القراءة باتت اليوم إحدى الأسلحة الواجب على أمتنا التحصّن بها

  • 9/15/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة إن القراءة باتت اليوم إحدى الأسلحة الواجب على أمتنا؛ أفرادًا ومجتمعات على حد سواء، التحصن بها من شرور المخاطر المحدقة عقائديًا وفكريًا وسياسيًا. وأشار إلى أن «أمة اقرأ» أول ما تنزَّل على نبيها الكريم من وحي وحثٍّ رباني يأمر بالقراءة، ليؤكد ما توصف به هذه القيمة الإنسانية الفريدة من كونها سرًا من أسرار الوجود، ومفتاحًا لأبواب إعمار الحياة وسبر أغوارها، داعيًا في الوقت نفسه إلى جعل القراءة منهاج حياة وعادة حميدة محببة إلى النفوس، يُنشَّأ عليها الصغار منذ نعومة أظفارهم لتمدهم بالزاد العلمي والمعرفي الذي يغني عقولهم ويثري تجاربهم في الكبر.وكان الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة قد شمل برعايته يوم أمس الخميس (14 سبتمبر) افتتاح «مهرجان الأيام الثقافي 24 للكتاب» الذي تنظمه «مؤسسة الأيام للصحافة والنشر»، الذي يستمر حتى 23 من الشهر الجاري بمركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات.وخلال حفل الافتتاح الذي حضره رئيس مجلس الشورى علي بن صالح الصالح، وعدد من الوزراء، وسفراء الدول الشقيقة والصديقة، وكبار المسؤولين والمدعوين، والفعاليات الفكرية والأدبية والثقافية، قال الشيخ خالد بن عبدالله: «إن إحياء المعارض المتخصصة في نشر المعارف بشتى أنواعها في ظل ما يهدد القراءة ووعاءها -ممثلاً في الكتاب- من عزوف وقلة إقبال، ما هي إلا مبادرة تستوجب تشجيعها ودعمها عامًا بعد عام، حتى نؤمِّن لأجيالنا القادمة إرثًا راسخًا ومستنيرًا، فضلاً عن أنها مناسبة جيدة لنستذكر أثر الفكر القويم في تحقيق النهضة والرقي لأمتنا قبل مئات السنين».وحثَّ الشيخ خالد آل خليفة دور النشر والطباعة على أن تسخِّر التطور التقني الهائل الذي نشهده في وقتنا الحاضر في خدمة الكتاب وبث روح الوعي القرائي، وألا تدع المجال مرتعًا خصبًا لمفرزات التكنولوجيا وما تنتجه من مغريات ووسائل ترفيه تلقى رواجًا وقبولاً أكبر، وبخاصة عند فئة الشباب.وأضاف «يتحقق الهدف الأسمى من القراءة بالفهم، فقراءة بلا فهم لا يمكن اعتبارها إلا مضيعة للوقت والجهد، كما يتحقق الهدف من القراءة باختيار أجود المؤلفات التي تسهم في صقل شخصية القارئ وجعله فردًا صالحًا ومنتجًا في مجتمعه ووطنه».وحيَّا الشيخ خالد بن عبدالله «مؤسسة الأيام للصحافة والنشر» التي أخذت على عاتقها منذ 24 عامًا على التوالي إقامة وتنظيم هذه التظاهرة الثقافية في المملكة، التي كانت ولا تزال بفضل رؤية قيادتها الحكيمة والحكومة الموقرة توفر مناخًا خصبًا للعلم وأهله في شتى الميادين، الأمر الذي أسهم في أن يتبوأ هذا التجمع الأدبي والفكري مكانة مرموقة يشار إليها بالبنان على صعيد المنطقة.كما لفت إلى أن زيادة الإقبال الجماهيري على هذا المهرجان في كل عام تؤكد ما جبل عليه أهل البحرين منذ القدم من نهم وتعطش للقراءة وحب للاطلاع، فضلاً عن السمعة التي اكتسبها هذا المعرض الذي تمكن بفضلها من استقطاب ضيوفه من مختلف أقطار الوطن العربي.ويشارك في «مهرجان الأيام الثقافي للكتاب» 235 دار نشر محلية، وأخرى عربية من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، ولبنان، ومصر، وسوريا، والجزائر، وتونس، وفلسطين، والعراق، والأردن، والمغرب، إلى جانب دور نشر أجنبية قادمة من ألمانيا، وبريطانيا، وإيطاليا، وكندا.ويطرح المهرجان أكثر من 65 ألف عنوان طرحتها دور النشر، وعالجت من خلالها مختلف القضايا والموضوعات، كما سيشتمل المعرض على مؤلفات تعنى بأدب الطفل، وتلك الموجهة إلى الناشئة والمراهقين، بالإضافة إلى الكتب التراثية والفقهية والشرعية والعلمية، وما إلى ذلك من موضوعات أخرى متنوعة.وأعرب رئيس مجلس إدارة «مؤسسة الأيام للصحافة والنشر»، نجيب الحمر، عن بالغ شكره وعظيم تقديره، للرعاية الكريمة التي تفضل بها نائب رئيس مجلس الوزراء، الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، المتمثلة في افتتاح الدورة الرابعة والعشرين من «مهرجان الأيام الثقافي للكتاب»، مؤكدًا أن هذا الدعم دلالة على المكانة الكبيرة التي يكنها الشيخ خالد للكتاب، بوصفه فضاءً معرفيًا، يشرع الأبواب نحو خلق مجتمع لصيق بالمعرفة، ويفتح آفاق الارتقاء والتطور الحضاري.وأضاف الحمر «إن رعاية الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة لهذا الحدث الثقافي السنوي، الذي يعد واحدًا من أكبر الأحداث الثقافية التي تشهدها المملكة، تعكس اهتمامه الثقافي والمعرفي الذي يتجلى بصورة أمثل في دعم هذه القطاعات وتشجيعها، وتعزيز حضورها على الساحة الثقافية في المملكة».ولفت الحمر إلى الريادة التي تحظى بها المملكة على المستوى الثقافي والفكري والحضاري في الوطن العربي، ليؤكد إن هذه الريادة، التي تجلت بخلق أسماء بحرينية كبيرة على مستوى الأدب والفكر والفنون، إنما هي نتاج من نتاجات هذه العناية التي توليها القيادة الحكيمة والحكومة الموقرة بالثقافة والمعرفة، وبضرورة إيلائها العناية والاهتمام، لتكون رافدًا ثقافيًا متواصلاً بتواصل الأجيال، وليكون اسم المملكة علمًا بين البلدان بوصفها مركزًا ثقافيًا له إسهاماته وإضافاته المعرفية والفكرية والحضارية والأدبية.

مشاركة :