ماذا يدور في العقلية السعودية حول حراك 15 سبتمبر

  • 9/15/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قد تلاحظون معي في هذه الوسوم التي وضعت في حسابات التواصل الاجتماعي، الموجهة بشكل أكبر إلى أبناء المملكة العربية السعودية ودعوتهم فيها إلى الحراك والنزول إلى الشارع، أنها أتت متزامنة مع أوقات المناسبات الدينية، لتنتهز متذاكية خروج الناس لأداء فريضة الجمعة على شكل أفراد ومجموعات، ظناً من هذه الفئة التي تمارس التحريض علينا منذ زمن طويل، أن هذا التوقيت سيكون مخرجاً لهم في حال الفشل المتوقع لها، حتى يصوروا للرأي العام العالمي -من باب التظليل، وإخفاء الحقائق-، وجود رغبة عارمة، وحقيقية عند المواطن السعودي للخروج إلى الشارع، ويستدلون على صدق هذا الزعم بخروج الناس إلى الصلاة فرادى وجماعات، على أنه خروج إلى الشارع، ويستدلون على وجود التنظيمات المرورية المعتادة في الشوارع، على أنها تدابير أمنية اتخذتها الدولة للتصدي لأي محاولة لمواجهة الأمن، ومن جهة أخرى يحاول الظلاميون صنع نجاحات بائسة لأنفسهم حتى ولو كانت وهمية، ولو بشكل جزئ، ليظفروا برعاية إعلامية، ومصداقية أمام الممول لهذه الدعوات.الداخل السعودي – ولله الحمد-لمن لا يعرفه، ليست هي المرة الأولى له في الوقوف في وجه هذه الدعوات المناوئة لحكومة بلاده، والداعية إلى زعزعة أمنه واستقراره، فقد أكدوا في كل مرة تطفوا فيها هذه الدعوات إلى السطح في تشكيل درع حصين، لبناته أرواحهم ودماءهم ضد كل محاولة ترمي إلى شق الصف، وبث الفرقة بينهم، وبين حكامهم، وعلماءهم، ممتثلين في ذلك بكتاب الله العزيز، وسنة نبيهم الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وبسيرة خلفاء الراشدين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أبناء المملكة لن تنطلي عليهم مثل هذه الحيل، وهذه الشراك، لأنهم في حصانة متينة ضد هذه الشعارات المظللة، والمناهضة لسياسة وطنهم، الذي لا يزال يحقق في كل مرة مزيداً من الانتصارات في سياساته الداخلية والخارجية بفضل الله، ويوقنون إنما خرجت عليهم هذه الدعوات بسبب تحقيق بلادهم لهذه المنجزات، ويؤكدون أنها ردة فعل متوقعة، وليست غربية من العدو.ليس من قيم هذه البلدة المباركة قيمة (التظاهر) ولم يعتادوا على هذا السلوك الدخيل، فهم يعتبرون ذلك من قبيل الخيانة، ونقض العهد، وأن هذا الأمر رفضه الآباء والأجداد من قبلهم، فالتنشئة العربية الإسلامية في المملكة تقوم على تطبيع قيم الوفاء، ومكارم الشيم، والوفاء بالعهود، والبذل في سبيل حماية دينهم، ومليكهم، ووطنهم، وأن لا ينزعوا يداً من طاعة مهما كلف ذلك.وفي المقابل ولاة أمورنا أخذوا على أنفسهم عهداً وميثاقاً، لا يحيدون عنه، ولا يتزحزحون قيد أمنلة، تحت أي ظرف، أو في أي زمان، أنه لا صلاح للناس في المملكة، ولا استقرار، إلا باللجوء إلى أحكام شرع الله الحنيف، واتخاذها منهجاً وطريقاً للحياة، وبالعدل، والشورى، والمساواة، والحرية، واحترام حقوق الإنسان، وإظهار شعائر الإسلام، ورعاية شؤون الحرمين، تقوم الحياة ويصلح حال الراعي والرعية على حدٍ سواء.كل الشعارات من مبادئ ومثل وقيم كــ(العدالة، الشورى، استقلال القضاء، المساواة، الحرية، تطبيق الشريعة بشكل شمولي..)، التي يلوح بها دعاة الحراك ليس لها وجود في شؤونهم، ولا محل لها في قلوبهم، وإنما اتخذت من قبلهم حيلة أمام الناس؛ للتسلل إلى عواطفهم، وتحريك مشاعرهم، ولم يدر في خلدهم ولو لحظة مستوى اليقظة والإدراك الذي يتمتع به المواطن السعودي، الذي بات في رشده الإيمان بالله وحده، وأن وطنه الأوحد على مستوى العالم الذي تحكم تصرفاته وشؤونه شريعة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويردد في مناسبة أن بلاده سطرت هذه المثل والقيم قبل أن يقول بها أحد، في صفوف مكتوبة في وثيقة الحكم الأساسي، الذي يعد الحارس الأمين لها، وعين لها القضاء ليكون ضامناً لها.الأمر المثير في هذه الدعوة حياة التناقض التي يعيشها عناصر هذه العصابات، ففي الوقت الذي يدعون فيه إلى رفع شعارات العدل، والحرية، وتطبيق الشريعة الإسلامية بشكل شمولي… إلخ، يشجبون ويستنكرون من جهة ثانية التزام المملكة بأحكام الشريعة في كل شؤون الحياة، العامة والخاصة، ويصورون القضاء بأنه قضاء متعسف، ولا يحترم حقوق الإنسان، ويصفون أحكامه بالظلم والجور، ويسمون بلادنا بالتخلف والرجعية بسبب اتباع الشريعة طريقة وحكماً. د. أحمد بن علي الشهري DrAalsh17ihri@ رابط الخبر بصحيفة الوئام: ماذا يدور في العقلية السعودية حول حراك 15 سبتمبر

مشاركة :