المعارضة القطرية: نمضي بخـطى ثابتة نحو التغيير عبر حكومة انتقالــية

  • 9/15/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت في العاصمة البريطانية لندن، أمس، أعمال المؤتمر الأول للمعارضة القطرية، الذي بحث في الأزمة القطرية مع محيطها والمستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، حيث أكدت المعارضة أن الأزمة الأخيرة تكشف وجه نظام الحمدين الحقيقي، وأنها تمضي بخطى ثابتة نحو التغيير عبر حكومة انتقالية، وتوعدت في مؤتمرها الأول تنظيم الحمدين الحاكم في الدوحة بالمحاسبة على جرائمه في حق الشعبي القطري، ودعم وتمويل الجماعات الإرهابية، وتقديم الرشى، فيما قال المعارض القطري، خالد الهيل، إن النظام الحاكم في بلاده دفع رشى، وقام بشن حملة إعلامية لوقف انعقاد المؤتمر. وفي التفاصيل، قال المتحدث باسم المعارضة القطرية، خالد الهيل، خلال الكلمة الافتتاحية في المؤتمر، أمس، إن «النظام الحاكم في قطر حرم كثيراً من المواطنين من جنسيتهم، واعتقل العديد منهم»، مشيراً إلى أن التغيير الذي ينشده الشعب القطري لن يكون مفروشاً بالورود. دبلوماسي أميركي: قطر يجب أن تدفع ثمن دعمها للإرهاب وإيران قال السفير الأميركي السابق، بيل ريتشاردسون، إن قطر يجب أن تدفع ثمن دعمها للإرهاب والنظام الإيراني. وأضاف ريتشاردسون، خلال مشاركته في مؤتمر المعارضة القطرية، أن النظام هناك يدعم تنظيم «الإخوان» الإرهابي و«حماس»، فضلاً عن علاقة واسعة مع النظام الإيراني، الذي يهدد مناطق الشرق الأوسط. ولفت إلى أن قضية حقوق الإنسان في قطر تدعو إلى القلق، في ظل ممارسات النظام هناك، مشيراً إلى أنه على يقين في حال إجراء انتخابات سيفوز المعارض القطري خالد الهيل. وأكد ريتشاردسون أن النظام القطري يجب أن يأخذ الخطوة الأولى لحل الأزمة، لأنهم السبب في ما آلت إليه الأمور. وأشاد السفير الأميركي السابق بتعامل مجلس التعاون الخليجي مع الأزمة، والذي وصفه بأنه يضغط بشكل بنّاء على قطر. ودعا ريتشاردسون النظام في قطر إلى التخلي عن الازدواجية والتناقض والسياسة القائمة على زعزعة الاستقرار. نقلاً عن «بوابة العين الإخبارية» توقع مستشار سابق بوزارة الدفاع الأميركية أن تضطر واشنطن إلى نقل قاعدة العديد العسكرية في قطر إذا استمرت الأخيرة في دعم الإرهاب وإيران. وأوضح المعارض القطري أن «النظام الذي يدعم التطرف والإرهاب يتوجب علينا النظر في تغييره»، لافتاً إلى أن هذا المؤتمر يعد «تاريخاً فاصلاً في مستقبل قطر». وأضاف الهيل أن «من المحزن للشعب القطري أن يرى بلده مكروهاً ومنبوذاً من جيرانه، بسبب سياسة نظام ديكتاتوري قمعي». وأكد أن النظام الحالي لم يتورع عن مخالفة كل الشرائع في التعامل مع معارضيه والأصوات الشريفة التي طالبت بتغيير سياسته. وأشار إلى أن النظام سجن المئات من معارضيه، ويعذبهم بشكل وحشي، فضلاً عن حرمانه المئات من الجنسية القطرية. وتابع أن الحكومة القطرية سعت بكل جهدها لوقف هذا المؤتمر، وأطلقت التهديدات للمشاركين فيه لوقفه نهائياً. وأوضح الهيل أن مؤتمر المعارضة يعرض حقائق مجردة عن تورط النظام القطري في دعم الإرهاب. من جانبه، قال القطري محمد بن حمد آل مرة، إن قبيلته تعاني منذ 1996 من ظلم النظام القطري، خصوصاً بعد أن تم تجريد كثير المنتمين إلى القبيلة من جنسياتهم. وأضاف، في ندوة على هامش مؤتمر المعارضة القطرية، أن والده تم سجنه مع أكثر من 200 ضابط، وأنهم تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب. وتابع: «والدي تعرض لأزمة صحية بسبب ممارسات سجانيهم». وأشار بن حمد إلى أنه وأشقاءه مشردون، ولا يملكون أوراقاً ثبوتية، بسبب سحب الجنسيات منهم، وأنهم لا يستطيعون حتى الآن مقابلة والدتهم المقيمة في قطر. ولفت بن حمد إلى الوضع المأساوي، الذي يعانيه أفراد القبيلة الباقون في قطر، من رفض تعليم أبنائهم، وعدم تقديم دعم صحي كبقية المواطنين. وانطلق المؤتمر، صباح أمس في لندن، بمشاركة معارضين قطريين وساسة وأكاديميين عالميين. وناقشت الجلسة الأولى من المؤتمر دعم قطر للإرهاب، وتمويلها لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين، وأن تمويل الإرهاب لا يمكن أن يتم بمعزل عن معرفة الحكومات بذلك. وجاء في الجلسة أن «الغرب شريك لدول المنطقة في مكافحة