أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رفضه «فرض الأكراد سياسة الأمر الواقع» وحضهم على إرسال وفد إلى بغداد للدخول في مفاوضات، فيما أعلن المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية رفضه الخطوة الانفصالية واعتبرها «خطراً» على أمن المنطقة. وأثار قرار البرلمان العراقي أول من أمس رفضه الاستفتاء المزمع في 25 من الجاري و «إلزام رئيس الوزراء باتخاذ كافة التدابير التي تحفظ وحدة البلاد» مخاوف من أخطار تطور الأزمة نحو مواجهة مسلحة. ودعا العبادي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي أربيل إلى «إرسال وفد إلى بغداد لفتح حوار»، وعدَ «الاستفتاء المزمع غير دستوري ولا يمكن أن يجري من طرف واحد، مصيرنا مشترك ولنا تجربة ناجحة لتعاوننا المشترك ضد داعش ولا يجوز أن نضيع الانتصارات في خلافات لا مبرر لها، وداعش ما زال يهدد كركوك». وأشار إلى أن «مجلس الوزراء ورئيسه لكل العراقيين ونحرص على تحقيق الحياة الكريمة للجميع وما تحقق للكرد خلال الـ14 سنة الماضية لم يتحقق لهم منذ قرون وهذا حقهم لأنهم مواطنون من الدرجة الأولى كبقية العراقيين. وأضاف: «لحرصي على الكرد كمواطنين عراقيين ولعلمي بما يجري فإنني أعلم بأن الخطوات المتخذة لإجراء الاستفتاء ستؤدي إلى إضاعة كل الذي تحقق». وحذر العبادي من «الانجرار إلى أزمات وحروب، وفرض الأمر الواقع مرفوض ولن يستمر، ويجب أن نتجه للحوار وهو هدفنا ولن نسمح بتقسيم البلد بل أدعو لوحدة الكلمة وأن ترفضوا الاستفتاء ويجب أن يكون هناك حوار داخل الإقليم وتفعيل البرلمان المعطل وتوفير الرواتب». وصوت مجلس محافظة صلاح الدين أمس بالإجماع على رفض تنظيم الاستفتاء داخل الحدود الإدارية للمحافظة (المناطق المتنازع عليها)، وأوضح أن «من حق الكرد تقرير المصير وفق الأطر الدستورية». ويأتي ذلك بعد يوم من اتخاذ حكومة محافظة ديالى قراراً مماثلاً. ويعكف نواب في البرلمان العراقي على جمع تواقيع لإقالة رئيس الجمهورية القيادي في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» فؤاد معصوم، وأيضاً القيادي في الحزب محافظ كركوك نجم الدين كريم، في مؤشر إلى التوجه نحو مزيد من التصعيد للضغط على الأكراد. وتثير تحشدات لقوات البيشمركة قرب محافظة كركوك من جهة، وأخرى مماثلة لقوات «الحشد الشعبي» بالتزامن مع وصول قوات أميركية إلى جنوب غربي أربيل، قلقاً وتساؤلات عما إذا كانت تأتي ضمن تداعيات الاستفتاء أم ضمن الاستعدادات الجارية لاقتحام قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك. لكن اللواء جبار ياور الناطق باسم «وزارة البيشمركة» أكد أن «القوة الأميركية تم نقلها من المناطق التي تم تحريرها أخيراً في نينوى، بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية لدعم عملية تحرير الحويجة، وليست لها علاقة لها بمسألة الاستفتاء». كما أفاد رئيس لجنة البيشمركة في برلمان الإقليم آري هرسين أمس أن «القوات الأميركية ستعلب دوراً للحفاظ على الاستقرار في كركوك، وقدومها لا يتعلق بمساعي وقف الاستفتاء كما يشاع، ولا شك أنها تحركت بعلم القيادة الكردية». في المقابل يعقد برلمان الإقليم اليوم أولى جلساته بعد تعطيلها لنحو عامين نتيجة الخلافات السياسية، على رغم مواقف «حركة التغيير» التي كانت تتولى رئاسته و «الجماعة الإسلامية» الرافضة لتوقيت تنظيم الاستفتاء. وأكد القيادي في «الوطني» ملا بختيار خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع ثلاثي جمعه مع «الديموقراطي» بزعامة بارزاني و «التغيير» أن «الحركة وافقت على مقترحاتنا السبعة، منها إعادة تفعيل البرلمان وتنظيم الاستفتاء في موعده وحل أزمة رواتب الموظفين والاجتماع كان تاريخياً». واستدرك: «لكن هناك خلاف على آلية تنفيذ تلك النقاط، والمشاورات سوف تستمر في شكل مكثف لإيجاد تلك الآلية». وهاجم قرار البرلمان الاتحادي الرافض للاستفتاء واعتبر «القرار قد فوض العبادي إلى استخدام القوة ضد كوردستان، وأن يقوم باحتلالها أيضاً، على رغم أن هناك اتفاقية بين أربيل وبغداد وواشنطن تمنع استخدام القوة». ووصل مبعوث الرئيس الأميركي لـ «التحالف الدولي» بريت ماكغورك على رأس وفد رفيع المستوى أمس إلى مدينة السليمانية آتياً من بغداد للقاء قادة القوى السياسية، على أن يتوجه لاحقاً إلى أربيل. وذكرت مصادر مطلعة أن زيارة الوفد تأتي في إطار جهود اللحظات الأخيرة «لحض الأكراد على التراجع عن الاستفتاء». الجامعة ترفض الاستفتاء من جهة أخرى، ذكر الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال في بيان، أنه «استجابة لطلب وزير الخارجية إبراهيم الجعفري في اجتماع المجلس الوزاري للجامعة العربية، أصدر الأخير قراراً عربياً وبالإجماع لرفض الاستفتاء وتعارضه مع الدستور العراقي الذي يجب احترامه والتمسك به، ودعم وحدة العراق لما تمثله من عامل رئيسي لأمن واستقرار المنطقة وأن تهديد هذه الوحدة يمثل خطراً على أمن المنطقة وقدرة دولها وشعوبها على مواجهة الإرهاب». وأعلن الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في تصريحات للصحافيين في نيويورك إن «المنظمة الدولية «ليست منخرطة في الاستفتاء الكردي، وأوضحنا ذلك مراراً، نعتقد أن الوحدة الوطنية للعراق أمر شديد الأهمية لاستقرار المنطقة».
مشاركة :