والدتها في عشق الفن، والاتجاه للاحتراف فيه، وتقول: «تأثرت بوالدتي جداً وعشقت الفن، ولكني وجدت نفسي أكثر في تصميم الغرافيك، الذي تخصصت فيه أثناء الدراسة في الولايات المتحدة»، وتعكف هتون حالياً على تحويل أعمال الفنانة وفاء القنبيط إلى كلمات وصور، تصل إلى المتلقي بسهولة وسلاسة»، وتقول: «المتلقي يبتعد عن القراءة المطولة، ويريد أن يفهم الأعمال التي أمامه بطريقة سهلة وسريعة، وهذا ما أركز عليه في أعمالي». وشاركت هتون في عدد من المعارض الأميركية، وحصلت على جوائز ومراكز متقدمة في عدد من المعارض هناك، وتقول: «سأركز في الفترة المقبلة على المشاركة في المعارض والمناسبات السعودية، وخلال الفترة الأخيرة، بدأت أنشر أعمالي في تصميم الواجهات والتصاميم الخاصة لعدد من أشهر المطاعم والشركات في المنطقة الشرقية».
مشاركة :