تقول لوبوف ستيبوشوفا في مقالها على موقع "برافدا.رو" إن ميانمار قد تشتعل لإجبار الصين على التخلي عن محاولاتها لحرمان الدولار من سطوته. جاء في المقال: في جنوب شرق آسيا يندلع نزاع جديد يشبه النزاع في سوريا بقسوته وأبعاده. أكثر من مليون شخص خلال عدة أيام كرروا الشيء نفسه على تويتر: "إبادة جماعية لمسلمي الروهينغا". وكُتب عن هذا الموضوع 17 مقالا على خدمة "أون لاين" لمحطة "بي بي سي" منذ 17 أغسطس/آب الماضي فقط. ولكن، وبعد أن انضمت إلى هذه الأحداث فتيات إنستغرام المخمليات، ظهرت لدي رغبة لمعرفة من يقف وراء هذه الحملة الإعلامية، وما هي أهدافها الخفية؟ وقد تحدثت "بي بي سي" عن عدد التغاريد في مقال تحت عنوان "أزمة الروهينغا: ماذا وراء مليون و200 ألف تغريدة؟". ويخبر كاتب المقال، كأنما عرَضًا، عن احتجاجات المسلمين في روسيا أمام سفارة ميانمار. فهل كان هذا هو هدفه؟ ولم لا، فالحرب الدينية قد تشكل ضربة قاتلة لروسيا. أما فيما يتعلق بكمية إبداع الجنس اللطيف، فقد تم الزج بمحطات "إنستغرام" مع عدد من المشتركين يتراوح بين 50 ألفا ومليوني شخص. وفي روسيا يعمل أكثر من 20 حسابا مخصصا للتباكي على صور وهمية لضحايا المسلمين الروهينغا، مرفقة بنصوص الاتهام إلى البوذيين. تماما كما في سوريا: إرهابيون جيدون وإرهابيون سيئون وفقا لوسائل الإعلام المستقلة والمدونين على صفحات التواصل الاجتماعي، يتبين أن الأحداث بدأت بعد حادثة اغتصاب رجال من الروهينغا امرأةً من ولاية أراكان. وبعد ذلك تصاعد النزاع منذ يوم 25 أغسطس /آب الماضي، ليتخذ طابع شن هجمات مسلحة من قبل مسلحي الروهينغا المتشددين ضد قوات الشرطة والمراكز الحدودية للدولة، والتي بدورها ردت على ذلك بشن عمليات قمع ضد مخيمات الروهينغا. وأعلن ما يسمى "جيش إنقاذ روهينغا أراكان" أو "حركة اليقين"، أي الإرهابيون السيئون، مسؤوليته عن مقتل عدد من رجال الشرطة. ولكن يوجد أيضا إرهابيون "جيدون" لديهم مراكز في لندن مثل "الحركة الوطنية لروهينغا أراكان" (ARNO) و"منظمة التضامن مع الروهينغا" (RSO). وبشكل عام، تماما كما يحدث في سوريا - بعض هذه التنظيمات تغذيه دول الخليج، وبعضها الآخر - الغرب عبر جمعيات سوروس الخيرية، والجميع يقف على أهبة الاستعداد في انتظار "ساعة الصفر". حانت ساعة الصفر: والهدف زعزعة استقرار الصين تنتج الولايات المتحدة السلعة الأكثر رواجا في العالم، وهي الدولار، عملة الاحتياط العالمي، وفقا لبروتوكولات بريتون وودز. وإذا لم يكن لديك دولارات، فلن تستطيع المتاجرة في السوق العالمية. لهذا، فإن الخوف الأكبر لدى أسياد العولمة، هو من فقدان احتكار العملة الاحتياطية. وما دامت الحكومات تشتري سندات ديون الولايات المتحدة لكي يكون لديها احتياطي من عملة الدولار، فإن الولايات المتحدة لن تخاف على اقتصادها. ولكن، لو تصورنا أن الصين قررت جعل اليوان عملة احتياطية، (ولا سيما أن حجم تجارتها مع جميع دول العالم يسمح بذلك)، فإن الولايات المتحدة ستفقد الدخول المجانية، التي تحصل عليها، هذا مع الأخذ بالاعتبار كذلك أن صناعات الولايات المتحدة لم تعد موجودة على أرضها، بل نُقلت إلى الصين. لقد وعدت الصين في مشروعها "طريق الحرير الجديد" بالتخلي عن التعامل بالدولار الأمريكي في المداولات التجارية. وفي لقاء قمة بريكس الأخير، جرى الحديث عن إنشاء "عملة افتراضية". أي أن القطار الذي يحمل شعار "لا – للدولار" أصبح على وشك الانطلاق. وأن مهمة أسياد العولمة هي تعطيل هذا الانطلاق بأي ثمن كان. ومن الجدير بالملاحظة أن ميانمار بالذات، تعدُّ شريكا استراتيجيا للصين في مشروع "حزام واحد - طريق واحد"، حيث تم في ولاية أراكان بالذات إنشاء ميناء ونظام لضخ النفط ونقل الغاز إلى الصين. وهذا يعني في يومنا هذا 22 مليون طن من النفط و12 مليون متر مكعب من الغاز سنويا. وفي هذه الحالة يمكننا أن نتخيل مدى فداحة الخسارة التي ستلحق بالصين في حالة تفاقم النزاع هناك. هذا، وإن الضغط على بكين سوف يشتد أكثر وأكثر، وليس فقط في ميانمار. فقد بدأ استخدام أفغانستان وباكستان، التي أُعلنت عدوا. كما يُتوقع حدوث أعمال شغب في مقاطعة (شين جيانغ ذاتية الحكم، حيث يعيش) الأويغور (المسلمون) والبوذيون أيضا. ترجمة وإعداد: ناصر قويدر
مشاركة :