الشغف الموازي للمسرح عند السير هول كان الولع بالأوبرا، فعرف هول كواحد من أهم صناع الأوبرا في عاصمة الضباب، فكان مخرجا للعديد من الإنتاجات، منها أعمال لفاغنر وموزارت على وجه الخصوص. كما أنه شغل منصب المدير الفني لمهرجان “غليندبورن للأوبرا” بين 1984 و1990 والتي عرفت بالسنوات الذهبية للمهرجان الأوبرا الشهير. وقدم أعماله في ما يزيد عن خمسين دارا للأوبرا حول العالم.السير بيتر هول، كما يلقب أيضا في بلاده، كان مؤمنا بدور المسرح وأهميته في مناصرة القضايا المحقة أكتاف عملاقة كان “السير بيتر هول”، كما يلقب أيضا في بلاده، مؤمنا بدور المسرح وأهميته في مناصرة القضايا المحقة، وكان شديد الإيمان بدور المسرح كأداة أصيلة للتغيير. وبجانب عمله الإخراجي الذي جعله يحظى باهتمام واحترام قل نظيرهما، كان هول كاتبا ومنظرا للمسرح فأصدر أحد عشر عنوانا نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر “المسرح الضروري”(1999)، و”ظاهرا بالقناع” (2000)، و”نصيحة شكسبير للممثليين”(2003). وفي عام 2011، أصيب بيتر هول بفقدان الذاكرة أو ما يعرف بالخرف، لكنه اليوم يثبت لمجايليه وطلابه ومتابعيه أن الأثر الذي تركه سيمكث طويلا في ذاكرة الفن المسرحي الذي وهبه الراحل معظم سنين حياته عملا وتأليفا وتنظيرا وحياة. وقد علق الكاتب المسرحي البريطاني السير ديفيد هير حول خبر رحيل هول قائلا «بيتر هول لم يكن المعماري الرئيسي لمسرح مرحلة ما بعد الحرب فحسب، إنما هو المؤسس لفرقة مسرح شكسبير الملكية والمسرح الوطني البريطاني، لكنه في المقام الأول كان هو من أصر على أن المسرحيات الجديدة تنتمي إلى العروض الكلاسيكية، مانحا الأعمال الشابة والطليعية ذات المنزلة وذات المسارح التي تعرض عليها الأعمال الكلاسيكية. لقد كانت فكرته هو في عرض مسرحيات هارولد بنتر إلى جانب أعمال شكسبير. إن كل كاتب مسرحي بريطاني يدين له بذلك». وبدوره قال مدير المسرح الوطني البريطاني روفوس نوريس في بيان له ”نقف جميعا على أكتاف العمالقة، ولقد دعمت كتفا بيتر هول المسرح البريطاني بأكمله كما نعرفه اليوم“.
مشاركة :