انعقد في باريس المؤتمر الدولي حول أخلاقيات العلوم والتكنوجيا والذي تنظمه منظمة اليونسكو في في ١٢ و١٣ سبتمبر الجاري . الهدف من المؤتمر هو تعزيز التأمل الدولي في أخلاقيات العلوم و التكنولوجيا. وما زالت المنظمة تعمل على إقامة وتعزيز الروابط بين أخصائيي الأخلاقيات، والعلميين، وراسمي السياسات، والقضاة، والصحفيين، والناشطين في المجتمع المدني، من أجل مساعدة الدول الأعضاء على رسم سياسات سليمة ومستنيرة بشأن القضايا الأخلاقية المرتبطة بالعلوم والتكنولوجيا. وزارة التعليم العالي العراقية كانت حاضرة وزارة التعليم العالي العراقية تشارك في المؤتمر الدولي حول أخلاقيات العلوم والتكنوجيا الذي تنظمه اليونسكو في باريس. حيث أوفدت الوزارة المعنية الدكتور محمد القريشي – أستاذ بكلية الهندسة بجامعة الكوفة للمشاركة في الدورة ٢٤ لمؤتمر أخلاقيات العلوم والتكنلوجيا الذي عقدته منظمة اليونسكو. د.محمد القريشي – أستاذ بكلية الهندسة بجامعة الكوفة،العراق معالجة التحديات الأخلاقية المستجدة على هامش المؤتمر الرامي إلى معالجة التحديات الأخلاقية المستجدة عن طريق توفير منتدى فكري للتأمل في أخلاقيات العلوم والتكنولوجيا استناداً إلى نهج جامع للتخصصات وللجهات المعنية والثقافات، التقينا بالدكتور محمد القريشي ليحدثنا عن سبب اهتمام العراق بالمشاركة في هذا المؤتمر الذي غابت عنه الدول العربية معظمها، في حين أن بعض القضايا التي عالجها المحاضرون تمس بشكل مباشر اهتمامات العالم العربي و الإسلامي و بخاصة ما يتعلق منها بقضايا الممنوع و المحظورضمن الإطار العلمي،الذي تنظر إليه الثقافة الاجتماعية في بلدانان العربية بعين التحفظ و أحيانا بعين السخط. د محمد القريشي:تحديات الهوية تتشكل حين تتواءم مع انعكاسات التقنيات على الفرد والجماعة سألنا الدكتور محمد القريشي عن اهتمام وزراة التعليم العراقية بهذه المشاركة؟ فقال لنا وهو يحاورنا. “ ناقش المؤتمر التحديات الأخلاقية التي تواجهها المجتمعات نتيجة التقدم السريع في التقنيات والعلوم من خلال أوراق قدمها خبراء دوليون وأكاديميون ودبلوماسيون وفلاسفة. مواضيع عدة تناولها المؤتمر مثل : التحديات والفرص التي ترافق التقدم التكنلوجي ، وتحديات الهوية ( لماذا ولأي سبب أفضل ؟) والديموقراطية التداولية وسباق الشباب حول ( جملة العام ٢٠١٧) وتضمنت نقاشات معمقة حول انعكاسات التقنيات على الفرد والجماعة ومنظومات القيم وغيرها”. د محمد القريشي:المجتمعات تواجه مشكلة جوهرية في تسارع عجلة تطور التقنيات وتراكم التحديات القيمية وسألنا موفد جامعة الكوفة – وزراة التعليم العراقية،موضحين أننا لاحظنا مشاركات عربية قليلة في هذا المؤتمر ، ما هي أسباب اهتمام العراق بهذا النشاط الدولي ؟ فاجاب د.محمد القريشي أستاذ بكلية الهندسة بجامعة الكوفة“ جميع المجتمعات تواجه مشاكل جوهرية تتعلق في تسارع عجلة تطور التقنيات وتراكم التحديات القيمية الملازمة لهذا التطور .. بعبارة أخرى : التقنيات تتطور بسرعة أكثر من تطور “الأخلاقيات” … ومثال بسيط يخص تطور التقنيات في مجال الطب وخصوصا في دور الانسان الآلي وتصاعد ذكائه إضافة إلى حركته بين المرضى وما يطرحه من تساؤلات حول طبيعة مهنة الطبيب خلال السنوات القادمة ومثال آخر يتعلق ببرامج التعليم للصغار ، حيث لم تعد مهمة المدرسة كافية في تعليم الأطفال القراءة والكتابة والحساب والعلوم وإنما تتطلب تعليمهم تقنيات الحاسوب لأن الجميع يستخدم الهواتف الذكية”. الإعلان العالمي لأخلاقيات البيولوجيا وحقوق الإنسان شهد مجال أخلاقيات البيولوجيا نمواً ملحوظاً منذ حقبة السبعينيات. وصحيح أنه بات يتضمن اليوم مسائل مرتبطة بالأخلاقيات الطبية، إلاّ أن طابعه الفريد من نوعه يكمن في أن نطاقه أوسع من مختلف مدونات الأخلاقيات المهنية ذات الصلة. فهو يشجع التأمل في التغيرات المجتمعية لا بل في التوازنات العالمية التي أنتجتها التطورات العلمية والتكنولوجية. فإلى جانب السؤال المعقد الذي طرحته