بعد ثمانية أشهر من المفاوضات الصعبة، وقعت شركة طيران الاتحاد و"أليطاليا" التي تواجه صعوبات مالية، اتفاق تحالف أمس في روما، وبموجب الاتفاق تستحوذ الشركة التي مقرها أبوظبي على 49 في المائة من الناقلة الإيطالية المتعثرة. وبحسب "رويترز"، فقد شارك روبرتو كولانينو رئيس مجلس إدارة "أليطاليا" وجابريل ديل تورشيو الرئيس التنفيذي في مراسم التوقيع إلى جانب جيمس هوجان الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران، وقال ديل تورشيو عقب التوقيع، إنه بعد جهود كبيرة وعام من العمل والسهر ليالي طويلة أنجزنا الأمر. وقبل إنهاء هذه المفاوضات الطويلة والشاقة كانت الكلمة الفاصلة للمساهمين الحاليين في "أليطاليا" الذين اجتمعوا صباحا لدرس المسودة الجديدة للمشروع التي تنص على استحواذ الاتحاد للطيران على حصة ملكية تبلغ 49 في المائة في أليطاليا. ووافق أصحاب الأسهم على زيادة رأس المال بـ 300 مليون يورو وعلى مشروع الاتفاق مع الاتحاد، ومن المرجح أن يسفر هذا الاتفاق عن تسريح نحو 1635 موظفا. وكان ماوريتسيو لوبي وزير النقل الإيطالي المشارك في المفاوضات منذ إطلاقها قد حذر في وقت سابق الأطراف المعنية من أنه لم يعد أمام "أليطاليا" التي تكبدت خسائر ضخمة والمثقلة بالديون سوى خيارين قبول خطة إنقاذ الاتحاد أو الإفلاس. لكن إفلاس "أليطاليا" سيكون له آثار كارثية على إيطاليا من ناحية الوظائف (12800 موظف) وسمعتها، وكانت إيطاليا قد تلقت هذا الأسبوع ضربة مع الإعلان أنها دخلت مجددا مرحلة انكماش للمرة الثالثة خلال عشر سنوات. و"أليطاليا" التي استفادت حتى الآن من عمليات إنقاذ عدة في الماضي، تملكها حاليا نحو 20 شركة خاصة كلها، باستثناء المشغل الحكومي بوستي إيطالياني (البريد الإيطالي) الذي دخل العام الماضي إلى رأسمالها (بحدود 19.48 في المائة) مع زيادة رأسمالها المثيرة للجدل، والمساهمون الرئيسيون الآخرون هم مصرفا انتيزا سانباولو (20.59 في المائة) وأونيكردي (12.99 في المائة). وكانت مجموعة إير فرانس - كي إل إم التي طلب منها المشاركة في زيادة رأسمال "أليطاليا"، قد رفضت المشاركة فيه، وشهدت بالتالي تراجع حصتها بواقع 25 في المائة لتصبح 7.08 في المائة حاليا. والمفاوضات التي أطلقت رسميا في كانون الأول (ديسمبر) 2013 تعثرت حول حجم ديون أليطاليا (نحو مليار يورو) وطالبت اتحاد بإعادة هيكلتها والتضحيات في الوظائف وخفض عدد العاملين إلى 11 ألف موظف. وتنص الخطة على استثمار أساسي لشركة الاتحاد بقيمة 560 مليون يورو تضاف إليه 690 مليون يورو على مدى أربعة أعوام لتطوير وتحديث الأسطول. وسيكون هدف خطة العمل الاعتماد أكثر على خطوط الطيران الدولية الطويلة الأكثر مردودية، وعلى خفض الرحلات الداخلية التي تواجه ضغطا تنافسيا كبيرا من القطارات وشركات الطيران المتدنية الأسعار. وتملك شركة الاتحاد التي تعد في أوج توسعها، مساهمات بنسب أقلية في إير برلين (29 في المائة) وإير سيشيل (40 في المائة) وفيرجن أستراليا (19.9 في المائة) وإير لينجوس (3 في المائة).
مشاركة :