هل كنت تتصور من قبل أن تشاهد زرافات بيضاء؟ بالطبع مثلك تماماً عندما شاهد السكان المحليون تلك الزرافة الأم وصغيرها في الأنحاء أصابتهم الدهشة والبهجة في آنٍ واحد. والواقع أن هاتين الزرافتين المميزتين، اللتين جذبتا بجمالهما السكان المحليين ومسؤولي المحليات الطبيعية في كينيا، قد اكتسبتا هذا اللون بسبب مرض وراثي. ويدعى هذا المرض "ليوسية"، حيث يمنع تصبغ خلايا الجلد، ما جعل الزرافة الأم وصغيرها يخالفان بذلك أقرانهما، مما يسمى بالزرافات الصومالية، والمهددة بالانقراض بدورها، بحسب صحيفة البريطانية. وعلى عكس البَرَص، فإن الحيوانات المصابة بالليوسية تنتج الأصباغ الداكنة في خلايا أنسجتها الرقيقة، ما يفسر اللون الداكن لأعينها وأنسجتها الأخرى. Greenpeace Africa هل رأيتم هذه الزرافات البيضاء الشاحبة؟ 2.02 مساءً – 13 سبتمبر/أيلول 2017 Did you see these pale white giraffes?! 😍 — Greenpeace Africa (@Greenpeaceafric) بعد أن انتشرت أخبارها بين السكان المحليين، عثر المهتمون بالحياة الطبيعية على الزرافتين في محمية إيشاكبني هيرولا الطبيعية، في مقاطعة جاريسا في كينيا. تقع تلك المنطقة تحت إدارة برنامج هيرولا لحماية الطبيعة HCP، وهي منظمة غير حكومية، مهمتها حماية ظباء هيرولا المهددة بالانقراض، وهي أحد أندر الأنواع على مستوى العالم. وصرَّح القائمون على برنامج هيرولا لحماية الطبيعة من خلال مدونة على الإنترنت، أن سكان القرى المحليين أبلغوهم عن تلك الزرافات للمرة الأولى في شهر يونيو/حزيران. وقالوا "كانت قريبة جداً، وهادئة للغاية، ويبدو أنها لم تنزعج بوجودنا. كانت الزرافة الأم تتجول للأمام والخلف في تلك المنطقة أمام أعيننا، ما دل على محاولة إخفائها لطفلها خلف الشجيرات الكثيفة". ووفقاً للعاملين في برنامج هيرولا لحماية الطبيعة، فإن هذه الصور هي الأولى التي تُلتقط للزرافة البيضاء. أُبلغ في مارس/آذار من عام 2016 أيضاً عن زرافة بيضاء في محمية إيشاكبني نفسها، بينما لوحظ في تنزانيا الزرافة العجل ماساي، والتي سميت "أومو"، والتي شوهدت في حديقة تارانجير الوطنية، في يناير/كانون الثاني من عام 2016. أدرج الاتحاد الدولي لحماية الحياة الطبيعية الزرافات الصومالية في قائمة الحيوانات "المعرضة للانقراض"، وذلك وفق عدد تقديري لها يبلغ 8500. تعيش هذه الحيوانات في الصومال، وجنوبي إثيوبيا، وشمالي كينيا.
مشاركة :