علوم الحياة لمعرفة إلى أين يمكن للإنسان أن يصل، تظهر تساؤلات جديدة حول العلاقة بين الأخلاقيات والعلوم والحرية. تجليات التحديات التي تواجه مجتمعاتنا العربية وسألنا الدكتور القريشي عن تجليات التحديات التي تواجه مجتمعاتنا العربية وإشكالية الاخلاقيات المتعلقة بالعلم و التكنولوجيا فقال لنا. “ التحديات التي تواجهها مجتمعاتنا العربية المضطربة كبيرة لأسباب عديدة أهمها الحروب والفقر وتدني مستويات التعليم مما يعرض تلك المجتمعات الى تصدعات بنيوية عميقة” . التغيرات في أنماط التواصل بين الأفراد والجماعات وأضاف د.القريشي “ توسع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على سبيل المثال ، أحدث الكثير من التغيرات في أنماط التواصل بين الأفراد والجماعات وسهل انتشار المعلومات والصور ومقاطع الفيديو بشكل كبير ولكنه صنع تحديات قيمية كبيرة تلزم الأكاديميين والمشرعين في متابعة التطورات وتطويق انعكاساتها السلبية ، وكذلك استخدام الهواتف الذكية .. ومن هنا جاء اهتمام السيد وزير التعليم العالي في المشاركة بهذا الحدث الدولي وتوظيف الملاحظات والأفكار كمدخلات للأعمال الأكاديمية او الثقافية الهادفة لمواكبة العصر وتقليل الخسائر الاجتماعية” . برنامج تعليم الأخلاقيات خلال الدورة الثانية والثلاثين للمؤتمر العام لليونسكو (2003)، أعربت الدول الأعضاء عن الحاجة إلى إطلاق ودعم برامج تعليمية في مجال الأخلاقيات، ليس في أخلاقيات البيولوجيا فحسب بل كذلك في مختلف قطاعات التعليم العلمي والمهني. وإنطلاقاً من البيانات والتوصيات التي خرجت بها هذه الدورة، أطلقت اليونسكو برنامج تعليم الأخلاقيات في العام 2004. يتمثل الهدف الشامل في هذا البرنامج بتقوية قدرات الدول الأعضاء في مجال تعليم الأخلاقيات وزيادتها. ولذلك، فإنه هدف بعيد الأمد. وقد ركزت الأنشطة الممارسة خلال فترة العامين 2005-2004 في مجال تعليم الأخلاقيات على أوروبا الشرقية والوسطى بشكل رئيس. ثم في فترة العامين 2007-2006، أعطيت الأولوية لدول جنوب شرق أوروبا ولقسم من المنطقة العربية (بالتحديد منطقة الخليج). اللجنة الحكومية الدولية لأخلاقيات البيولوجيا أنشئت اللجنة الدولية الحكومية لأخلاقيات البيولوجيا في العام 1998 بموجب المادة 11 من النظام الأساسي للجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا وتتألف من 36 دولة عضو يجتمع ممثلوها مرّة كلّ سنتين على الأقلّ للنظر في المشورة والتوصيات الصادرة عن اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا. وهي تبلّغ اللجنة الأخيرة بالآراء التي توصلّت إليها وتقدّمها مع بعض المقترحات لمتابعة عمل اللجنة الدولية إلى المدير العام لليونسكو لينقلها بدوره إلى الدول الأعضاء والمجلس التنفيذي والمؤتمر العام. جائزة إبن سينا لأخلاقيات العلوم تمنح جائزة إبن سينا لأخلاقيات العلوم، التي أطلقها المجلس التنفيذي لليونسكو في دورته السادسة والستين بعد المائة بمبادرة من جمهورية إيران الإسلامية، إلى الأفراد والمجموعات، مرة كل سنتين، لمكافأتهم على الأنشطة التي يمارسونها في مجال أخلاقيات العلوم. سميت الجائزة بهذا الإسم نسبة إلى الطبيب والفيلسوف المشهور أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا (1038-980)، والمعروف في أوروبا تحت الإسم الغربي Avicenna. عاش إبن سينا في القرن الحادي عشر، في العصور الوسطى الإسلامية، وكان حجة في الطب العلاجي وعالما في الإنسانيات وإشتهر بتطويره مقاربة شاملة نموذجية فهمت جوهر أخلاقيات العلوم وأصبحت بالتالي مصدر وحي وإلهام لنمو هذا الهاجس الذي يتخذ أهمية بالغة بالنسبة إلى اليونسكو.وتتألف هذه الجائزة من ميدالية إبن سينا الذهبية التي تمنح مع شهادة ومبلغ قيمته 10000 دولار أمريكي ورحلة أكاديمية إلى جمهورية إيران الإسلامية لمدة أسبوع كامل يتسنى للفائز خلالها إلقاء بعض الكلمات في التجمعات الأكاديمية التي تنظمها حكومة جمهورية إيران الإسلامية بهذه المناسبة
مشاركة :