الإرهاب، لكنه يعرف تورط جهات محلية في في تمويل الإرهاب». وتناولت الجلسة أيضاً أنه لا تناقض بين الإسلام والديمقراطية. وأشار المشاركون في المؤتمر إلى أن المملكة العربية السعودية قدمت الكثير في محاربة تنظيم «داعش». وقال مؤتمر المعارضة القطرية إن هناك سياسات غربية أثرت في التناغم الدولي في محاربة الإرهاب. وقال الهيل في الجلسة الثانية للمؤتمر، المخصصة للعلاقات بين قطر وإيران وتركيا، إن الدوحة وطهران يربط بينهما خط غاز الشمال المشترك، وتمتلك الأولى الجزء الأكبر من هذا الخط. وتابع: «لك أن تتخيل أنه لا يوجد تقسيم وحدات بين إيران وقطر لدواعٍ سياسية»، مضيفاً أنه «في حالة وجود تقسيم الوحدات ستتغير الأمور». كما أشار الهيل إلى أن الدوحة «تفتح الموانئ والأسواق بلا حدود أمام إيران على حساب دول الخليج، وفوق ذلك فإن الإيرانيين جلبوا المخدرات». وأوضح أن تجارة الممنوعات في قطر معظمها يأتي عبر إيران، وعلى هذا فإن «خطورة طهران على الدوحة أكبر من هواجس قطر من دول الخليج». وشدد على أن «الوجه الحقيقي الذي كان يخفيه النظام القطري ظهر في الأزمة الأخيرة». وفي الجلسة الثالثة من المؤتمر، قال المستشار في شؤون الشرق الأوسط لوزارة الدفاع في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، دوف زاكهايم، إنه «لو تخيرنا فإننا يمكن أن ننقل قاعدة العديد من قطر». مذكراً بأنه كان للولايات المتحدة قواعد عسكرية في دول أخرى، وتم نقلها بحسب الظروف. وفي رسالة إلى قطر، قال زاكهايم «فلو واصلت قطر العمل على المنوال نفسه لن تخدم مصلحتها». وعن أسباب دعم قطر للإرهاب في رأيه، قال المسؤول الأميركي السابق إن قطر تعتقد أنها بدعمها للجماعات الإرهابية فإن هذا سيعطيها قدراً من الظهور على الساحة الدولية. ودعا زاكهايم العالم إلى «أن يظهر لها (قطر) من الغضب ما يجعلها تعيد النظر في ذلك». وفي هذا الصدد، أشار إلى تزايد الغضب في واشنطن إزاء الدوحة بقوله: «في واشنطن يقولون لقطر كفى، فهذه القشة التي قصمت ظهر البعير، وعليكم التوقف». ولفت إلى أن البعض (في إشارة إلى أصدقاء قطر) استطاع الحصول على دعم اللوبي اليهودي في أميركا لدعم الدوحة. وعن موقف الإعلام الأميركي من الدوحة، قال زاكهايم إن الأميركيين «جبهة واحدة ضد قطر». واتهم مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، جيمس روبن، حكام قطر بدعم الإرهاب في العالم، عبر دعم وصول الجماعات الإرهابية إلى الحكم. وقال روبن إن قطر كان لها دور في ما سمي «ثورات الربيع العربي»، عبر توصيل جماعات، مثل تنظيم الإخوان الإرهابي، إلى الحكم في مصر، على سبيل المثال. وأشار إلى أن هذا أثر في نشر الإرهاب في العالم كله، وليس فقط في المنطقة العربية. وأضاف أنه يتفهم هدف المؤتمر الخاص بالتغيير الديمقراطي في قطر من أجل مواجهة الإرهاب الذي يدعمه نظام الدوحة. وقدم فيديو تسجيلياً عن دور قطر فيما يسمى «ثورات الربيع العربي»، عبر دعم الجماعات الإرهابية، ثم بدأ إدارة ندوة تضم قادة عسكريين سابقين ونواباً برلمانيين من بريطانيا، وغيرهم ممن كانوا مطّلعين على دور قطر في ذلك. وفي وقت لاحق، قال الهيل، إنهم في المعارضة يجهزون مفاجأة كبيرة للنظام القطري بخصوص فساد ملف استضافة كأس العالم 2022، مشيراً إلى أن المعارضة تمضي نحو تحقيق أهدافها بخطى ثابتة ورؤية علمية، لتؤسس للتغيير في قطر، عبر حكومة انتقالية ستكون نواة لقطر جديدة. وأضاف، في مقابلة مع فضائية «سكاي نيوز عربية»، عقب ختام الجلسة الأخيرة للمؤتمر، أن المرحلة المقبلة في قطر ستكون مرحلة التغيير نحو الأفضل، موضحاً أن مؤتمر «قطر في منظور الأمن والسلم الدولي»، أسهم في فضح دعم النظام للإرهاب، وتمليك الرأي العام الأوروبي الكثير من الحقائق بخصوص ملفات الفساد القطرية. وأوضح الهيل أن المؤتمر تمكن من تحقيق أهدافه بامتياز، على الرغم من الهجمة الإعلامية القطرية عليه، والتي أسهمت في الترويج له. وأشار الهيل إلى أن برنامج المعارضة في المرحلة المقبلة، يرتكز على مؤتمرات تنطلق خلال الشهر المقبل، في مدن غربية، حول ملفات فساد كأس العالم، وتمويل قطر للإرهاب، إلى جولات في واشنطن، لتوعية صناع القرار، ووفد إلى فرنسا، للحديث مع البرلمانيين الفرنسيين حول الاستثمارات القطرية هناك.

مشاركة :