أنقرة/ مروة يلدز ألب/ الأناضول أحصى وقف الديانة التركي 16 صنفا من انتهاكات حكومية ممنهجة بحق أقلية "الروهنغيا" المسلمة في إقليم "أراكان" (رخين) غربي ميانمار، منذ عام 2012، مشددا على أنها تمثل "جرائم بحق الإنسانية". وقال الوقف التركي، التابع لرئاسة الشؤون الدينية (حكومي)، في تقرير صدر أمس الأربعاء، إن سياسات حكومة ميانمار تجاه مسلمي "الروهنغيا" في "أراكان" أدت إلى مقتل الكثير منهم، وإجبار عشرات الآلاف على ترك مناطقهم، واللجوء إلى أماكن أخرى، بحثا عن الأمان، بعد أن تحولت حياتهم في الإقليم إلى "جحيم". وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت موجة عداء للمسلمين تنتشر بسرعة كبيرة في أرجاء العالم، فتعرض آنذاك مسلمو "الروهنغيا" في ميانمار إلى اضطهاد وتعذيب، وفق التقرير. وأوضح أن حركة العداء للمسلمين في "أراكان" بدأت بعد (حادث اغتصاب فتاة بوذية يُقال إنه اُرتكب من قبل شبان مسلمين ) في مدينة "ستوي"، عام 2012، وتطور العداء إلى قتل مسلمين، وإحراقٍ منازلهم وقراهم وتهجيرهم، واغتصاب نسائهم، إضافة إلى منع منظمات حقوقية من زيارة الإقليم للإطلاع على الأوضاع. وبدعوى مهاجمة المسلمين لمقرات شرطة في "أراكان"، يرتكب الجيش وميليشيات بوذية، منذ 25 أغسطس/ آب الماضي، وفق نشطاء، "إبادة جماعية" ضد مسلمي "الروهنغيا"، ما أدى، بحسب الناشط الحقوقي، عمران الأراكاني في تصريح سابق للأناضول، إلى سقوط 7 آلاف و354 قتيلًا، و6 آلاف و541 جريحًا من "الروهنغيا"، حتى السادس من سبتمبر/ أيلول الجاري. ** انتهاكات ممنهجة وقال وقف الديانة التركي، في تقريره، إن سلطات ميانمار، ومنذ عام 2012، تمارس 16 صنفًا من انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان ضد مسلمي "الروهنغيا" في "أركان". وهذه الانتهاكات هي: حرق قرى وأماكن عبادة للمسلمين، وتعذيب وقتل مدنيين، واعتقالات سياسية، وتعذيب مسلمات وتهميش حقوقهن، والمنع من السفر، والحرمان من حق المشاركة في الانتخابات. وكذلك حرمان المسلمين من الخدمات الصحية، ومنعهم من العمل في الدوائر الحكومية، وحرمانهم من حق التعليم، وسلب حقهم في الملكية الخاصة، والاستيلاء على أراضيهم وفرض قيود مالية في حال زواجهم. إضافة إلى إجبار المسلمين على العمل في إنشاء الطرق والمقرات العسكرية، وفرض ضرائب ضخمة عليهم، وعدم إشراكهم في الاحصاءات الرسمية وتعداد السكان، ومصادرة الأملاك المنقولة وغير المنقولة، وأخيرا انتهاك الحريات الدينية. وبموجب قانون أقرته ميانمار، عام 1982، حُرم نحو 1.1 مليون مسلم من "الروهنغيا" من حق المواطنة، وتعرضوا لسلسلة مجازر وعمليات تهجير، ليتحولوا، وفق الأمم المتحدة، إلى "الأقلية الدينية الأكثر اضهادًا في العالم". ** نزوح ولجوء تحت وطأة تلك الانتهاكات الممنهجة وغيرها، تجاوز عدد المسلمين النازحين داخل إقليم "أراكان" 300 ألف، وفق رئيس تحرير وكالة "أراكان" للأنباء، صلاح عبد الشكور، في حوار مع الأناضول. وخارجيا، يلجأ مسلمو "أراكان" بشكل مكثف إلى بنغلاديش وتايلاند وماليزيا وأستراليا والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية. ويواجه أغلب هؤلاء اللاجئين مشاكل عدّة في تلك الدول، أهمها عدم إمكانية حصولهم على صفة اللجوء، ما يمثل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة الخاص باللاجئين، والذي ينص على منحهم صفة اللجوء مهما كانت معتقداتهم الدينية وإنتماءاتهم العرقية وطبقاتهم الاجتماعية. ** مساعدات تركية ومنذ بدء هجمات "الميليشيات البوذية" ضدّ مسلمي "أراكان"، عام 2012، يواصل وقف الديانة التركي، الذي تأسس عام 1975، تقديم مساعدات للاجئين "الروهنغيا" المقيمين في الجارة بنغلاديش، والذين وصل عددهم إلى 370 ألف، بحسب الأمم المتحدة، الإثنين الماضي. وما بين عامي 2012 و2017، بلغت قيمة المساعدات الإنسانية، التي قدّمها وقف الديانة التركي إلى مسلمي "أراكان"، 11 مليون و920 ألف و192 ليرة تركية (حوالي 3.52 مليون دولار أمريكي). ومع الموجة الراهنة من الهجمات ضد أقلية "الروهنغيا"، أطلق الوقف التركي حملة لجمع التبرعات لصالح مسلمي "أراكان"، وتمكن من جمع 31 مليون و500 ألف ليرة تركية (قرابة 9.27 ملايين دولار). الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :