تبنى تنظيم داعش ثلاثة اعتداءات انتحارية أودت الخميس بحياة خمسين شخصا على الأقل وجرحت أكثر من ثمانين آخرين قرب مدينة الناصرية في جنوب العراق بحسب مصادر صحية وأمنية عراقية. وقد تنكّر المهاجمون في زي رجال أمن وكان يركبون سيارات عسكرية مسروقة قبل أن يقوموا بمهاجمة حاجز للشرطة ومطعميْن واقعيْن على طرف الطريق السريع الواصل بين العاصمة العراقية بغداد والمحافظات الجنوبية. وقد شوهدت في المكان جثث متفحمة تشهد على قوة التفجير الذي طال عدة مركبات منها حافلات وشاحنات. وقد صرح مسؤول في الهيئة الصحية بالناصرية أن مستشفى المدينة استقبل حتى الآن خمسين جثة وأشار إلى أن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع لأن بعض الجرحى يوجدون في حالة حرجة. ومن بين الضحايا الذين قضوا، هناك عشرة إيرانيين كانوا في زيارة للأضرحة الدينية في مدينتي النجف وكربلاء. وأفاد مصدر أمني أن الهجوم الأعنف هو الذي استهدف مطعما غرب الناصرية. وقال إن مسلحا فجّر حزامه الناسف في المطعم الذي كان مكتظا بالزبائن فيما ألقى مسلحون آخرون قنابل يدوية على من كان في المطعم وقاموا بإطلاق النار عليهم. وإضافة إلى المدنيين الذين قضوا، يوجد أيضا عناصر أمن لقوا مصرعهم عند الحاجز الذي تم استهدافه بحسب ذات المصدر. ويعتبر جنوب العراق وبفضل الإجراءات الأمنية المشددة على المنطقة الغنية بالنفط بعيدا نوعا ما عن دائرة استهداف داعش مقارنة مع باقي أنحاء البلاد. إذ عادة ما يركز التنظيم عملياته في شمال وغرب العراق. وتأتي العمليات الأخيرة بينما تلقى داعش ضربة قاصمة تمثلت في استعادة مدينة الموصل ثاني مدن العراق بداية تموز يوليو الماضي بعد سيطرة دامت ثلاث سنوات بالإضافة إلى استعادة مدينة تل عفر شمال البلاد أواخر أغسطس آب فقد فيها التنظيم الآلاف من عناصره. ولم يبق في قبضته إلا منطقتان هما الحويجة الواقعة على بعد 300 كيلومتر شمال العاصمة بغداد والمنطقة المحاذية للحدود مع سوريا حيث لا يزال داعش يضم في صفوفه نحو 1500 مسلح من عناصره بحسب تقدير أحد القادة العسكريين العراقيين.
مشاركة :